أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار محلية / سمير حنش الحوشبي…الفارس الذي حمل تذكرة الشهادة الى رحاب الخلود

سمير حنش الحوشبي…الفارس الذي حمل تذكرة الشهادة الى رحاب الخلود

رثاء (حضارم اليوم) محمد مرشد عقابي:

انها اللحظة التي تبلدت فيها مداركي واوصدت فيها قريحتي ولم اكد استوعب غير الأنين والصراخ، هنا تجمعت اشتات مفكرتي وتلملمت بعض جزيئات اوراقي المبعثرة من هول الفاجعة.

هل على مسمعي نبأ رحيل الجار العزيز والشاب الشهم المقاوم البطل سمير حنش محمد صالح الطميري الحوشبي، ذلك الخبر الذي اصعق مسمعي ولم اكد افيق من صدمته إلا والدموع تنهمر بغزارة من من مقل أدماها مكابدة الحزن والأنين على فراق الأعزاء.

يوم الخميس المصادف لـ 2019/12/19م حمل في طياته خبر مفزع ومدوي في آن واحد وهو نبأ استشهاد البطل المغوار الشاب سمير حنش محمد صالح الحوشبي، لتحتقن المسيمير بهذا المصاب الأليم وجعاً وحسرة على هذا الرحيل السابق لآوانه، لقد استشهد ابن المسيمير الحواشب برصاصة غدر حوثية ترجمت مدى العبث وبشاعة الإجرام لدى هذه الجماعة المأرقة التي قطفت زهرة شباب هذا البطل واسقطته شهيداً من اجل هذا الوطن، ستبكيك المسيمير وستفتقدك ديارها وازقتها واحيائها لكنك ستبقى سميراً حياً في قلوبنا، سيفتقدك اهلك واقربائك وزملاء دربك لكنك ستظل نبراساً لهم في دياجير الظلام، ستبقى ايها الشهم الهمام أزلاً حتى تفنى مخلوقات هذه الأرض فانت حياً في قلوب هذه الأمة، هذه هي المسيمير الحواشب أصل التاريخ والحضارة وهؤلاء هم رجالها الأمجاد، انها بالفعل ارض البطولات التي اجترحت بفعل تضحيات هؤلاء الأفذاذ.

انت اليوم ايها السمير من تضرب اروع المثل في التضحية والفداء، وانت اليوم من حاز العلأ ونال شرف الحياة الخالدة والسرمدية، انت اليوم من ارتقى الى مصاف العظماء وفي جنة الخلد ان شاء الله يطيب العيش والبقاء.

التمس عذرك ايها الشهيد فجعبتي لا تفي بوصف مقامك المهيب، استجديك ان تقبل اعتذاري فقد تحجرت التعابير وتصلدمت الجمل واختنقت الحروف فلم يعد بمقدوري مشاطرة وتسطير ملاحمك البطولية التي توجتها بنيل صفة الشهادة المقدسة، كيف لي من سبيل لكي انثر ما بخاطري من هواجس رثاء وبكاء و كبرياء تواكب حجم البطولات وتبرز ماضي وحاضر التضحيات التي ستظل تتوهج بوميضها لتصبح بعد رحيلك نجماً يستدل به من يهوى دروب النضال.

سمير حنش محمد صالح الطميري الحوشبي هذا الفارس الجنوبي الذي عرفته جبهات الحواشب والساحل الغربي بشجاعته ورجولته وتواضعه وبساطته وابتسامته الدائمه، هو من صعق الأعداء بحنكته، انه نموذج لذلك القائد والمقاتل، شاب تخندق في صفوف المقاومة الجنوبية، حمل سلاحه وتوجه صوب مواقع الرجال مواجهاً صلف وعدوان مليشيا الغدر والخيانة الحوثية، قدم نفساً فداً ونصرة للجنوب وللمكلومين والمقهورين من ابناء الساحل الغربي الذي يتعرضون لصنوف المهانة والإذلال من قبل العصابات الإيرانية المسلحة، استعرت بداخل هذا الشاب الحوشبي شرارة الغضب وهو يرى الإنتهاكات تطال المستضعفين في الحديدة فهب مثله مثل ابناء الجنوب الأخرين الذين تدعوهم ضمائرهم الإنسانية لردع الظلم ونصرة المظلومين، انخرط هناك ضمن كتيبة القائد محمد عبد الله علي الرباكي وهي كتيبة تتبع احد ألوية المحضار التي تقوم بمهامها القتالية في الحديدة، ظل هناك لسنوات يقاتل المجوس والروافض حتى نال الشهادة فجر اليوم الخميس وهو يؤدي واجبه العسكري والديني والأخلاقي، كان رحمة الله تغشاه صوتاً تحررياً صاخباً يتوعد اعداء العقيدة الغزاة والطغاة الحوثيين بالويل والثبور، كان ليثاً من ليوث الحواشب في الميادين لا يهاب المنايا ولا مخططات الغزاة مهما كان الثمن.

بعد مشوار بطولي حافل بالعطاء والتضحية ومعاناة ومكابدة مع الوجع والألم جراء إصابات عديدة لحقت به في معارك سالفه فاضت روحه الطاهرة الى بارئها نحو السماء بكل أنفه وعزة وشرف وشموخ وكبرياء، لتختتم الحواشب عام 2019م بحزن وجرح جديد يضاف إلى سلسلة جراحها الغائرة التي لم تلتئم بعد، وبرحيل هذا البطل تطوى صفحة نضالية بارزة من تاريخ الحواشب لن نجدها بعد اليوم في أي واقعة ولا موقع.

رحل ابن القاضي حنش ربيعي العمر شامخاً شموخ الجبال الرواسي وثابتاً ثابتها، فالسلام على روحك ايها المغوار، وعزاؤنا لأنفسنا وللوطن باستشهادك.

إنا لله وإنا إليه راجعون..

شارك الخبر

شاهد أيضاً

بمشاركة (35) متدربا.. اختتام ورشة تدريبية لتقييم النفايات البحرية على شواطئ عدن

عدن (حضارم اليوم) خاص اختتمت اليوم بالعاصمة عدن فعاليات الورشة التدريبية الوطنية حول “تقييم النفايات …