الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: عادل العبيدي “الجنوب”.. بين القومية العربية واتفاق الرياض

مقال لـ: عادل العبيدي “الجنوب”.. بين القومية العربية واتفاق الرياض

الجنوب اليوم سيكون بذاته شريكا مع دول الجوار والمنطقة العربية في حماية أمنها والحفاظ على مصالحها ووحدة قرارها ، ولن يسمح لنفسه أن يكون مرة أخرى هو الضحية التي قد تؤدي إلى طمس هويته وضياع جزئيته من خارطة الوطن العربي ، وحتى تبقى تلك المصالح العربية محفوظة في الجزء الجنوبي من الوطن العربي يجب الأعتراف به ليكون دولة حرة ومستقلة كما كان قبل العام 1990 ، وسيكون كذلك أن شاء الله .

ونحن نرى همجية حزب الإصلاح العدواني في القفز على اتفاق الرياض ، الذي بدلا من أن يلتزم في تنفيذ بنوده حسب ما جاءت فيه ، نجده يسارع إلى الألتفاف عليه ليعيدوا احتلالهم للجنوب مرة أخرى ، وبما أن الاتفاق قد وجد وتم التوقيع عليه لحماية أمن ومصالح دول الجوار وبرعاية سعودية ، وكون المجلس الانتقالي هو الطرف الممثل للجنوب في هذا الاتفاق يجب أن يكون للانتقالي بعد نظر منه ومن علاقته بالدول العربية الآخرى بما يكون من شأنه الحفاظ على العلاقات الأخوية ، والتشبث في التنفيذ الصحيح للاتفاق .

فمازلنا نذكر ولم ننس كيف أن حبنا للقومية العربية والسير في طريقها بعواطفنا دون النظر إلى حقيقة الإمكانيات الموجودة لتحقيقها والظروف العربية المحيطة ، قد جعلتنا نقع في شراك الاحتلال الشمالي الزيدي الخبيث ، حيث أننا ومن شدة حبنا للقومية العربية حينها وتحقيق وحدتها حبينا الوحدة اليمنية وأعتبرناها الخطوة الكبيرة والأهم إلى تحقيق الوحدة العربية ، التي وللاسف الشديد أن ذلك كان على حساب استقلالنا ، وكادت أن تطمس هويتنا ، وأثناء مناداتنا لإخواننا العرب عندما تم الغدر بنا والتغلب علينا باسم تلك المشؤمة الوحدة اليمنية كان الكل قد تخلى عنا .

تلك التجربة الشديدة الألم ، التي لاتوصف مرارتها وظلمها وبطشها وجرائمها التي ذاقها أبناء الجنوب من قبل الاحتلال الزيدي ، لانريدها أن تتكرر معنا اليوم باسم تنفيذ اتفاق الرياض .

حبنا للأشقاء العرب ودول الجوار لن يتغير أو يتبدل وسيبقى هو هو بنفس مستوى ذلك الحب أيام حبنا للقومية العربية ، وللحفاظ على وحدة المصالح العربية المشتركة نحن الجنوبيين أهل لها وقادرين عليها وقد أثبتنا ذلك في حربنا مع الحوثي التي فيها مازال الجنوب يقدم التضحيات تلو التضحيات ، لكن لايعني هذا أن نتساهل في تنفيذ اتفاق الرياض نزولا عند رضى الأشقاء ورغبتهم فقط لنظهر لهم أننا نحبهم ، لإن ذلك يعني ترسيخ احتلال إصلاحي جديد للجنوب وذريعته ستكون تنفيذ اتفاق الرياض .

على المجلس الانتقالي الجنوبي وكلنا ثقة بقيادة المجلس أن يضعوا العلاقات الأخوية المشبعة حبا واحتراما وعرفانا على جميع مساعداتهم المختلفة جانبا ، والتمسك الشديد بتنفيذ بنود اتفاق الرياض كما جاءت في الاتفاق دون تقديم بند على آخر في جانب آخر ، وأن لايجعلوا من تلك المشاعر الأخوية في العلاقات سببا في موافقتهم على حرف آلية التنفيذ أو في تنازلهم عن بعض ما جاء به الاتفاق ؛ لأن ذلك قد يضع الجنوب في ورطة احتلال إصلاحي شمالي جديد .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الجنوب بلد التسامح والتعايش… مقال لـ محمد الشعيبي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: محمد ناصر الشعيبي تزامنًا مع حلول الذكرى الـ (19) للتصالح والتسامح …