الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: محمد صالح عكاشة كيف استطاع المعلم المستجد أن يصبح معلم درجة أولى

مقال لـ: محمد صالح عكاشة كيف استطاع المعلم المستجد أن يصبح معلم درجة أولى

ساورني الفضول وسألته لم أتوقع منه جوابا مقنعا قد نتصنع لأنفسنا الإقناع حسب رغباتنا الكامنة فينا وهو قد خاض تجربته المريرة في سلك التربية والتعليم بالرغم ان احدا لايعيره إهتماما ، منذ الصباح الباكر يتوجه إلى المقهى يرتشف كوبا من الشاي ينظر يمن ويسرة لعل أحدا من رفاقه يأتي ليبشره بنزول مرتبه الهزيل الذي لايسد رمق العيش بعد أن جار عليه الزمن ورماه إلى قارعة الطريق ورسم على وجهه أخاديد العمر في سنين العز الماضية والسنين العجاف الحاضرة ….

سألته بفضول وجعلت من نفسي متشائما في هذه اللحظات التي أبرم فيها الانتقالي إتفاق الرياض ..

لم يجبني بسبب الحالة المزرية التي يعيشها هو وغيره من السواد الأعظم حتى لاتكون أمنية من أمانيهم في التغيير فهو كما قال لم يعد في الحيل مقدرة على تقديم العطاء القديم ولكن فقط لعل حالنا يتحسن من وضع شائن نعيشه، بل أجابني بلغة الواثق المجرب ….

مازلت مسطردا في سؤالي حيث قلت له :
يقال ان المجلس الانتقالي قد انصهر في بوتقة الشرعية
وذاب  في دائرة البحث عن المناصب فكيف تراه أنت ؟

فقال لي: اسمع ياحيد اخوك ، أنا أشوف تجربة الانتقالي مثل تجربتي القديمة وهكذا نحن القدماء عندما تعلمنا في دار المعلمين في السبعينات وظهرت الدراسة في جامعة عدن فكان الكادر التعليمي يؤخذ من جامعة عدن يتعدى فترة الاستجداد بسرعة أما نحن فنبقى فترة طويلة في الاستجداد وكان النظام هكذا ، اول ماستلمت  وضيفتي جعلوني معلما للمواد الصغيرة البسيطة وعندي القدرة أن أعلم لغة عربية ورياضيات وتاريخ وعلوم لكن قيل لي أنت خريج دار المعلمين ويجب أن تمر تحت الملاحظة فترة من الزمن فأوكلوا الي تعليم التربية البدنية (الرياضة) والرسم والبستنة فترة من الوقت ثم رفعوني  إلى معلم لمادة اللغة العربية وانتهت فترة الاستجداد وأصبحت معلم أساسي ومن أفضل المعلمين وأما تقاعدنا فهو قدر لأمفر منه ولكن الحكومات المتعاقبة هي من تعاقب معلمي الجنوب لتجعلهم يعيشون حياة الشحت  والاستجداء ….

والمجلس الانتقالي قد انتقل من حالة الاستجداد إلى الحالة الارقى وأصبح معلم لانظير له يشار إليه عالميا بالبنان ، وهو تكوين يمثل الشعب وليس معلما لن تكون آخرته التقاعد مثلنا فقد يمتلك المواهب السياسية العالية لإيقاع الخصوم كما يراهنون على رميه  إلى قارعة الطريق ، الكفة تميل في صالحة فأنا مجرد مثال وقد اعترفوا بي من معلم مستجد إلى معلم أساسي واليوم المجلس الانتقالي سيكون معلم أساسي ورئيسي لن يزيحه  أحدا وقد اعتلى صهوة التتويج على المستوى الإقليمي والدولي …..

لأصحاب العقول المضطربة والقلقة:
المجلس الانتقالي انتقل من دائرة المتمرد إلى دائرة الند الشرعي الذي يمثل بلاده ولن يفرط بها وقواته بموجب إتفاق الرياض أصبحت قوات شرعية إقليمية ودولية وبعد أن أصبح وجوده وجودا شرعيا إقليميا ودوليا يستطيع أن يلعب لعبته السياسية ببراعة واقتدار ويكون معلم مثالي ورائع للجميع بكل حصافة واقتدار ….

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الإرهاب .. المنطقة العسكرية الأولى

كتب / أحمد مطرف: يتكرر مشهد الإرهاب بأبشع صورة يوما بعد يوم في مدن الجنوب …