الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: محمد صالح عكاشة وطن نبحث فيه عن عتبة الباب وسحارة الأجداد

مقال لـ: محمد صالح عكاشة وطن نبحث فيه عن عتبة الباب وسحارة الأجداد

يلتقي أولاد العم وإخوتهم إلى ذات الدائرة القديمة كل له هدف فمازال دار الجد الأكبر قائما بأركانه الأربعة وتشريفاته العالية وإن تفرقوا في الأرض ومدائن الجنوب بحثا عن لقمة العيش بعد أن أصبح الدار لايسعهم جميعا ولكن الأرض قد وسعتهم وكل عناقيد العائلة المتشعبة منه ، والدار تاريخ من الذكرى مازال قائما في القلب ….

الأول يسأل عن سحارة جده الأكبر الذي كان يقتنيها والده ثم صارت إلى عمه من بعده والسحارة بتشديد الحا هي صندوق الملابس واللوازم القديم الذي صنع من خشب السدر وغيرها من الأشجار التي ماتزال قائمة إلى اللحظة…

نفس الهاجس يطارد ابن العم الثاني في بحثه عن عتبة الباب المسطحة الثقيلة المصنوعة من خشب السدر العملاق والمنقوشة ببراعة وإتقان يعجز النجار الماهر في زمننا هذا نقشها رغم وجود الآلات المتطورة ….

فيأتي ابن العم الثالث يقول لهم لقد اشتقت إلى قزع جدي والقزع هو كوب أيضا مصنوع من شجر السدر خشبة دائرية سميكة أفرغ النحات وسطها ببراعة قد لاتستطيع المصانع فعلها في هذا الزمن…يشرب بها الاقدمون الماء والقهوة

ولماذا اخترت شجرة السدر العجيبة ؟
فالسحارة وعتبة الباب والقزع تنحت من شجرة السدر المعمرة في كل أرجاء الجنوب في حضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع فما زالت بقايا من آثارها موجودة تشهد لزمن حفظ تاريخ أمة لن يزول ….

يتذكر اولاد العم والشوق يجري في عروقهم عن مصير هذه التحف التاريخية أن لديهم عما مازال على قيد الحياة ليسألوه عنها….

يأتيهم الجواب بشغف المحب الذي يريد تسليم الأمانة إلى النشئ الجديد…

( وهل هدم الدار حتى تتوهوا كل هذا التوهان في البحث عن أدوات جدكم التي كان يستخدمها في حياته واستخدمها أولاده من بعده حتى وصلت إلينا بعد الصناعات الحديثة ؟
وهل أهملناها ؟
بل لقد حفظناها لكم …
نعلم انكم ستبحثون عنها مهما ابتعدتم عن الدار…
يا أولادي  ابحثوا في سفال الدار التي مازالت قائمة ، هناك تجدونها )….

سفال الدار هو المخزن السفلي أسفل الدار في الدور الأرضي تخزن فيه الأواني القديمة ..

أقول عن قصة فلقت القلب ما أعطيتكم منها إلا اليسير ففي سفال الدار كل أواني الأجداد طالما والدار مازال قائما والشباب يبحثون عنها ليحتفظوا بها في إرثهم ليبلغوها الأجيال القادمة…. وفي سفال الدار وجدوا كل شي وكل آنية كما وضعها القادمون ليس عليها إلا غبار الزمن ….

الخاتمة:
من يبحث في سفال الدار عن أواني أجدادهم الاقدمون وهي مازالت باقية فلن يفرط في وطنه وقد وجد ريحة من تاريخه العبق فالأجيال  جنود مجندة وقادتهم يقودونهم إلى اليوم الذي لن يطول إنتظاره …

فدارنا الجنوب العربي فيه كل عبق التاريخ مهما حاول الأعداء ثنينا عن البحث عنه وتحريف مجرى التاريخ فالحق سيعود إلى أصحابه مهما طال الزمن وبعدت المسافات…..

شارك الخبر

شاهد أيضاً

المواطن بين أعباء الحياة وتجاهل الحكومة… مقال لـ عبدالسلام السييلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: عبدالسلام السييلي يعيش المواطن اليوم تحت خط الفقر مكبل بالإلتزامات الأسرية …