المكلا (حضارم اليوم )خاص
أثبتت التجارب خلال الثلاثون سنة الماضية سهولة في التوقيع على الاتفاقيات التي تبرم مع الاشقاء في اليمن و لكن تجد صعوبة في التنفيذ وتحول أغلبها إلى صراع دموي تسعى من خلاله قوى الهيمنة من فرض سيطرتها على مصدر القرار .
لكن ما يختلف عليه اتفاق الرياض أنه أتى لمعالجة مسائل إدارية وسياسية وأمنية وعسكرية وهو ما طالب به المجلس الانتقالي منذ ما يقارب العامين لكن تعرض لمحاولات الانكار و التخوين و رفض الحوار معه وأثمر هذا الاتفاق على الاعتراف السياسي بالممثل الشرعي للقضية الجنوبية رغماً عن الاطراف التي تظهر عداها لقضية وشعب الجنوب العادلة .
وفي هذا الاستطلاع حاولنا استقراء بعض الشخصيات وودود أفعالهم حول حوار جدة ومخاض ما وصل إليه حوار الرياض وما تحقق للقضية الجنوبية من انتشار واسع لدى الاطراف الدولية ومعرفتها :
الاستاذ ” فضل محمد ناجي ” مناضل وسياسي جنوبي وهو عضو اللجنة التنفيذية ( حزب رابطة الجنوب العربي الحر ) ومدير مكتب رئيس الحزب رد على اسئلتنا على حوار جدة قائلا : أن وفد المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المناضل الوطني الرئيس عيدروس الزبيدي يبذل جهود جبارة ليس من اليوم ولكن منذ إعلان المجلس وتأسيسه في 5 مايو 2017 م وأصبح المجلس الانتقالي الممثل لقضية الجنوب العربي ويدعمه ويؤيده غالبية شعبنا من سقطرى وحتى ميدي و في كل بلدان الشتات و الاغتراب .
وخلال فترة المفاوضات أثبتوا أنهم رجال دولة ولديهم القدرات العالية في فن التفاوض والصبر وحازوا على إعجاب التحالف والعالم ويكفيهم فخراً بان اصبحت قضية الجنوب العربي تحتل الصدارة وهذا ما يتحدث عنه سفراء ومسؤولي الدول الكبرى وآخرها احاطة المبعوث الدولي جريفت الذي جعل من قضية الجنوب تحتل صدارة احاطته يوم 17 أكتوبر الحالي .
وأضاف الاستاذ ” فضل ” في ردوده أن الحوار أو التفاوض بحد ذاته يعتبر عمل سياسي راقي وهام , وحل القضايا و الخلافات والحروب والصراعات تنتهي الى الحوار , وما يقوم به اخوتنا في وفد المجلس الانتقالي عمل سياسي ووطني ودبلوماسي , ويكتسب هذا الحوار اهمية خاصة ان الذي دعا إليه هي مملكة الحزم والعزم التي تقود التحالف والتي تحملت أعباء الحرب وإلى جانبها دولة الامارات العربية الشقيقة وقدموا كل غالي ونفيس من أجل مواجهة العدوان الحوثي الايراني الذي يستهدف أمن المنطقة اليمن و الجنوب العربي وأمن دول الخليج العربي أيضاً , ولاشك أن وفد المجلس الانتقالي يظم عدداً من القيادات الوطنية الجنوبية الذين يمتلكوا الخبرات والمؤهلات والقدرات السياسية والعسكرية ورجال دولة مناضلين جاء معضهم من الخنادق و ساحات الثورة والحراك و النضال الوطني .
وما يميز وفد المجلس الانتقالي اليوم أنه و فد جنوبي 100 % وكان آخر وفد جنوبي خالي من اليمننة هو وفد الجنوب العربي عندما ذهب فقيدي الوطن و الحركة الوطنية السيد محمد علي الجفري و المحامي شيخان الحبشي رحمهم الله الى الامم المتحدة نيويورك وعرض قضية الجنوب العربي امام لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة وصدر قرار بحق تقرير المصير لشعب الجنوب عام 1962م .
وأكد الاستاذ ” فضل ناجي ” أن العمل السياسي مهم ولا يمكن تجاوزه في أي مرحلة من مراحل النضال الوطني ونحتاج الى كل اشكال واساليب العمل السياسي والعسكري والتعبوي والجماهيري و الاعلامي والدبلوماسي وتظل مطلوبة وفي مختلف المراحل .
وأكد ” فضل محمد ” أن وفد المجلس الانتقالي يحمل قضية وطن وشعب , وتسانده الجماهير والمقاومة الجنوبية التي تحقق الانتصارات في كل الجبهات وأصبح الجنوب العربي هو الحليف الصادق الوفي للتحالف العربي ولاشك أن دول التحالف أصبحت تدرك ذلك , ويقابل هذا فشل للشرعية اليمنية ودمار في المناطق المحررة و انهزام في الجبهات التي يتحملها جيش هذه الشرعية , ولهذا جاء هذا الحوار من أجل دعم الجبهات و اخراج القوات الى جبهات المواجهة الحقيقية مع الحوثي الايراني الذي يهدد أمن الجميع و أيضا لمعالجة الاختلالات و الفساد و الدمار التي ادمنت الشرعية على انتهاجه في الجنوب خلال الخمس السنوات الماضية , الملس الانتقالي اصبح رقم صعب يستحيل تجاوزه و الجنوب العربي لن يترك للإرهاب و مليشيات الاخونج و عبث الشرعية القادم سيكون اجمل ان شاء الله .
اما الاعلامية المصرية المناصرة لقضية و شعب الجنوب ” ولاء عمران ” فقد علقت على مشاركة الوفد المفاوض بالقول : أعتقد أن مشاركة المجلس الانتقالي بوفد رفيع المستوى يترأسه عيدروس قاسم الزبيدي قد حقق نجاح كبيراً و استطاع الى حد بعيد انتزاع اعتراف اقليمياً و دوليا لأنه ربما يمتلك العديد من الاوراق التي جعلته يحقق تفوقاً على الحكومة اليمنية التي ترفض التوقيع على مبادرة السعودية لحل الازمة في الجنوب .
وقالت ” ولاء عمران ” أنني كمراقبة للوضع في عدن و الجنوب أرى أن الانتقالي الجنوبي استطاع تقديم نفسه كشريك فاعل و صادق في محاربة الحوثيين و التنظيمات الارهابية وهذ الملف وحده جعل من المجلس الانتقالي الجنوبي رقماً صعباً في مشاورات جدة .
وأكدت ” الصحفية عمران ” المجلس الانتقالي الجنوبي نجح الى حد كبير في الانتصار للجنوب و المضيء بخطوات ثابتة نحو الهدف الرئيس المتمثل في استعادة دولة الجنوب , لا أمتلك معرفة كافية عن الوفود السابقة التي مثلت الجنوب لكن وفق اطلاعي كان الجنوب يمثل من قبل شخصيات هي في الاصل يمنية شمالية و بالتالي يمكن القول أنه هذا أول وفد جنوبي يفاوض من أجل الجنوب , ومن الطبيعي أن يكون أعضاء الوفد عند مستوى المسؤولية في تحقيق تطلعات شعب الجنوب في الحرية و الاستقلال .
واضافت الاعلامية ” عمران ” أ المسألة لم تعد بحاجة لدعم شعبي أو جماهيري فالرئيس هادي هو ذاته فرضته المبادرة الخليجية على الرغم من المقاطعة الجنوبية لانتخاباته , و رفض الناس انتخابه , و مع ذلك فرض على الشعب سياسياً , و بالتالي الحاضنة الشعبية مهمة جداً لكن الجنوب لديه اليوم لاعبون محترفون بالسياسة استطاعوا كسب الكثير من النقاط التي تشعر اليوم انهم يقطفون ثمار كل ما زرعوه و ما رووه بدماء الشهداء .
وعللت المناصرة الاعلامية لقضية الجنوب ” ولاء عمران ” قائلة أن الحكومة اليمنية فقدت الكثير و لعل أبز ما فقدته هو الجنوب , و كان لك منذ وقت مبكر حين أصرت على فرض مشاريع مرفوضة جنوباً , ووجدت نفسها مرفوضة و تحارب لأنها وقفت ضد تطلعات الشعب , وأمتلك الانتقالي الاوراق التي جعلته يدافع عن تطلعات الشعب نجح الى حد كبير و ما تحقق الى اليوم يعد انتصاراً كبيراً و يمهد للانتصار الاكبر و المنتظر .
أما الاعلامي والكاتب الجنوبي ” وضاح بن عطية ” فقد علق على مشاورات جدة بعبارات المنتصر حيث قال : أن وفد الانتقالي المفاوض في جدة ذهب من ساحات القتال بعد أن حرر أغلب المناطق الجنوبية و طهرها من الارهاب عس بعثة الشرعية القادمين من الفنادق و هم يفاوضون على مناطق سلموها للحوثي و هربوا و يريدون أن يتسلطوا عليها و ينهبوا ثرواتها .
وأضاف ” بن عطية ” أن وفد الانتقالي في جدة تميز بثلاثة عوامل نجاح و هي تعزيز و توطيد العلاقة مع الحلفاء والحفاظ على القاعدة الشعبية وتماسك وحدة القيادة دون أي صراع على العكس كانت وفود الجنوب السابقة و كذلك وفد الشرعية قد خسرت ثقة حلفائه و تهاوت قاعدته الشعبية و تشتت قيادته بين هاربة في عمان و مجموعة رافضة للحوار و مجموعة موافقة .
وختم الاعلامي الجنوبي ” بن عطية ” كلامه قائلا أن السياسي المرن و الذي يتحكم بقواعد النجاح الثلاثة يستطيع أن يحقق في السياسة انتصارات كبيرة بأقل الخسائر و هذا ما نعتقد أن قيادات الانتقالي عليه .
عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الاستاذ ” سالم عبدالمنعم باعثمان ” أفصح في تعبيره عن حوار جدة بالقول أن وفد المجلس الانتقالي المفاوض توفرت فيه صفة القيادة السياسية الموحدة المؤمنة بهدف الحرير والاستقلال وبناء الدولة الحديثة , وان وفق مساره في مفاوضات مبنية على تحقيق آمال شعبنا وطموحاته و تطلعاته المستقبلية .
وفسر ” باعثمان ” بادراك الانسان لمفهوم السياسة باعتبارها فن الممكن و ينطلق ويؤمن بان الحوار هو الحل الوحيد والاساسي الذي يرفض القتل و الانقلاب , كما يرفض تفويض رأي الآخرين وهدم فكرهم بالاتهام او الظنون .
و قال الاستاذ ” سالم عبدالمنعم ” أن الوفد المفاوض قد بلغ قمة العمل السياسي من خلال ممارسته لأدب الحوار في تعامله مع المتفاوضين الاخرين حتى يؤسس لاحترام الاختلاف و احترام الذات و احترام الرأي و الرأي الآخر , فلا حوار دون وجهات ولا خلاف يظهر دون تحاور يجعل من احتكاك الآراء مدخلاً للتفكير .
وأضاف الاستاذ ” عبد المنعم ” عن تميز الوفد المفاوض و هو تميزه و ايمانه أن الاصل لا يتطابق فكرهم أو رأيهم مع الآخر , فالتنوع في الفكرة و طرق التعبير عنها جائز بل و ضروري للإغناء بلا قوالب جامدة نصوص محتكرة , فإيمانه المسبق بحرية الفكر و حق الاختلاف اعتبره المقدمة المنطقية لأي حوار او تساوي مع ادب الاختلاف و استيعابهم بانه بغير هذا تصبح لغة الشتائم و الردح و الاتهام دون ادلة ,أن حسن الإنصات من ادب المحاور و الراغب بإيصال فكرته من جهة او الرد على افكار الاخرين , و الا كيف تر الحافلة على متطلبات اشارات المرور اذا لم يكن مقودها بيد سائق ماهر و منصف حكيم .
و ختم ” باعثمان ” تعليقه بالقول أن العمل السياس في التحاور يكمن في جوهر القضية ودور الحوار حولها و وجود ضوابط الحق الذي يعلوا ولا يعلى عليه , أما دور القوة الارادية فهي تعزيز للموقف و المساندة لبلوغ صحة الهدف و تحقيقه و يعتمد ذلك على قود و ارادة تلك القوة الارادية لانتزاع حقوقها .
لذلك كان العالم اجمع يتابع ما يجري في اروقة هذا الحوار و ماهي نتائجه و كيف أخرس الوفد الانتقالي بالحجة و البرهان ساكني الفنادق الذي أتوا للحوار دون معرفة ما يجري على الارض من حقائق بعكس ما يصل لهم عبر وسائل التواصل او اصحاب الدفع المسبق الذين يصرفون عليهم من اموال الدولة .
لذلك تمكن وفد الانتقالي من فرض ارادة الشعب عليهم وايصال صوتهم الحقيقي من معاناة وحرب في الخدمات بالمناطق المحررة .