(حضارم اليوم) رعد الريمي
لماذا لم ينفصل الجنوب رغم وجود أغلب مقومات الانفصال؟ ظل هذا السؤال مطروحا منذُ حرب 2015 م وهي الحرب التي خرج فيها الجنوبين منتصرين علاوة عن كونه الطموحُ الذي ناضلت لأجلِه قوى الحراك على مدار العقد الأخير.
غير ان الإجابة كانت واضحة وهو غياب المؤسسة الّتي تتحمل تكأةَ الانفصال وتداعياته وكانت هذه الإجابة واقعا حتى يوم الحادي عشر من مايو 2017م وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الهيئة الرئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وعقب هذا التاريخ صار للجنوب والجنوبين مؤسسة جنوبية قادِرة على تحمل تبعات الانفصال، علاوة على ما طرأ من دوافع ذاتيّة بحكم التطورات السياسيّة والمدَنِيّة، ومنها على سبيلِ المثال لا الحصر:
- الحاضنة الشعبية إزاء التحركات العسكرية التي قام بها المجلس مؤخرا في عدن.
-نشوء المؤسسة العسكرية (الأحزمة الأمنية والنخب) وكذا كيان الجمعية الوطنية التي تمضي نحو الاهتمام بمستقبل الجنوب دون اجترار او استحضار أخطاء الماضي.
-كشف المجلس الانتقالي الجنوبي عن قدرته على إدارة الجنوب من خلال ما اتسمت بها القيادات المحلية في المحافظات والمديريات من حضور فاعل في المجتمع ومشاركة الشعب الجنوبي أزماته الأخيرة.
كل هذا وغيره يفرض علينا كشعب جنوبي رفض أي محاولة تسوية تعيدنا إلى أزمة المربع الأول شرعنة انقلاب الحوثي أو القبول بالحكومة الشرعية المتمسكة بالوحدة.
حضارم اليوم صحيفة حضرمية
