أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير واخبار / إلى زوّار المكلا في موسم البلدة.. شكرًا لكم!.. بقلم / صالح مبارك الجعيدي

إلى زوّار المكلا في موسم البلدة.. شكرًا لكم!.. بقلم / صالح مبارك الجعيدي

المكلا (حضارم اليوم) متابعات

في حضرموت، وتحديدًا في عروسها المكلا، لا يشبه موسم “نجم البلدة” أي موسم آخر، إنه ليس فقط موعدًا سنويًا تنشط فيه المدينة، بل هو موعد للفرح، للحياة، للحركة التي تسري في أوصالها من البحر إلى الجبل، ومن السوق إلى الحارات القديمة.

هذا العام، كان حضوركم مختلفًا ومميزًا وكبيرًا، بل واجزم أنه أكبر من أي عام مضى، لقد أتيتم من كل حدب وصوب، من المحافظات المجاورة والبعيدة، من المدن الكبرى والقرى الصغيرة، جئتم تحملون معكم الفرح ومشاعر البهجة، والحب جئتم لتغتسلوا بمياه بحر المكلا الباردة في ذروة الصيف، لكنكم في الحقيقة أغرقتم المكلا بدفء حضوركم.

شكرًا لكم، لأنكم أعدتم الحياة إلى بقالة جارنا في الحارة، تلك التي كانت تُغلق أبوابها بعد صلاة العشاء، فإذا بها الآن تُبقي فاتحة أبوابها حتى منتصف الليل وربما إلى ما بعده.

شكرًا لكم، لأنكم جعلتم جارنا سائق التاكسي ذاك الجار الطيب الذي اعتاد أن يعود إلى منزله باكرًا، يأتي هذه الأيام متأخرًا سعيدًا، لأنه كسب الرزق بفضل الله ووجودكم بالمدينة.

شكرًا لكم، لأنكم جعلتم المطاعم لا تنام، تفتح أبوابها للزبائن، حتى أنني إذا جعت منتصف الليل أخرج من بيتي، وأنا واثق كل الثقة أنني لن أعود خائبًا، لأن ثمة مطعم في أرجاء المدينة مازال يفتح أبوابه.

لقد كان موسم نجم البلدة هذا العام ناجحًا بكل المقاييس، ليس فقط من حيث الإقبال والزوار، ولكن من حيث الروح التي سرت في المدينة، من حيث الحركة الاقتصادية البسيطة التي أنعشت البيوت، والبسطات، والباعة المتجولين، وسائقي التاكسي، الفنادق والمطاعم، الكل بات يعمل، أنه موسماً أشبه بمواسم رمضان و الأعياد، حتى أن حركة الشوارع وزحمة المركبات لا تكاد تهدأ فيها.

لكن ومع كل ذلك نعلم أن فرحتنا هذه اعتراها الحزن بفقدان بعض الزوار في حوادث غرق مؤسفة، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، لكن عزاؤنا أن حضور الآلاف في هذا الموسم كان رسالة حب وسلام، أعادت مدينة المكلا إلى واجهة السياحة الداخلية، وذكّرتنا بأن هذه المدينة تستحق أن تُزار، وأن تُروى قصتها، ومهما كانت هناك منغصات في الحياة من وضع معيشي صعب، يجب أن لا يكون حجر عثرة أمام السعادة التي شعرنا بها في وجوه الزائرين والأطفال والعوائل، وأن تُعاش لحظاتها، وتسرد تفاصيلها.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

القوات الجنوبية تحبط محاولة تسلل لمليشيا الحوثي غربي كرش

لحج(حضارم اليوم) خاص تصدّت وحدات من قواتنا المسلحة الجنوبية مساء يوم السبت، في جبهة حمالة …