على مدى عقود مضت تعمدت الأنظمة السياسية المتعاقبة على وضع العراقيل والمنغصات في طريق الحضارمة بهدف تعطيلهم عن السير في نهج التطور والنماء، وهو ما أدى إلى تعطيل الأدوار الحضارية والإنسانية لحضرموت وابنائها، ماجعلهم في وضع متخلف عن اقرانهم من الشعوب المتطورة، والتي تدين كثير منها بتطورها لحضرموت وابنائها، الذين لعبوا دورا مشهودا في نهضة وتطور تلك الشعوب.
ورغم المحاولات المتكررة التي كان يبذلها الحضارمة، طوال سنوات مضت، للفكاك من القيود التي ظلت تضعها الأنظمة السياسية المتعاقبة، من أجل نيل الحقوق والانطلاق نحو البناء والتنمية، الا انها كانت تقابل من قبل تلك الانظمة، أما بالتجاهل احيانا، وبالصلف في كثير من الاحيان، مستغلين وعي وسلمية اهل حضرموت، وهي صفة نابعة من وعيهم وحضاريتهم، فهمها الآخرون خطأ بأنها خوف أو جبن، ماجعل تلك الأنظمة تتمادى في حرمان حضرموت واهلها من حقوقهم.
اليوم، وبعد أن جرب الحضارمة كل الوسائل من مناشدات ومطالبات، بات عليهم التحرك على الارض لانتزاع حقوقهم، عبر مختلف الوسائل المتاحة، وفي مقدمتها الأسلوب السلمي تأكيدا على أنهم شعب حضاري، ومن ذلك الاحتجاجات السلمية المتصاعدة، المحكومة بمدى تجاوب الحكومة والجهات المعنية المشاركة في جرائم حرمان حضرموت من حقوقها، وفي مقدمة هذه الحقوق توفير الخدمات بالشكل المرضي عنه وبما يتوافق ومكانة حضرموت التاريخية والحضارية والاقتصادية والسياسية والثقافية، حيث ستكون هذه الاحتجاجات التي يتم تنظيمها من قبل اللجنة العليا للتصعيد، على شكل مراحل مزمنة، تتوقف على مدى استجابة الحكومة لهذه المطالب المعلنة، إلى أن تصل إلى مستويات سيتألم منها كل من هو شريك في معاناة شعبنا، وحرمانه من حقوقه المشروعة.
ومايجب التأكيد عليه، هو اننا لانستهدف أحدا بشخصه، ولا منطقة بعينها، إنما هدفنا انتزاع حقوق شعبنا في مختلف المجالات وفي مقدمتها توفير الخدمات، وبما يلبي حاجة شعبنا في توفير الحياة الكريمة والآمن والاستقرار في كل ربوع حضرموت.
إننا ندعو جميع مواطنينا في حضرموت، في الداخل والمهاجر، الى التفاعل بقوة مع فعاليات وأنشطة التصعيد، التي تهدف إلى انتزاع حقوق حضرموت، وان يقف جميع أبناء حضرموت صفا واحدا، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والحزبية والاجتماعية، ولتكن مصلحة حضرموت ومستقبل الأجيال، الهدف السامي الذي يجمعنا.
عبدالحكيم الجابري
المتحدث الرسمي للجنة التصعيد العليا
للمطالبة بحقوق حضرموت