عدن (حضارم اليوم ) وكالات
يجري تنفيذ اتفاق دولي بشأن اليمن يقضي بانهاء حالة الركود السياسي وإزالة معيقات السلام تمهيداً لإنهاء الحرب بشكل كامل خلال الفترة الممتدة حتى نهاية العام الحالي.
وكشفت وكالة سبوتنيك الروسية ان معلومات دبلوماسية تلقتها الوكالة تؤكد على دخول اتفاقاً دولياً في اليمن حيز التنفيذ مع اقتراب سقوط الحكومة اليمنية التي سيتم من خلالها انهاء حالة الركود مع ابقاء صفة شرفية للشرعية حتى نهاية العام.
ويربط خبراء سياسيون ودبلوماسيون بين ما يجري في اليمن حالياً من تطورات خاصة ما بعد التفجيرات عدن وبين الخطة الدولية للسلام واعادة تشكيل المشهد في اليمن ضمن الوفاق الدولي.
وتشهد عدن التي تقيم فيها الحكومة اليمنية انتفاضة شعبية في جنوب اليمن بسبب التفجيرات التي شهدتها عدن وزادت حدة الاحتقان مع توجيه اتهامات بوجود مخطط يقوده مسؤولون مرتبطون بالحكومة او احزاب ومنها حزب الاصلاح اليمني ( الاخوان المسلمين ) .
وشهدت عدن خلال اليومين الماضيين بدعوة من قبائل يافع أكبر قبائل جنوب اليمن التي قتل منها ما يزيد عن 50 جندي واحد منهم قائد اشتهر بمكافحة الارهاب ويرتبط اسمه بوجدان اهالي جنوب اليمن، تجمهرات شعبية كبيرة في ساحة العروض الرسمية التي تتخذها الدولة مكانا للاحتفالات وتبعد عن مقر الحكومة اليمنية أقل من 10 كيلو متر.
ومن المتوقع ان تنتهي الانتفاضة الشعبية برحيل الحكومة اليمنية من عدن مع بقاء صفة الشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني المقيم في العاصمة السعودية الرياض.
ويرى الخبراء ان الخطة لا تزال المملكة العربية السعودية متحفظة عليها. إلا انها لا تمانع من ان يتم ذلك بعيداً عنها لكي ترفع الحرج عنها امام الرئيس اليمني هادي منصور والمتحالفين معه سيما تيار الحزب الاخواني اليمني.
وقال مصدر سياسي يمني رفيع في الرياض رفض ذكر اسمه تعليقاً على الخطة الدولية ان الاوضاع ازدادت حدة في اليمن خاصة في محافظات جنوب اليمن والتي قد تقود الى مصادمات عنيفة وهذا ليس في مصلحة احد.
معبراً عن اعتقاده ان المشهد في اليمن ينذر بسقوط الحكومة الشرعية ولكن ليس بالعنف بل بانتفاضة شعبية يجري التحضير لها في عدن من قبل قوى ومكونات سياسية يمنية جنوبية حتى يكون المشهد امام الشرعية واقعياً وينتهي بها المطاف الى الزوال.
واشار المصدر ان اعلان الامارات العربية المتحدة سحب قواتها من جنوب اليمن سارع من تزايد المخاوف في ملفات عديدة خشية حدوث انهيار في جنوب اليمن خاصة في عودة الارهاب بشكل اكثر شراسة وتفاقم الوضع بين الانفصاليين والحكومة الشرعية.
ونقلت مجلة (درشبيجل الألمانية ) عن مسؤولين أوروبيين قولهم ان الرؤية الجاري تطبيقها بشأن اليمن تعتبر موفقة من حيث المبدأ إذ تعتمد على وضع حلول وتغيير الوضع الجاري باليمن جذرياً.
وقال المجلة في تقرير لها نشرته الأثنين 5 اغسطس/ آب الجاري ان التحرك الدولي بشأن اليمن جعل كل الدول متحرجة من مواجهة الحكومة الشرعية بسبب القرارات الدولية سيما القرار ( 2216 ) لكن مؤخراً تمكنت المملكة المتحدة من انجاح قرار سري وغير معلن تم المصادقة عليه بجلسة سرية لمجلس الامن نص على إجراء تعديلات كبيرة في القرار.
وهذا يتطابق مع ما ورد في اخر نشرته ( نيويورك تايمز ) في 15 يوليو/ تموز أكد على وجود اتفاق دولي بشان اليمن تم تزويد الأمم المتحدة به ويقضي بإتباع استراتيجية فكفكفة الأزمة اليمنية ومعالجتها بطرق جديدة تتوائم وقضايا البلد السياسية ومصالح دول المنطقة بالاعتماد على ضرورة إحداث تغيير باليمن تتوائم ونتائج واقعية أفرزتها الحرب وغيرت الخارطة السياسية في البلد.
ورقة اخرى كان لها اثر كبير في تغير التوجهات الدولية صوب اليمن والوصول لقناعة بضرورة الخلاص من الحكومة الشرعية هي ورقة ( مكافحة الارهاب) التي نجحت فيها قوات دربتها الامارات وجميعها من جنوب وتعرض احد معسكراتها الاسبوع الفائت بعدن لتفجير هو الأكبر على الإطلاق.
وكشف تقرير سري للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الامريكية سربه مسؤول بالمركز ان المعسكرات اليمنية التابعة للحكومة الشرعية تحولت الى معسكرات ارهابية من الخطير الصمت إزائها او التغاضي عما يجري فيها .
ونقل المركز الامريكي عن الخبير الدولي نيكولاس راسموسين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الامريكية ان التقرير الاستخباراتي ان العمليات الارهابية التي ضربت عدن تعتبر اخطر العمليات على الاطلاق وكشفت التحالف الايراني مع الارهاب لضرب عدن وقربها من الممر العالمي باب المندب الذي تسعى ايران للسيطرة عليه.
وكشف الخبير الدولي ان ايران تدعم الارهاب في جنوب اليمن باستخدام تحالفها مع جماعة ( اخوان اليمن ) التي تمكنت من العمل من داخل الحكومة الشرعية وبناء معسكرات في عدن وزجت فيها بقيادات ارهابية مطلوبة دولياً ومئات العناصر التي كانت تقوم بالاعمال الارهابية طوال السنوات الماضية.
وشدد ان المعسكرات اليمنية التابعة للشرعية اصبحت خطراً على الجميع حيث اثبتت تقارير ان جل قيادات تلك المعسكرات سواء في عدن او مأرب تم شرعنة فيها الارهاب واظهاره بالمظر الرسمي الحكومي ومكن التنظيمات الارهابية من العمل بحرية وتنفيذ هجماتها والتي كان اخرها تنسيق ارهابي وثيق مع الجماعة الحوثية المتمرة لاستهداف معسكرين بعدن وابين ومركز شرطة .
وحذر الخبير راسموسين من ان استمرار الحكومة الشرعية في عدن يمكن الارهاب من التوسع والنفوذ الذي قد يقترب من السواحل اليمنية وباب المندب وتعقد جماعاته صفقات وتحالفات مع ايران لزعزعة امن الملاحة الدولة وتهديد مصالح العالم في هناك.
وعبر الخبير الدولي عن سعادته بالتحركات الامريكية الاخيرة مع دول الخليج خاصة السعودية والتي اكدت انها لم تعد تثق بالحكومة الشرعية ولكنها تحاول العمل على رفع يدها بشكل تدريجي لتجنب اثار سقوط الحكومة وردة الفعل لجماعة اخوان اليمن التي اصبحت تتحكم بتوجهات هذه الحكومة.
واصدر مجلس الامن قرار بمكافحة تمويل الإرهاب رقم ( 2462 ) والصادر في نهاية مارس الماضي وركز على تنفيذه بدءً من (اليمن) التي تعد أحد أبرز الدول الذي يعنيها القرار وتم الاتفاق الدولي على تنفيذ لمنع سقوط اليمن في قبضة الارهاب رسميا بعد توغل الجماعة الارهابية وسيطرتها على الحكومة الشرعية.
وشدد القرار الدولي على ضرورة الالتزام بالقضاء على تمويل الأعمال الإرهابية ومنعها. حيث ركز القرار بشكل اساسي على منع أي مؤسسات اهلية او مجتمعية من الحصول على الاموال وتمويل بها عمليات ارهابية.
ويحصل الارهاب في اليمن على اموال طائلة من ايرادات الدولة بشكل رسمي حيث يجني الاخوان المسلمين مئات الملايين من الدولارات من نفط مأرب والتي تخصص غالبيتها لدعم الجماعات الارهابية المدعومة من الاخوان. وبنفس الوقت حصل الارهاب في عدن على ايرادات ضخمة تستخدم لدعم معسكرات ارهابية.
واعتبر القرار الذي خصص لمناقشة تمويل الارهاب وحاز على اجماع كامل بمجلس الامن كقرار تنفيذي (مع بالغ القلق، أن الإرهابيين والجماعات الإرهابية يقومون بجمع الأموال عن طريق مجموعة متنوعة من الوسائل تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، إساءة استخدام المؤسسات التجارية المشروعة، واستغلال الموارد الطبيعية، وإساءة استخدام المنظمات غير الربحية، والتبرعات، والتمويل الجماعي، والعائدات المتأتية من الأنشطة الإجرامية).