المكلا (حضارم اليوم) محمد باجابر
ومن هنا أوجه دعوة صادقة إلى إخواننا وبني عمّنا ودمنا في الهضبة:
ما حدث اليوم في الهضبة من حشد هزيل وحضور باهت، لم يكن متوقعًا من المقدم عمرو بن حبريش، ويجب أن يُقرأ كمؤشر سياسي مهم، لا كمجال للتشفي أو الاستهزاء أو تصفية الحسابات أو النيل من الآخرين أو التقليل من شأنهم.
وما قام به إخواننا في الهضبة، أعتبره من وجهة نظري الشخصية تجربة ناجحة أيّما نجاح، من حيث النتائج على وجه التحديد، كونها أظهرت للإخوة في الهضبة أن حضرموت ترفض إلا أن تكون جزءًا أساسيًا في الجسد الجنوبي، لا ذيلاً يُجر عنوة لتُطبق عليه ظلفتا باب اليمن من جديد، وحينها سنسمع الصراخ يوم لا ينفع “إييه” أو “آآه”.
نرفض بشدة الإساءة أو التقليل من شخص بن حبريش أو أي شخصية حضرمية، وبن حبريش – مهما اختلفنا معه في التوجه أو المشروع – يبقى أحد القادة الحضارمة الشباب البارزين في المحافظة، والذين يُعوَّل عليهم تقديم الكثير في مسار استعادة الدولة الجنوبية القادمة. وخصومتنا معه – إن وُجدت – يجب أن تظل شريفة، وخطابنا تجاهه يجب أن يظل مسؤولاً، وإن انتقدنا، فعلينا أن ننتقد الأفكار لا الأشخاص مهما كان.
بن حبريش ينحدر من أسرة حضرمية عريقة ذات تاريخ نضالي مشرّف، ساهمت في الدفاع عن قضايا الوطن، ولا نتمنى لهذا الإرث العظيم أن يُفقد أو يُفرَّط فيه بتحالفات مع من وقف الأجداد والآباء في وجههم وناصبوهم النضال والموقف.
إن هذا الالتفاف الباهت والحضور المحدود من حوله، يجب أن يدفعه إلى مراجعة صادقة لمواقفه وخياراته، وإعادة التفكير في مسار تحالفاته، بعيدًا عن المشاريع الضيقة التي لا تعبّر عن طموحات حضرموت ولا عن إرادة أبنائها.
نأمل من الشيخ بن حبريش أن يعود إلى الصف الوطني الجنوبي، حيث يكون لحضرموت موقعها الطبيعي، الريادي والقيادي في الجنوب القادم. فالمشروع الجنوبي الجامع هو الأفق الذي يجب أن نتلاقى فيه جميعًا، من أجل وطن يتّسع للجميع ويحفظ كرامة وتاريخ كل أبنائه.
دعونا نرتقِ بخطابنا ونُحكّم العقل، فحضرموت والجنوب بحاجة إلى كل صوت صادق وعقل حكيم في هذه المرحلة الفاصلة.
محمد محمود الفهد باجابر