أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير واخبار / أوهام الوحدة في عقل العمراني

أوهام الوحدة في عقل العمراني

كتب / محمد علي رشيد النعماني

عندما يكتب السفير علي العمراني مقالاً بعنوان “مأساة عدن واليمن” ويشهر سيف الإتهام صوب من رفعوا شعار “الجنوب أولاً” مستنكراً مشروعهم في إستعادة دولة الجنوب يمكننا أن نراه من زاوية تثير التساؤلات .
هذا الكاتب الذي يتحدث عن وحدة اليمن يتنقل بين وصف المعاناة والتشرذم أحياناً والإنقسامات الداخلية أحياناً أخرى لكنه يقع في تناقض كبير عندما يقارن هذا الواقع الصعب بأحلام غير واقعية عن الوحدة لكن هل من العدل أن يُوصف الجنوبيين بالانفصاليين بينما هناك من يعيش في أمان خارج البلاد مثل العمراني نفسه والذي يعيش في الأردن في حين أن الجنوبيين يقاتلون الحوثي وخلايا الإرهاب بشجاعة للدفاع عن أرضهم؟
العمراني يحاول إقناعنا بأن فكرة ما اسماها “التجزئة” هي التي تسببت في معاناة اليمن متجاهلاً التاريخ الذي شهدته المحافظات الجنوبية من تسلط وأنظمة فاشلة لم تكن يوماً صادقة في ترسيخ العدالة والمساواة هل نسي العمراني أن الجنوب قد دفع فاتورة طويلة من الدماء والآلام ليجد نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع الحوثي؟ هل نسي أن من حارب الحوثي ومن أسقط المشروع الإيراني في الجنوب واليمن هم الجنوبيون أنفسهم الذين قادوا المقاومة باستماتة؟ بينما كان البعض ومنهم الذين يمتلكون “خطاب الوحدة أو الموت” إما في صمت أو في مواقف متخاذلة تحابي الحوثي وتنقلب على التطلعات الشعبية .
“العمراني يتهم الجنوبيين بالحلم بالانفصال لكنه يتجاهل الحقائق التي أفرزها ظلم المركز لماذا يسعى الجنوبيون إلى ما يسميه العمراني “الإنفصال” إن لم تكن الوحدة قد جلبت لهم الإضطهاد؟ وهل من المنطقي أن يُطالبوا بالبقاء تحت سلطة استنزفت مقدراتهم، بينما كانوا وحدهم يدفعون ثمن تبعاتها؟”
في حين يصر العمراني على أن “اليمن الواحد” هو الحل الوحيد يجب أن نتساءل عن حقيقة ما يمكن أن يقدمه “اليمن الواحد” للجنوبيين بعد كل هذه المعاناة؟ أما حديثه عن إستحالة تجزئة اليمن فهو يتجاهل واقع الجنوب اليوم حيث أصبح خيار الإستقلال مطلباً ملموساً وليس مجرد شعار فكيف يمكن إنكار إرادة شعب يدفع ثمن حريته كل يوم؟”

“عقلية متجاهلة للحقائق”

“من الواضح أن مقال العمراني يتجاهل الواقع كما هو متناسياً أن معاناة الجنوبيين اليوم هي نتيجة مباشرة لتجاهل مطالبهم وحقوقهم وبينما يتحدث عن الوحدة يصبح الإنفصال واقعاً لا يقتصر على الأرض فحسب بل يمتد إلى النفوس التي أنهكتها الوعود الكاذبة والتجارب المريرة .
في الختام مهما تكلم العمراني ورفاقه عن “الوحدة” و “الشرعية” تظل الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن من حارب الحوثي وأسقط المشروع الإيراني في اليمن هم الجنوبيون الذين لهم الحق في تقرير مصيرهم لإستعادة دولتهم شاء من شاء وأبى من أبى .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ما وراء الأيام الخمسة: مفاتيح فك شفرة الإرادة الجنوبية

( حضارم اليوم ) حافظ الشجيفي أزعم – وأنا أتابع المشهد المتدفق من ساحات الجنوب …