كتب / أحمد راشد الصبيحي :
ظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال خطابه أمام وسائل الإعلام وكأنه مصاب بجنون العظمة، وهو ما يتجلى في نهجه وسلوكياته السياسية. لم يُعر أي احترام للتقاليد الأمريكية المتبعة في التعامل مع الشعوب العربية، بل بدا متحديًا للجميع. فقد تناول القضية الفلسطينية وقطاع غزة وكأنهما مشروع عقاري، متحدثًا عن خطط لبناء غزة وتحويلها إلى “ريفيرا الشرق الأوسط”، دون أن يدرك – أو يتجاهل عمدًا – أن غزة أرض فلسطينية، وأن القضية الفلسطينية تمتد منذ عام 1948، وخاضت من أجلها الجيوش العربية حروبًا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
تصريحات ترامب غير العقلانية أثارت جدلًا واسعًا، إذ لم يكن يتحدث عن تطبيق إلكتروني أو منصة تواصل اجتماعي، بل عن مصير شعب بأكمله. وهو ما يعكس افتقاره لفهم القضية الفلسطينية وتعقيدات الشرق الأوسط.
في ردٍّ سريع، خرجت وزارة الخارجية السعودية ببيان حاسم في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، أي بعد خطاب ترامب بساعة واحدة فقط، أكدت فيه بشكل لا لبس فيه أن السلام مع إسرائيل غير ممكن دون قيام الدولة الفلسطينية، وأن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للنقاش أو المساومة. وهو الموقف ذاته الذي أعلنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل خمسة أشهر أثناء افتتاح مجلس الشورى.
ورغم محاولات بعض التيارات الإسلامية لتشويه صورة السعودية واتهامها بدعم إسرائيل، متذرعين بمساعداتها لمدينة لوس أنجلوس عقب الحرائق، فإن المملكة كانت ولا تزال ركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية. فقد جمعت الدول الإسلامية والعربية، بل وبعض الدول الغربية، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. واليوم، تؤكد مجددًا موقفها الثابت: لا سلام مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية أولًا، وهذا الموقف غير قابل للتفاوض.
حضارم اليوم صحيفة حضرمية