تشكل المفاهيم المسبقة أو القوالب الجامدة عائقا خطرا في وجه تفهم الأخر ؛ كما يشكل احتكار الصواب أو احتكار تفسير النصوص من قبل الحزب السياسي أو الأشخاص ( المقدسون ) عائقا كبيرا ؛ تصور شخصا يذهب لحضور ندوة أو مهرجانا أو يقرأ كتابا ولديه اتجاه أي رأي مسبق مناهض للمحاضر أو صاحب المقال أنه بالضرورة سيتعامل مع الموضوع بشكل دفاعي أو اتهامي ضمن مرجعيته المسبقة ؛ لذا يعتبر الانفتاح الذهني مدخلا لأدب الحوار .
من هنا لابد أن يكون للرأي المخالف احترام .
أن ثقة الشخص برأيه لاتتناقض البتة مع حضور الذهن حين الاستماع للرأي الأخر ؛ استماعا ملهما ؛ بمعنى محاولة تكشف الجدة والحداثة في حديث المخالف من جهة وعناصر الرد عليه فيما هو حجة ضعيفة .
أن أدب المناظرة مختلف عن أدب الحوار فالأختلاف : الأول يسعى فيه المتناظرون للتفوق والبروز والتشكيك بالاخر وابراز مقالب حجته وبالتالي اقحامه أو تعريته أمام ذاته والجمهور ؛ أما المحاورين فهما وان اختلفا يبحثان ضمن منطق أدب الاختلاف عن العناصر الجديدة والمفيدة والضرورية للتطوير لكل في فكرته؛ وحتى إن بقي الاختلاف يظل الاحترام متبادلا ولا يتجه للتسفيه الشخصي حيث الأعراض والشتم كما هو حال عدد من الكتبة أو من المواقع ذات الطابع التهجمي المسف على الشبكة البينية ( الانترنت ) ولابد للمرء أن يحتفظ بعلاقة قوية ممن اختلف معه أحيانا وكثيرا مايتفق معه حتى يكون لاعب حقيقي يفهم معنى الديمقراطية كما يفهم كيف يحترم رأيه ورأي الأخرين ولا يحول حائل دون تبنيه للرأي الآخر أن وجده مناسبا من أي جهة ما.
شاهد أيضاً
مواطن ينهي حياته شنقاً في تعز اليمنية
المكلا (حضارم اليوم) خاص أقدم مواطن على إنهاء حياته شنقًا، في محافظة تعز اليمنية. وقالت …