بقلم:- نصر هرهره
ترامب صورة أخرى للرئيس الأمريكي الأسبق ريجن والذي أنتج النظرية الإقتصادية (ربجنومبكا ) والتي تعتمد على الإدارة الاقتصادية بالعتلات المالية وتحريك رأس المال المالي من قطاع الى أخر ومن منطقة الى أخرى باستخدام تلك العتلات واهمها سعر الفائدة في هذا التحريك للإقتصاد وقد كنت معجب كثير وأنا في كلية الإقتصاد في أحد كليات جامعة بلغاريا( تخطيط ) وأنا أستمع للبرفسورات وكبار العلماء يتحدثون عن تلك السياسة الناشئة ولا أحب الاسهاب في هذا فقد جرني إلى ذلك وجه الشبه الذي ومازلت أظنه بينهما فالاول ممثل سينمائي والثاني يحمل كاريزما عفوية تجنح لرأس المال المال المالي كثير ولهذا السلوك تاثير كبير على إدارة أكبر دولة لها تاثير على دول العالم ، لكن لاننسى أن هناك تاثير كبير للدولة العميقة في أمريكا كما هو الحال في دول أخرى يضل فعلها ونشاطها في إدارة البلد قوي جداً وهي ليست المؤسسات التي ترتكز عليها الدولة وأن كانت تتقاطع معها هذه المقدمة التي تبدو بعيده عن موضوعنا ذهبت إليها وأنا استمع الى أخبار اتفاق غزة وحرب البحر الأحمر والملاحة الدولية والقصف الأمريكي البريطاني اليوم على صنعاء وقرب تسلم ترامب السلطة والكاريزما والسلوك الذي يحمله وتاثير ذلك على دول المنطقة وميولة الى استلام منصبه في 20 يناير الحالي والعالم بدون حروب وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط والذي من وحي ذلك جاء اتفاق غزة دون النظر في القضايا والمشاكل الجوهرية واهمها القضية الفلسطينيه وتاثير ذلك على منطقتنا والذهاب الى عملية سياسية اخشى أن تكون أشبه بصفقات الشرق الأوسط الأخيرة كون السياسية الترامبية تميل الى الصفقات من وحي الكاريزما الترامبية وهذا هو موضوع بحثنا ( الدولة العميقة في اليمن ) فما هي الدولة العميقة في اليمن والتي استباحة جنوبنا و انتهكت سيادته ودمرت دولته ونهبت ثرواته تحت المسمى السياسي لغلاق تلك الدولة العميقة ( الجمهورية اليمنية ) التي استندت على تسميتها هذه على مشروع الوحدة الفاشل والذي كرسته باحتلال الحنوب في صيف 1994 م
الدولة العميقة اليمنية تتكون في الاساس من الاتحاد بين القبائل ورجال الدين و البيوت الإقتصادية والعسكرية ورجال الدين يفتون لأنشطة وتحرك هذا الأتحاد والبيوت الاقتصادية تموله والعسكرية تحمية ورجال القبائل في الواجهه كما هي تركيبة حزب الإصلاح الذي ترأسه ما سمي حينها شيخ مشائخ اليمن بن لحمر ورئيس أعلى هيئة فيه( مجلس الشورى) المفتي الزنداني وهذا الأتحاد هو قوة الدولة العميقة فقد سيطرة على الجهاز البدائي للدولة اليمنية ويجب الا نحصر تفكيرنا لهذه الدولة العميقة في هذا الأتحاد أن نظام التعليم اليمني والنخب السياسية والأحزاب اليمنية وكل التكوينات المجتمعية والقليل منها المهنية هي وثيقة الصلة بذلك الأتحاد الرباعي ومرتبطة و مؤثره تاثير كبير في جهاز الدولة اليمنية فهي عميقة بهذا الغلاف الخارجي الذي تسيره ، لقد حاول الحوثيون تفكيك الدولة العميقة اليمنية لكن مازال تاثيرها التلقائي في سلوك الناس بما فيهم الحوثيين قوي جدآ كما أنهم أي الحوثيين حين حاولوا تفكيك الدولة العميقة ذهبوا إلى دولة اكثر عمق أي عودة إلى الخلف كثير في جوهرها حكم ال البيت ( الحكم في البطنين )وتحالف مع اجزاء من الدولة العميقة المشار اليها انفا مع أن الصراع في اليمن (الشمال) قايم اليوم بين دولتين عميقتين بغلاف الدولة اليمنية
أن جوهر نشؤ جذور قضية شعب الجنوب هو اختلاف الهويتين اليمنية والجنوب العربي وتركيبة وجوهر كل منها والقوى المحركة لها واختلاف الجغرافيا والتاريخ ففي الوقت الذي كان يراد توحيد الجهازين الإداريين للدولتين لم يؤخذ بعين الاعتبار الدولة العميقة في اليمن والقوى المحركة والمتحالفة في الجنوب العربي وجرت المحاولة لوضعهما في كيس واحد ( غلاف ) فشل في أول لحظة وكانت فرصة أمام الدولة العميقة اليمنية للانقضاض على الجنوب العربي وطن وهوية ودولة
ومن هنا ظهرت مشاكل المنطقة برمتها ومشاكل الممرات المائية والملاحة الدولية والارهاب والحروب المتناسلة وكان عفاش قد اشترط لكي يقبل بالمبادرة الخليجية التي اخرجته عن السلطة حل قضية شعب الجنوب لانه يدرك انها هي مفتاح لكل الحلول الاخرى وهكذا أكد ( مؤتمر الحوار الوطني ) في صنعاء موتمر أحزاب و نخب الدولة البمنية العميقة اما الرئيس التوافقي السابق هادي فقد قال بصريح العبارة ان حل قضية شعب الجنوب هي مفتاح الحلول لكل القضايا ولكن كل من طرحوا و يطرحون ذلك من اركان الدولة اليمنية العميقة يريدون حلها من خلال ضمها لتلك الدولة العميقة وتحت غلاف الجهاز الاداري للجمهورية اليمنية و بشعارات جوفاء بالحداثة والمدنية والديمقراطية.