الرئيسية / تقارير واخبار / المجلس الانتقالي بين السياسة والعمل الميداني

المجلس الانتقالي بين السياسة والعمل الميداني

كتب/ محمد علي رشيد النعماني

يواصل المشهد السياسي في اليمن إثارة الجدل والتساؤلات في ظل التفاعلات الأخيرة بين مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي فبينما تزداد الاجتماعات المغلقة في الرياض غموضاً تتحرك الأطراف الأخرى على الأرض لتكريس واقع جديد يعكس صراعات النفوذ في البلاد ، في هذا السياق يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي كلاعب رئيسي يعمل بثبات لتحقيق تطلعات أبناء الجنوب ورغم التحديات والصعوبات مع استمرار الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد يبدو أن الانتقالي يسعى لترسيخ حضوره كقوة سياسية وعسكرية قادرة على تحقيق استقرار المحافظات الجنوبية وإدارة شؤونها بكفاءة فخلال الأسابيع الأخيرة أطلق المجلس الانتقالي حملة من التحركات الميدانية شملت محافظات شبوة وأبين والمهرة في إطار جهوده لتعزيز التواصل مع أبناء الجنوب مما يعكس حرص المجلس على الانفتاح على الجميع والاستماع لمطالبهم واحتياجاتهم ورغم التحديات التي واجهتها تلك التحركات يواصل الانتقالي التأكيد على أهمية الحوار والتفاهم كوسيلة لتحقيق التوافق بين كافة أطياف المجتمع الجنوبي على عكس حالة الضبابية التي تسيطر على المشهد السياسي اليمني .
عموماً يبدو أن المجلس الانتقالي يمتلك رؤية واضحة للمستقبل من خلال تحركاته المكثفة يسعى المجلس لفرض الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وهو ما ينعكس ايجابياً على حياة المواطنين الذين عانوا طويلاً من تداعيات الصراعات والانقسامات حيث يعمل المجلس على تعزيز الحضور المؤسسي والإداري في المحافظات متخذاً خطوات مدروسة نحو تحقيق الإدارة الذاتية التي تلبي طموحات أبناء الجنوب في حكم أنفسهم وإلى جانب نشاطه الميداني يواصل المجلس الانتقالي تعزيز حضوره على المستوى الدولي حيث يسعى للحصول على دعم المجتمع الدولي لقضيته الجنوبية في تحركات سياسية تعكس وعياً بأهمية التوازن بين الداخل والخارج ساعياً لإقناع العالم بعدالة قضية الجنوب وفي الوقت نفسه يعمل على توحيد الصف الجنوبي داخلياً ورغم التحديات التي يواجهها المجلس على الصعيدين الداخلي والخارجي أثبت قدرته على تجاوز العقبات بحكمة وصبر حيث تُظهر التحديات التي يواجهها في حضرموت والمناطق الشرقية تعقيدات المشهد لكنها تؤكد حرص الانتقالي على تحقيق توافق شامل يعزز وحدة الجنوب .
في مقارنة بين أداء المجلس الانتقالي وبعض الأطراف الأخرى يظهر الانتقالي كنموذج للعمل السياسي المسؤول فبينما تنشغل بعض القوى بالتكتيكات المؤقتة أو الاجتماعات المغلقة التي تفتقر إلى قرارات حاسمة يبرز الانتقالي بحراك عملي وميداني يركز على بناء الواقع وتحقيق التغيير الإيجابي ومن خلال خطواته الواثقة يضع المجلس الانتقالي الجنوب على مسار مختلف بعيداً عن الفوضى والصراعات معبراً عن إرادة حقيقية لتأسيس واقع جديد يُمكّن أبناء الجنوب من إدارة شؤونهم بأنفسهم وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة وفي ظل التحديات يظل المجلس الانتقالي متمسكًا بمساره الواضح نحو تحقيق طموحات الجنوب مستنداً إلى دعم شعبي واسع وإرادة سياسية قوية .
في ظل الأوضاع الراهنة يمكن القول إن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل نقطة ضوء في المشهد اليمني المعقد ومن خلال رؤيته الواضحة وتحركاته المدروسة يثبت الانتقالي أنه قادر على قيادة الجنوب نحو مستقبل أكثر إستقراراً وإزدهاراً حيث يعول أبناء الجنوب على مجلسهم الانتقالي ليس فقط لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم بل أيضاً لإعادة بناء جنوب مستقر وقوي قادر على المساهمة الفاعلة في محيطه الإقليمي والدولي ..

شارك الخبر

شاهد أيضاً

قوات دفاع شبوة تعثر على طفلين مفقودين وتسلمهما لذويهما

شبوة(حضارم اليوم) خاص تمكنت قوات دفاع شبوة التابعة للواء الثاني، المرابطة في المدخل الشرقي لمدينة …