المكلا (حضارم اليوم) تقرير: فاطمة اليزيدي
الجنوبيون أمام تحديات خطيرة
يشهد الجنوب في المرحلة الحالية تصعيدًا في الحرب الشرسة التي تقودها قوى صنعاء بشقيها الحوثي والإخواني. ويظهر ذلك جليًا في محاولات نشر السلوكيات المناطقية، التي تسعى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وزرع الخلافات القبلية والعرقية. هذه السلوكيات ليست سوى نتيجة أجندات خفية مدفوعة من جهات تسعى لإضعاف الجنوب وضرب وحدته.
اليوم، يقع على عاتق الجنوبيين مهمة كبيرة تتمثل في استيعاب هذه المؤامرات التي تهدف إلى زعزعة استقرارهم. المطلوب هو التمسك بمبادئ المواطنة المتساوية والوقوف ضد الخطاب التحريضي الذي تبثه أدوات إعلامية مأجورة.
تفخيخ المسار الوطني نحو الاستقلال
لا يقتصر استهداف الجنوب على الجوانب السياسية فحسب، بل يمتد ليشمل محاولات زرع الفتن بين أبناء الوطن. أدوات التحريض تعمل على استنقاص رموز الجنوب، مثل السادة الأشراف، واتهامهم بالخيانة والارتباط بأجندات خارجية. هذه الادعاءات تهدف إلى خلق انقسامات عميقة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لمسيرة الجنوب نحو استعادة دولته واستقلاله.
مؤامرة متعددة المستويات
المؤامرة التي تواجه الجنوب ليست عابرة؛ فهي تستهدف مستويات متعددة، من الثقافة إلى الاقتصاد والمجتمع. المراقبون يشددون على ضرورة التصدي لتلك العناصر المأجورة التي تعمل على تقويض الثقة بين أبناء الجنوب. ورغم هذه التحديات، يبقى الجنوب حافلاً بالوطنيين الذين يقفون سدًا منيعًا أمام كل من يحاول زرع الفتنة.
وحدة الجنوب أمام آفة المناطقية
أعداء الجنوب يستخدمون خطاب المناطقية لتفتيت الجبهة الداخلية وإضعاف النسيج الاجتماعي. ورغم هذه المحاولات، أثبت الجنوبيون قدرتهم على الصمود والتعلم من التحديات، حيث يعمل المجلس الانتقالي على معالجة القصور وشد الثغرات لضمان تماسك الجبهة الجنوبية.
خطاب المناطقية: ظاهرة معقدة
الدكتور صدام عبد الله، المستشار الإعلامي للرئيس الزُبيدي، أشار إلى أن خطاب المناطقية يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار الجنوب. وأوضح أن هذه الظاهرة تعود إلى عوامل تاريخية واجتماعية وسياسية، استفادت منها قوى تكن العداء للجنوب لتحقيق أهدافها. كما أكد أن نشر الخطاب المناطقي يهدف إلى تعميق الانقسامات وإثارة الفتن بين أبناء المناطق المختلفة.
دور الإعلام والتحريض الإلكتروني
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة رئيسية لنشر الخطاب المناطقي وتأجيج الصراعات. من خلال حسابات وهمية تحمل أسماء مناطقية، يتم بث الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تهدف إلى زعزعة استقرار الجنوب.
التصدي للفتنة والمناطقية
لمواجهة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي بخطورة المناطقية، والتحقق من مصادر المعلومات قبل نشرها، والعمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين أبناء الجنوب. كما أن توحيد الصفوف يمثل الحل الأمثل للتصدي لكل المحاولات الرامية إلى زرع الفتنة.
التماسك الجنوبي والمستقبل
الدكتور صدام عبد الله شدد على أهمية الحفاظ على تماسك الجنوب لمواجهة تحديات المستقبل. وأكد أن جميع محاولات الأعداء لاختراق الجنوب باءت بالفشل، مما يفرض ضرورة العمل الجماعي لبناء مجتمع قوي ومتحد قادر على تحقيق طموحات الاستقلال.
الطريق إلى الاستقلال
المسيرة نحو الاستقلال ليست سهلة، لكنها حتمًا ممكنة بالعمل الدؤوب. تعزيز الأمن، مواجهة المناطقية، وحشد الدعم الإقليمي والدولي تمثل ركائز أساسية لتحقيق الهدف المنشود.
ختام
الشعب الجنوبي أثبت خلال العقود الماضية أنه صاحب التضحيات الأكبر في مواجهة الإرهاب والتمدد الإيراني، وحفظ الأمن القومي للمنطقة. اليوم، يجب أن تُحترم إرادة هذا الشعب، الذي يتطلع إلى مستقبلٍ أفضل يعكس طموحاته في الحرية والاستقلال.