د. ياسر اليافعي
الذين يثيرون الاستياء من زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي لحضور جلسات الأمم المتحدة هم في الغالب أصحاب مواقف مسبقة معارضة للمجلس الانتقالي، حيث يحاولون تحويل أي إنجاز يحققه الانتقالي إلى نقاط ضعف. البعض يتجه نحو التهكم والانتقاد، وينجرف خلفهم العاطفيون الذين يميلون إلى جلد الذات، وهم كثر للاسف.
علينا أن نتذكر أن الرئيس الزبيدي حضر بصفته عضوًا في مجلس القيادة وضمن وفد الشرعية، وليس بصفته ممثلًا لدولة الجنوب العربي. وهذه المشاركة تُعد واحدة من المكاسب القليلة التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال دخوله في الشرعية.
أهمية مشاركة الرئيس الزبيدي والمجلس الانتقالي في اجتماعات الأمم المتحدة:
أولاً: تعتبر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد سنويًا في نيويورك واحدة من أهم المحافل الدولية التي تجمع قادة العالم والمسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين من مختلف الدول الأعضاء. هذه الجلسات تتيح للدول مناقشة القضايا العالمية المهمة مثل الأمن والسلام، التنمية، التغير المناخي، وحقوق الإنسان، وهي فرصة استثنائية للتواصل مع المئات من صناع القرار.
ثانياً: المشاركة في هذه الاجتماعات توفر فرصة كبيرة للمجلس الانتقالي، إذا تم استغلالها بشكل صحيح، لعرض القضية الجنوبية أمام المجتمع الدولي، والسعي لكسب دعم سياسي وإقليمي لتعزيز مكانة الجنوب في أي حلول سياسية قادمة. كما تتيح شرح جهود مكافحة الإرهاب التي قادتها القوات الجنوبية، وتسليط الضوء على النجاحات المحققة في هذا الملف.
ثالثاً: من خلال الاجتماعات الجانبية، يمكن للوفد الجنوبي تعزيز علاقاته مع الدول المؤثرة وصناع القرار، مما قد يسهم في دعم مواقف الجنوب على الساحة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد هذه الجلسات فرصة للقاء المنظمات الإنسانية والجهات المانحة، وحشد دعم لمشاريع التنمية والبنية التحتية التي يحتاجها الجنوب في ظل التحديات الصعبة.
الخلاصة: تمثل جلسات الأمم المتحدة فرصة فريدة لأي وفد، وخاصة وفد الجنوب، لتعزيز موقفه السياسي وكسب دعم دولي لقضيته. يمكن لهذه المشاركة أن تكون مفتاحًا لتطوير تحالفات جديدة وبناء جسور تواصل مع العالم الخارجي، بما ينعكس إيجابًا على مستقبل الجنوب وقضيته.
واخيرًا: يتحمل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي وممثلوه في الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة في ترتيب وتنظيم مثل هذه اللقاءات الهامة في المحافل الدولية. من المهم عدم الانشغال باللقاءات الجانبية، مثل لقاءات الجالية، رغم أهميتها، لكن الأهم هو التركيز على اللقاءات مع الدول المؤثرة وصناع القرار في هذه الاجتماعات. تلك اللقاءات تمثل فرصة حقيقية لتقديم رؤية الجنوب وتعزيز الدعم الدولي لقضيته، وحتى يحقق الجنوب مكاسب من مشاركته ضمن الشرعية وانخراطه في دوائرها.