(حضارم اليوم) 24
اكتسح جنوبيون امس الأحد، موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بهاشتاق #جنوبيونتحالفناالعربي_قوة في خطوة لاقت تفاعلاً كبيراً بين المستخدمين في اليمن وخارجها.
جاء ذلك لتأكيد عمق الشراكة الاستراتيجية بين اليمن عموماً، خاصة المحافظات المحررة في الجنوب ودول التحالف العربي، ورداً مؤامرات الإخوان لزعزعة أمن واستقرار هذه المناطق.
تنديد شعبي
وقبل أيام، خرج آلاف اليمنيين في تظاهرة حاشدة تأكيداً لتقديرهم لدور تحالف دعم الشرعية في محاربة الإرهاب بأشكاله، وتنديداً بالأذرع الإيرانية والإخوانية التي أطلقت بالتزامن، حملات تضليل إلكترونية للتشويه والتشكيك في دور الإمارات، والسعودية في بلادهم.
وجاء كل ذلك بعد احتفاء اليمنيين في الشهر الماضي، بالذكرى الرابعة لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، من ميليشات الحوثي الإيرانية بمساندة من قوات التحالف العربي، الإنجاز الأبرز في سلسلة إنجازات التحالف العربي الكثيرة، التي قربته من تحقيق أهدافه من تدخله في اليمن.
تاريخ من المعاناة
ويشهد اليمن، منذ 6 أعوام، حرباً دامية بدأت عندما هاجم الحوثيون انطلاقاً من معقلهم الرئيسي في صعدة، صنعاء، وسيطروا عليها بعد اقتحام القصر الرئاسي في يناير(كانون الثاني) 2014، ما اقتضى تشكيل تحالف عربي بقيادة السعودية وبمشاركة فاعلة من الإمارات، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أولاً، وحرصاً على إنقاذ اليمن من تغول ميليشيات الحوثي، والإرهاب معاً ضد اليمن واليمنيين.
كبح جماح إيران
ورغم الظروف القاسية، ورغم الحرب وويلاتها، إلا أن التحالف العربي، جعل من تدخله في اليمن مناسبةً جديدة، يجمع فيها بين الواجبين العسكرين، والإنساني، بالعمل على الحد من معاناة اليمنيين إلى أدنى الحدود، عبر استراتيجية عسكرية وإنسانية هدفها الوحيد إنقاذ اليمن من الوقوع فريسة سهلةً في يد الحوثيين، ومن خلفهم الأنياب الإيرانية.
ونجحت القوات المشاركة في التحالف العربي بفضل هذه الرؤية، إلى جانب قوات المقاومة في كبح جماح الميليشيا الحوثية، بتحقيق نجاحات كاسحة وحاسمة تكللت بتحرير عدد من المناطق والمحافظات، وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
منع انتشار الحوثيين
وكان أبرز تلك الأهداف، منع سيطرة ميليشيا الحوثي على اليمن، ووقف انتشارها بقطع أوصال وشرايين إمداداتها براً وبحراً وجواً، ومنعها من التمدد وتهديد المزيد من المناطق، ومنذ 25 مارس (آذار) 2015، وحقق التحالف الجزء الأكبر من أهدافه بفضل “عاصفة الحزم”، أولاً ثم “السهم الذهبي” التي قادتها قوات المقاومة الجنوبية، بدعم من قوات التحالف في يونيو (حزيران) 2015، التي أمكن بفضلها تحرير عدن، مروراً بعمليات في جبهات متعددة مثل الضالع، وإب، والبيضاء، وصعدة، وسقطرى، والمكلا، وغيرها وصولاً إلى معركة تحرير أجزاء واسعة من الحديدة في 2018، ما أفضى إلى مشاورات أممية أبرزها الاتفاق في ستوكهولم على وقف إطلاق النار، وإعادة الانتشار في الحديدة، وتبادل الأسرى، ورفع الحصار عن تعز، وهي الاتفاقات التي أخلت بها ميليشيا الحوثي، وتنكرت لها، دون النجاح في تحقيق أي نجاح ميداني يُذكر ضد التحالف والقوات اليمنية.
تثبيت الحكومة
وبفضل ما حققه التحالف مجموعةً من أهداف عسكرية، أمكن الحفاظ على جسم ومقومات الحكومة اليمنية الشرعية، ومنع الحوثيين من استكمال ابتلاع مؤسسات الدولة وفرض الأمر الواقع على اليمنيين والعالم، ويواصل اليمن بفضل هذه الإنجازات العسكرية والسياسية الدفاع عن نفسه أمام العالم، ويعزز صلاته بالإقليم ومختلف دول العالم، على حساب الحوثيين، الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من النجاح في مشروعهم.
وبعد أن عززت هذه المكاسب الميدانية والسياسية، نجحت قيادة التحالف في مساعدة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي على استعادة السيطرة على عدن بعد تحريرها، والحفاظ على مقومات الدولة والجمهورية فيها، ما نسف الخطط الحوثية، والأحلام الإيرانية بالسيطرة العملية على كامل اليمن، بعد أن سارعت طهران بإعلان “احتلال 5 عواصم عربية” بينها صنعاء.
وبالنظر إلى حجم الإنجاز، يجب الوقوف على الدور الحاسم الذي لعبته قوات التحالف فيه، خاصةً القوات المسلحة الإماراتية التي تصدت في وقت قياسي لتدريب قطاعات كاملة من قوات خاصةً مختلفة ، إلى جانب تجهيزها وتحديث معداتها وطرق عملها، وتدخلها، وهي برامج شملت ما لا يقل عن 90 ألف عسكري يشكلون اليوم قوة ضاربة ضمن قوات الشرعية اليمنية، وفق ما ذكره مسؤول إماراتي لصحيفة الاتحاد، الثلاثاء الماضي.
التصدي للتنظيمات الإرهابية
وإلى جانب دفن أحلام الحوثيين والإيرانيين، فتح التحالف أيضاً والقوات المسلحة الإماراتية تحديداً جبهات كثيرة أخرى، ضد التنظيمات الإرهابية الكثيرة التي كانت تتخذ من اليمن ملجأً وملاذاً آمناً، مثل القاعدة، وداعش، والإخوان الذين يتسترون تحت غطاء “حزب الإصلاح”.
ونجح التحالف الذي لم يعرف كللاً أو مللاً منذ أول رصاصة أطلقها، ولم يدخر جهداً من أجل تطهير كل شبر يمني من الإرهاب وغربانه عبر عشرات العمليات النوعية الناجحة التي نفذها في مختلف المحافظات والمديريات اليمنية، بتفكيك خلاياً، أو تصفية قادة إرهابيين في مواجهات أو عمليات خاطفة، أو اعتقال رؤس الإرهاب وقادته، كان آخرها العملية الناجحة في 25 يونيو (حزيران) الماضي، التي اعتقلت فيها قوات خاصة سعودية ويمنية، زعيم داعش الإرهابي في اليمن “أبو أسامة المهاجر”.
ولم يكن القبض على المهاجر، سابقة أو إنجازاً منفرداً، إذ نجحت قوات التحالف في قطف عشرات الرؤوس الإرهابية على امتداد الأعوام الثلاثة الماضية، مثل أمير تنظيم داعش في عدن حلمي الزنجي، الذي اعتقل في مارس (آذار) 2016، أو القيادي البارز في القاعدة عبد الرؤوف الذهب، الذي قتل مع 40 عنصراً من أتباعه، في 2017 بعد عملية مشتركة مع القوات الأمريكية في البيضاء، أو تحرير حضرموت وعاصمتها المكلا من القاعدة في 2016، ودحر تنظيمي القاعدة وداعش في شبوة وأبرز قياديين فيهما، في أغسطس (آب) 2017، إلى جانب عشرات العمليات المعلنة، والسرية التي أفضت إلى القضاء على قياديين في التنظيمين، أو دحرهما في مدن ومحافظات يمنية مختلفة.
مساعدات إنسانية
وبالتوازي مع العمل العسكري لم يُهمل التحالف خاصةً السعودية والإمارات، تحقيق الأهداف الرئيسية من التدخل في اليمن لدعم الشرعية فيه، بضمان وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى اليمنيين خاصةً في المناطق المتضررة من الحرب، والخاضعين للحوثيين، ورهائن التنظيمات الإرهابية.
وعملت الإمارات والسعودية بشكل خاص على دعم اليمنيين وإغاثتهم على كل المستويات، وساهم البلدان بمليارات الدولارات، على شكل مساعدات مباشرة وغير مباشرة، غذائية، وإنقاذية، وتنوية مختلفة، وبحسب تقرير وبحسب تقرير للأمم المتحدة بلغت قيمة المساعدات الإماراتية لليمن بين 2015 ويونيو (حزيران)، 2019، حوالي 5.59 مليار دولار أمريكي، دون احتساب التدخلات الفورية المباشرة الأخرى، للهلال الأحمر الإماراتي مثلاً، لبناء مدراس أو مستشفيات أوآبار في المحافظات المختلفة.
إعادة الإعمار
وانطلاقاً من هذا الدور، تسعى دول التحالف أيضاً إلى إعادة إعمار اليمن بعد أن تتحرر بالكامل من الأذرع الإرهابية المنتشرة فيها، حيث أعلن نائب رئيس الوزراء اليمني سالم الخنبشي، في تصريحات صحافية نشرت في فبراير(شباط) هذا العام، أن “تقديرات إعادة إعمار ما دمرته الحرب في اليمن بلغت 100 مليار دولار”، إلى جانب المساعدات المقدمة من دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الماضية التي قدرت بحوالي 544 مليون يورو.
وأكد المسؤول اليمني حينها، الحكومة اليمنية بإسناد ودعم دول التحالف العربي خاصةً الإمارات والسعودية، “قطعت شوطاً كبيراً في طريق تحقيق التعافي الاقتصادي، كما حققت مؤشرات إيجابية في تحسن سعر العملة وهو ما انعكس إيجابياً على أسعار السلع الأساسية”.
توحيد الصفوف
وفي إشارة إلى تواصل الدور المحوري لقوات التحالف في اليمن والتنسيق الكامل بين القيادات، أعلنت قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، الخميس الماضي، أن قيادة مشتركة تمثل جميع القوات المرابطة في الساحل الغربي، تشكلت عبر غرفة عمليات موحدة تحت مظلة تحالف دعم الشرعية.
وقال المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي وضاح الدبيش، لصحيفة الشرق الأوسط، إن القرار اتخذ بعد اجتماعات مكثفة في الأيام الماضية بين أطياف قوى المقاومة الثلاث المرابطة في الساحل الغربي ألوية العمالقة، وألوية حراس الجمهورية، والألوية التهامية، للاتفاق على أن تكون هذه القوى موحدة وتتبع غرفة عمليات موحدة مرتبطة بالتحالف.
ويمثل هذا الإعلان، اختزالاً ميدانياً وتلخيصاً لعمل التحالف العسكري والسياسي والإنساني في اليمن، تشكيل قوة يمنية قادرة على كسر شوكة الحوثيين، ولجم أطماع الإيرانيين، وتحقيق حلم مواطنيهم في الحرية والكرامة، وفي العيش في ظل دولتهم المستعادة من براثن الطائفية، بدعم من دول الجوار التي لم تتخل أبداً عن حلم اليمنيين باستعادة اليمن السعيد.