دوعن (حضارم اليوم ) كتب / يوسف باسنبل
تعتبر منطقة قرن باحكيم الواقعة بين منطقة رباط باعشن والخريبة وتحد الرباط من جهة الشمال من المناطق الصغيرة في المساحة لكنها ذائعة الصيت كونه يخرج منها أسرة آل باحكيم المشهورة كأحد البيوتات التجارية على مستوى جنوب الوطن وكونوا لأنفسهم اسما تجاريا لامعاً في عدن والمكلا وتنتسب قبيلة باحكيم إلى نوّح ولهم ذكر قديم بالتاريخ الحضرمي حيث حصلت مشاكل مع ال علي بن فارس النهديين والسلطان بدر ابوطويرق سنة 939 هـ وسنة 1326هـ غزاهم القعيطي وتحاربوا معه وعرض عليهم صلحا مغريا إلا انهم رفضوا واسهم ال باحكيم في أحداث ثورة البادية (1951-1961م ) فقد اجتمعوا مع ال باحميش من نوح ثم ذهبوا إلي خامعة دوعن واتفقوا على ارسلا وفد إلي زيارة المشهد في12 ربيع أول سنة 1370هـ الموافق 23/ 12/ 1950 م وفي هذا الاجتماع تكلف ال باحكيم وال باحميش بإحضار نوح للثورة وقد اشتهر منهم فيتلك الفترة أحمد بن سعيد باحكيم وهو الذي اقترح عرض ورقة أهل المكلا التي تتضمن طلب لتأييد البادية لمطالبهم ضد الحكومة اقترح عرضها على رؤوس مجالس البلديات واللجان بوادي دوعن وذلك في اجتماع السويرقة في 4/1/1951م الموافق 25/3/1370هـ .
ورغم صغر منطقة قرن باحكيم لكن كانت بها حركة تعليمية غير عادية كما ذكر الأستاذ محمد سالم باحمدان في كتابه تاريخ التعليم الأهلي في دوعن حيث ظهرت العُلم ومنها عُلمة القويري باهديلة في محل حياكته في بيته وهو من تلاميذ مولى الجبلية العلامة صالح العطاس و عُلمة الأستاذين / أحمد وعبدالله باهديلة في محل حياكتهم وقد عاصرهم الشيخان أحمد ومحمد سعيد بامقدم باحكيم اللذان كانا على جانب كبير من المعرفة الدينية وكانا يقومان بتعليم الأولاد القرآن الكريم في مسجد الجامع ثم جاء سالم بادحمان باحشوان وكان يقوم بتعليم الأولاد في غرفة تابعة لشيخ العطاس ثم خلفه الأستاذ / أحمد عبدالله بافضل والأستاذ عمر بارجاء عام 1945 م وكانت نفقات المعلمين على حساب الأهالي وكان الأستاذان / عبدالله ومحمد باحشوان يعلمان الأولاد في بيتيهما .
وكان لتعليم البنات في منطقة قرن باحكيم نصيبا بعد بذل جهود من قبل الشيخ / مُحمد أحمد يسلم الجويد باحكيم الذي أسس في أواخر الستينات من القرن الرابع عشر الهجري ( أواخر الأربعينيات من القرن الهجري المنصرم ) مدرسة البنات بقرن باحكيم وكانت أول مدرّسة ومديرة لها السيدة الفاضلة شفاء بن مالك ( ملوكة ) رحمة الله عليها واستطاعت تدريس البنات وأصبحن بعد ذلك مدرّسات مساعدات لها وكانت المناهج هي القرآن وعلومه واللغة العربية وفروعها إضافة إلى المتون والألفيات ثم طرأ حدثا جديدا في حياة المدرسة وعلى مستوى وادي دوعن خاصة وربما على مستوى الداخل وحضرموت ككل عامة من إدخال التدبير المنزلي ضمن المواد الدراسية للبنات وقام مُحمد الجويد باحكيم بتزويد المدرسة بمكائن خياطة وزعت على الطالبات بهدف مساعدة أزواجهن في أعباء الحياة آنذاك لتكون بذلك نواة تشغيل أول مشغل خياطة في دوعن وربما في الداخل وحضرموت واستمرت المدرسة إلى بدايات القرن الخامس عشر الهجري .
فكرة التدبير المنزلي وشراء مكائن خياطة للبنات على نفقة الشيخ مُحمد باحكيم الملقب بالجويد تستحق الإشادة كون منطقة قرن باحكيم كانت سبّاقة في التقاط خيط هذه الفكرة التي نرى اليوم أنه تُفتح لها معاهد متخصصة وتقام دورات تأهيلية لفكرة طُبقت قبل ثمانين عاماً .