المكلا (حضارم اليوم) ثابت حسين صالح
يوم أمس الأول أعلن الحوثيون حكومتهم الجديدة بعد مرور حوالي العام من إعلان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، عزمه إجراء ما وصفها بالتغييرات الجذرية.
وتأتي هذه الحكومة خلفا لحكومة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور التي استمرت أكثر من تسع سنوات.
منذ أول وهلة قد نلاحظ تغييرا كبيرا في الأسماء …لكن من حيث المضمون استحوذت الجماعة على نحو ثلثي الحقائب الوزارية، فيما منحت القليل المتبقي لقيادات شديدة الولاء العقائدي للجماعة، مع تعيين نواب لهم من سلالة الجماعة نفسها.
-خطيب جامع الروضة، رئيس مجلس شورى حزب الحق سابقا، ورئيس حزب الامة الموالي للحوثيين، محمد احمد مفتاح تم تعيينه نائبا أول لرئيس الحكومة الذي تعمد الحوثيين أن يكون جنوبيا وهو أحمد غالب الرهوي، عضو المجلس السياسي للحركة الذي يرأسه مهدي المشاط.
-احتفظ كل من عبدالكريم الحوثي ومحمد العاطفي بمنصبيهما المهمين كوزيرين للداخلية والدفاع.
الجدير بالذكر أن الأول هو عم زعيم الجماعة والثاني هو القائد السابق لقوات الصواريخ التي كانت تتبع للحرس الجمهوري.
كما احتفظ الفريق جلال الرويشان بمنصبه الشرفي كنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن.
-النائب الآخر لرئيس الوزراء -وزير الادارة والتنمية المحلية والريفية، هو محمد حسن المداني، وهو قائد ميداني تتلمذ على ايدي مؤسس الجماعة حسين الحوثي.
-اقوى الوجوه الجديدة في الحكومة الحوثية هو حسن عبدالله يحيى الصعدي وزير التربية والتعليم والبحث العلمي، وهو احد اهم مهربي الاسلحة للجماعة، ومسؤول مالي مهم للاشراف على مواردها الخاصة.
-من الوجوه الجديدة أيضا وغير المتوقعة جمال عامر الذي عين وزيرا للخارجية والمغتربين، من محافظة اب وهو صحفي ورئيس تحرير صحيفة الوسط المتوقفة عن الصدور، ومستشار ظل للجماعة.
-القاضي مجاهد احمد عبدالله عين وزيرا العدل و”حقوق الإنسان”، وهو الذي عينته الجماعة رئيسا لهيئة مكافحة الفساد .
-وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري، أسندت لاستاذ قانون عينته الجماعة سابقا رئيسا لجامعة عمران…هو الدكتور خالد حسين الحوالي.
-المهندس معين هاشم المحاقري وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار، من محافظة صنعاء، محسوب على المؤتمر الشعبي، وهو مدير العلاقات العامة لدى مجموعة هائل سعيد انعم.
وهاشم احمد عبدالرحمن شرف الدين وزير الإعلام، كان نائبا غير فاعل لوزير الاعلام، وهو نجل استاذ القانون القيادي في الجماعة الدكتور احمد شرف الدين الذي قتل بعملية اغتيال غامضة قبل 10 سنوات.
وكالعادة المتبعة في صنعاء لإيهام العامة ب”واحدية اليمن” تم تضمين حكومة الحوثيين الجديدة جنوبيين اثنين في وزارات هامشية بالإضافة إلى رئيسها، وهما:
الأول: علي قاسم حسين (علي جارالله) وزير للثقافه والسياحة وقد تعمد الحوثيون تذليل اسمه بلقب اليافعي !
اما الوزير الثاني فهو سمير محمد احمد باجعالة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وهو محسوب على مجموعة الحراك الجنوبي التي بقيت في صنعاء بقيادة الوزير المقال غالب مطلق.
وفي الأخير يدرك الداخل والخارج أن هذه الحكومة مثل سابقتها لا تحكم ولا حتى تستشار…مجرد واجهة شكلية لأن السلطة الحقيقية في يد السيد أولا ومعاونيه والمجلس السياسي ثانيا.
باحث ومحلل سياسي وعسكري