مقال لـ : عيدروس الخليفي
ذرفت عيناي دمعا غزيرا وانا اشاهد صورتيهما وهما في المستشفى الأول فارق الحياة شهيدا ، والثاني على كرسي متحرك بعد ان بُترت قدمه.
طار تفكيري لمنزلهم الذي لا اعرفه ، لكني اعرف حجم الوجع والأسى الذي يخيم عليه ، لكأني بأمه وأبيه وهما يُصعقان بالخبر المفجع ، ارى الذهول والفزع ينتابهما وهما غير مصدقين لما حصل لفلذات اكبادهم .. وكيف ان المُستقبل الذي رسماه لإبنيهما يتبدد ويتبخر .. اي فجيعة واي وجع حل بهم ؟ وكم من الأيام والسنين يحتاجانها لنسيان الألم وتجاوز اثاره ؟
اي ذنب اقترفه هؤلاء الطفلين ومعهم عشرات من المواطنين الأبرياء حتى ترتكب هذه المجزرة المروعة بحقهم ؟
كان الطفل الشهيد امير يحلُم بمستقبله المنشود كغيره من اطفال حارته ، يحكي في صفه الدراسي كيف سيصبح في المستقبل ، ينثر بذار الورد في طريقه من البيت الى المدرسة كي يقطفها يوما عندما يكبر ، كان يظن ان برأة طفولته ستحميه من المستقبل المظلم ومن اياد الغدر والمكر ، ولم يدر بخلده يوما ان الموت يتربص به على شكل حفلة شنيعة ووحشية وبالقرب من منزله.!!
ليلة سوداء وموحشة تلك التي اهتزت فيها الشحر ” المدينة المسالمة والهادئة ” على وقع انفجار دموي سقط فيه الطفل والشاب وكبير السن .. ليلة لن تنساها الشحر ولا سكانها ، وكيف لهم ذلك وآثار الدماء الزكية الطاهرة باقية وتفوح رائحتها في شوارع المدينة تلعن من اراقها الى يوم البعث والنشور.
رحمة ربي ورضوانه على الشهداء والدعوات بالشفاء للجرحى لا تتوقف.
ملاحظة :
لم أرفق صورة الشهيد مراعاةً للمشاعر.