حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
المكلا (حضارم اليوم ) تقرير: خاص
تزامناً مع قدوم الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل مجريات الأحداث السياسية داخل الوطن وخارجه بصدد تطلعات شعب الجنوب نحو أهدافه المتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية الحديثة.
ومنذ سنوات طوال حافلة بالنضال والتضحيات الجسيمة، ينشد شعب الجنوب أهدافه النبيلة نحو استعادة دولته.
وفي مسار طريقه التحريرية فقد مر شعب الجنوب بالعديد من المنعطات التي تجاوزها بإرادته الشعبية التي ظلت تواجه كافة التحديات من هنا وهناك، متجاوزة مراحل حساسه في تاريخ شعب الجنوب الثائر.
_ ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي:
حدث وطني عظيم في تاريخ شعب الجنوب احتضنته العاصمة عدن في الرابع من شهر مايو عام 2017م، وبداية انطلاقة لإيجاد ممثل وحامل سياسي للقضية الجنوبية بتفويض شعب الجنوب من باب المندب حتى المهرة.
وعقب ذلك الحدث أسس المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيسا له بمباركة شعبية جنوبية، فقد أعطى شعب الجنوب شرعية مطلقة للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل وحامل حقيقي لقضية شعب الجنوب العادلة.
واليوم تطل على شعب الجنوب الذكرى السادسة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان جنوبي شرعي ممثل لشعب الجنوب وقضيته الوطنية العادلة والتواقة لاستعادة الدولة الجنوبية الحديثة.
_ ماذا حقق المجلس الانتقالي؟
منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي فقد تحققت الكثير من الأهداف والتطلعات التي ينشدها شعب الجنوب نحو استعادة دولته المسلوبة بعد دخوله في شراكة الوحدة اليمنية مع الشمال في 22 مايو عام 1990م، والتي انقلبت عليها براثين نظام الاحتلال اليمني بقياده المجرم علي عبدالله صالح.
وحقق المجلس الانتقالي الجنوبي انتصارات عديدة ومتتالية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، استندت على المحافظة الراسخة على تطلعات حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته.
واستطاع المجلس الانتقالي الجنوبي بفضل حكمة قيادته السياسية وحنكتها الاستراتيجية في أن يضع لقضية شعب الجنوب مكانا وموقفا راسخا في المسارات السياسية، وقد جاء أحدث هذه المكاسب في إقرار إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب في جميع مراحل وأجندات وقف الحرب والعملية السياسية، وإقرار إطار قبل بدء أي نقاش حول العملية السياسية.
ناهيك عن الاعتراف الدولي الذي حظيت به القضية الجنوبية بفضل المساعي والمباحثات الدولية التي قامت بها قيادته ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، استطاع من خلالها إيصال القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية.
_ مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي الجنوبي.. واتجاه الأنظار:
عكفت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على التحضير والاستعداد لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي الجنوبي يوم غد الخميس في العاصمة عدن، لضم كافة الأطياف والمكونات الجنوبية لإيجاد ميثاق شرف للقضية الجنوبية، ووضع معايير لإقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة بمشاركة كافة المكونات السياسية.
ولاقت هذه الخطوة التاريخية تأييد شعبي منقطع النظير ومشاركة واسعة من مختلف الأطياف والمكونات الجنوبية.
_ ماذا قال السياسيون بشأن الحوار الجنوبي الجنوبي؟
أيد وبارك الكثير من القيادات السياسية الجنوبية والنشطاء الجنوبيين لانعقاد وقائع مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي الجنوبي،
وقال رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي الاستاذ علي الكثيري: تعمل مع الإعلاميين والإذاعة والتلفزيون للتنسيق خلال فعاليات اللقاء التشاوري الجنوب.
وأكد الكثيري، في تصريحات إعلامية اختصاص الهيئة بالتغطية الإعلامية للقاء، مشيرا إلى أن الحدث الاستثنائي يهم كل أبناء الجنوب وليس المجلس الانتقالي الجنوبي أو اللجان المشكلة للحوار فقط.
وأوضح رئيس وحدة وشؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، إن جنوب اليوم غير الأمس، مؤكدا أن هناك من المفاجآت ما لم يتوقعها العدو، وأسقطت كل الرهانات البالية التي يعولون عليها.
وأضاف الخبجي: إننا متفائلون دوما، أن القادم سيكون أفضل، وأن ما بدأه شعبنا الجنوبي في نضالاته، حتما سيتوج بالنصر الأكيد، وبما يحقق الحرية والكرامة له، ولجميع الأجيال القادمة دون استثناء، تحت ظل سقف دولة جنوبية فدرالية، تحفظ الحقوق والحرية والكرامة لشعب الجنوب، مشددًا على أنه رغم كل ما يمثله اللقاء التشاوري كحدث تاريخي لشعب الجنوب، في هذا التوقيت بالذات، إلا أننا لن نقف عند هذا الحدث فحسب، وستظل أيدينا ممدودة، وصدورنا مفتوحة لجميع الرؤى والتوجهات للقوى والمكونات الجنوبية، دون استثناء، لنثبت أن جنوب اليوم، غير جنوب الأمس.
ووصف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، الحوار الوطني الجنوبي، بأنه محطة سياسية هامة في تاريخ الجنوب الحديث، لها ما بعدها من خطوات مسؤولة لإعادة ترتيب البيت الجنوبي من الداخل، مشيراً إلى دور الحوار الجنوبي في تحقيق أمنه واستقراره وتنميته ووحدة صف أبنائه، والتصدي لمواجهة كل التحديات الصعبة المفروضة عليه.
وأضاف العولقي: إن ما يجب أن يفهمه أبناء الجنوب أن الشعب قد تجاوز خطاب المظلومية وسردية الظلم والإقصاء والدونية التي تعرض لها طيلة ثلاثة عقود من الزمن، مضيفا أن الجنوبي اليوم قادر على الانتصار لتلك المظلوميات بالفاعلية السياسية والوطنية، مشددا على قدرة شعب الجنوب على صياغة مشهد سياسي واجتماعي واقتصادي يحقق تطلعات أبناء الجنوب في الحرية والعيش الكريم، لافتا إلى أن جميع أبناء الجنوب مطالبون – كل في موقعه – بأداء الواجب بإخلاص لتحقيق الغايات العظيمة بشراكة حقيقية ومسؤولية وطنية في إدارة التحديات والتباينات.
وأكد رئيس المجلس التنسيقي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت الأستاذ رائد باجابر: ان الحوار الوطني الجنوبي الجنوبي له أهمية وتأثير ملي بالأمان والاطمئنان السلمي في نفوس الجنوبين، مضيفا بالقول: الجميع يتأمل ومنتظر نتائج الحوار لتوحيد الصف الجنوبي من أجل تحقيق مشروع الإستقلال الوطني ورسم تقارب الآراء وتعزيز الثقة عبر مختلف القوى السياسية والمجتمعية بخطوات القاعدة الصلبة لمكونات وأطياف شعب الجنوب التي تقود لحوار وطني جنوبي ناجح وشامل، ولاسيما بعد التحولات السياسية والعسكرية التي شهدها الجنوب.
وأشاد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، بمضي المجلس الانتقالي الجنوبي بثبات وحكمة في إرساء قواعد متينة للشراكة بصناعة القرار السياسي الجنوبي، بعيدا عن الاقصاء، مضيفا بالقول: إن ما يحدث اليوم من مبادرة وطنية تعد ترجمة واقعية لرؤية المجلس وموقفه الثابت تجاه احترام حقوق الشركاء في الوطن انطلاقا من مبدأ أن الجنوب لكل أبنائه.
وأكد منصور صالح، في تغريدة بصفحته على تويتر نشرها يوم أمس الثلاثاء أنه: “لن ينتصر الجنوب او يزدهر إلاّ بتشابك أيدي الجميع وتوافقهم حول رؤية ونموذج موحد لماهية وشكل الجنوب القادم”، واصفا المشهد بأنه مرحلة مفصلية سيحفظ التاريخ لصانعيها فعلهم هذا في أنصع صفحاته، ومن الحكمة ألا يفوت أحد على نفسه هذا الشرف العظيم.
