المكلا (حضارم اليوم ) متابعات
فجرت استقالة رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت العميد الركن عامر عبد الله محمد بن حطيان النهدي – والتي تعود نتيجة المضايقات من قبل قيادة المنطقة وخضوعها للولاء الحزبي ووجود فشل إداري ومالي – غضبًا شعبيًا واسعًا ضد هذه القوات الإخوانية الشمالية التي تهيمن على وادي حضرموت.
ونرصد في هذا التقرير تداعيات هذه الاستقالة وردود الفعل على مستوى الجنوب، التي عبر عنها المئات من النشطاء عبر برامج التواصل الاجتماعي، وفيما يلي نرصد أبرز التعليقات حوله.
الجدير بالذكر أن المنطقة العسكرية الأولى الموالية لإخوان اليمن وينحدر منتسبوها من الشمال تهيمن على وادي حضرموت عسكريا وترفض الخروج رغم حملات الرفض لتواجدها ونص اتفاق الرياض على خروجها، ومؤخراً تم تعيين أركان المنطقة من أبناء حضرموت كنوع من خفض التصعيد ضدها، إلا أن هذا التعامل مع ابن حطيان وعدم تمكينه من العمل يؤكد أنه لا حل إلا برحيل هذه القوات من الوادي.
مخططات الإخوان الإرهابية
ووثقت الاستقالة التي قدّمها رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت العميد الركن عامر بن حطيان النهدي، جانبا رئيسيا من المؤامرة التي يتعرض لها الجنوب العربي وتحديدا مناطق وادي حضرموت.
العميد الركن بن حطيان حدَّد في استقالته الأسباب التي دفعته إلى تلك الخطوة، وهي المضايقات وعدم تنفيذ متطلبات العمل، واصفاً إياها أنها تخضع للولاء الحزبي.
وقال العميد عامر إنه لم يتم تمكينه من تشكيل لواء عسكري لتنفيذ المهام المنوطة به لضبط الأمن والاستقرار بوادي وصحراء حضرموت.
وأضاف أنّ الولاءات بقيادة المنطقة العسكرية الأولى مبنية على الحزبية الضيقة، مشيرا إلى أن من ضمن الأسباب أيضا كثرة الاختلالات المالية والإدارية في قيادة المنطقة العسكرية الأولى والتي لم يتخذ ضدها أي إجراءات.
العميد ابن حطيان أشار إلى أنه قدم استقالته نظراً للأسباب التي تم ذكرها والتي لا يمكن أن يرضاها تجاه وطنه ومجتمعه وشرفه الأخلاقي والعسكري.
استقالة العميد عامر بن حطيان فضحت جانباً من المؤامرة التي يتعرض لها الجنوب في وادي حضرموت، وحجم المخطط الذي تشنه المليشيات الإخوانية الإرهابية في عملها على إثارة الفوضى في هذه المنطقة.
هذه الاستقالة تضع دليلا جديدا على حجم العجرفة الإخوانية في استغلال احتلالها لوادي حضرموت في إطار صناعة الفوضى ضمن حرب شاملة تستهدف التضييق على المواطنين.
رفض مليشيا الإخوان الخروج من وادي حضرموت وعرقلة عمل العميد الركن النهدي تمثل تطورًا جديدًا للأوضاع المشتعلة في هذه الجبهة الملتهبة بنيران الإرهاب الإخواني الغاشم.
وخروج مليشيا الإخوان من وادي حضرموت هو أحد بنود اتفاق الرياض الموقَّع في نوفمبر 2019، ومع إصرار المليشيا على عدم مغادرتها وصولا إلى عرقلة عمل العميد الذي كان قد تم تعيينه في المنصب في ديسمبر الماضي، يعني إكمال تنظيم الإخوان مخططه الإرهابي والاستفزازي المعادي للجنوب.
مليشيا الإخوان اختارت من خلال هذا السيناريو جر الأمور نحو التصعيد، وهو ما يعزِّز من احتمالات التوجه نحم حسم الأمور عسكريًا باعتبار أن تحرير وادي حضرموت من مليشيا الإخوان يحمل أهمية كبيرة لدى القيادة الجنوبية ضمن الأولوية التي يتم إيلاؤها من أجل العمل على فرض منظومة الأمن والاستقرار.
موقف قيادة الهبة الحضرمية
بدورها، قالت قيادة الهبة الحضرمية الثانية: “طالعنا في قيادة الهبة الحضرمية الثانية استقالة ابن حضرموت العميد عامر بن حطيان من منصب أركان المنطقة العسكرية الأولى المعين فيه مؤخرا من قبل مجلس القيادة الرئاسي”.
وأضافت: “إن العميد عامر بن حطيان في استقالته أكد ما كنا نحذر منه في قيادة الهبة الحضرمية من فساد أي حلول ترقيعية من دون اجتثاث كامل لهذه القوات الجاثمة على تراب حضرموت والعابثة فيه.. إن محاربة قوات المنطقة الأولى لابن حضرموت العميد عامر بن حطيان والذي جاء إلى المنصب بقرار رئاسي يؤكد أن هذه القوات متمردة ولا تخضع إلا لأجندتها الخاصة أجندة الفوضى والإرهاب”.
وأكدت الهبة وقوفها الكامل إلى جانب مطالب أبناء حضرموت في اقتلاع هذه القوات من حضرموت وإحلال مكانها قوات حضرمية وطنية.
الحل بتغيير التركيبة العسكرية
المحلل العسكري العميد خالد النسي، رأى أنه من الطبيعي حدوث مثل هذا التعاطي مع أركان المنطقة ولا يمكن إحداث تغيير في ظل الانتماء اليمني وأن الحل هو في تغيير التركيبة وليس الأشخاص.
وقال النسي: “عند تعيين بن حطيان أركان المنطقة العسكرية الأولى قلنا إنه لا يستطيع إحداث تغيير في المنطقة لأن الوحدات والقيادات العسكرية الميدانية يمنية معادية لأبناء حضرموت وبالتالي إذا أردنا معالجة الاختلالات في المنطقة وبصورة صحيحة علينا تغيير التركيبة العسكرية وليس تغيير الأشخاص”.
الإبقاء على الهيمنة الشمالية
فيما قال الصحفي أمجد يسلم صبيح: “سابقاً تم تدمير ما يسمى بكتيبة الحضارم تدميرا كاملا حتى لا يتمكن ابن حضرموت من تأمين أهله وما بقي من تلك الكتيبة إلا القليل فقط وكانت الآمال كبيرة جدا في أن يتولى منتسبو تلك الكتيبة أمن وادي حضرموت”.
وأضاف: “أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى العميد الركن عامر بن حطيان النهدي الحضرمي يقدم استقالته متبوعة بالتوضيح الكامل لكل من يهمه أمر تأمين حضرموت وأولهم أبناء وادي حضرموت ويشرح فيها الذي يتعرض له ومنها ترسل رسالة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي وفي نصها إننا لا نقبل أن نكون قادة صوريين مجرد ديكور بينما المنطقة العسكرية الأولى يعبث بها أبناء عمران وصنعاء وحجة ومأرب والجوف وبقية محافظات الشمال المحتلة من قبل مليشيات الحوثي”.
من جانبه قال الصحفي أحمد باجمال: “أركان المنطقة العسكرية الأولى ابن حضرموت العميد الركن عامر بن حطيان النهدي يقدم استقالته لرئيس مجلس القيادة الرئاسي بسبب أنهم يريدونه قائدا صوريا فقط وتظل المنطقة تحت حكم أصحاب عمران”.
ولاء إخواني ورفض لتواجد الحضارم
وقال الصحفي فتاح المحرمي: “إن ممارسات قيادة المنطقة العسكرية الأولى والتي دفعت أركان المنطقة للاستقالة يؤكد أن هذه القوات محتلة ولا تقبل أبناء حضرموت وتريد الاستمرار في الهيمنة العسكرية لاستمرار نهب خيرات المحافظة وتنفيذ أجندات إخوان اليمن، كما أن هذا التصرف يكشف زيف ما تدعيه تلك القوات العسكرية بأنها تعمل من أجل حضرموت وأبنائها.. وهذا تأكيد على أنه لا بد من رحيل هذه القوات”.
من جانبه قال الصحفي أسامة بن فائض: “أركان المنطقة العسكرية الأولى، العميد عامر بن حطيان، المعين مؤخراً، يقدم استقالته ويؤكد عدم نظامية قوات المنطقة الأولى وعملها المختل بشكل خارج نطاق القانون، ويكشف ولاءها المطلق لجماعة الإخوان”.
عنصرية وولاء حزبي
وعلق الناشط السياسي ناصر المشارع على الاستقالة: “تسمى فقط قوات جيش نظامي بينما هي تشكيلات مليشاوية من القبائل والجماعات الإرهابية بمسمى جيش، تدين بالولاء لنائب رئيس الجمهورية السابق الفريق علي محسن الأحمر”.
وأضاف: “استقالة أركان قوات المنطقة الأولى، العميد عامر بن حطيان، المعين مؤخراً، مسببا استقالته بعدم نظامية قوات المنطقة الأولى وعملها المختل بشكل خارج نطاق القانون.. ويكشف ولاءها المطلق لجماعة الإخوان”.
إلى ذلك قال الناشط همدان الكثيري: “لاحظوا في أسباب الاستقالة، السبب الأول آخر السطر يقول (إن المنطقة العسكرية الأولى مبنية على الولاءات الحزبية) وهذا الكلام الذي نقوله مراراً وتكراراً اليوم قالها أركان المنطقة المستقيل عامر بن حطيان، للعلم ابن حطيان ليس انتقاليًا”.