المكلا (حضارم اليوم ) تقرير: خاص
كل الشعوب العربية لها يوم تاريخي مجيد، في سطور تاريخها العريق، تحتفل به لتعيد ذكرى الانتصارات التي حققتها في وجه المستعمرين.
وبالمثل تحل اليوم على شعبنا الجنوبي الذكرى الـ55 لاستقلاله وانتصاره العظيم، والذي حقق شعب الجنوب فيها هدف سامي ونيل في تاريخه العريق، وذلك بطرد آخر جندي بريطاني من العاصمة الجنوبية عدن.
_ ماذا تعني ذكرى نوفمبر المجيدة؟
سطر أبناء الجنوب ملحمة بطولية سجلها التاريخ في سطوره بدماء الشهداء الذين سقطوا أثناء مجابهة الاستعمار البريطاني، وقدم أبناء الجنوب تضحيات جسيمة لتحقيق أهداف ثورتهم التي انطلقت في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م،واندلعت شرارتها من جبال ردفان الشامخة بهدف دحر الاستعمار البريطاني من الجنوب.
واستمرت الثورة وشعبنا ينضال نحو تحقيق أهدافه النبيلة التي رسمها منذ الانطلاقة، وظل طوال تلك الفترة يواجه القوات المستعمرة حتى تحقق النصر الأكبر في الـ30 من نوفمبر عام 1967م، وتمكن أبناء الجنوب من إجلاء آخر جندي بريطاني من العاصمة عدن.
واليوم يحيي شعب الجنوب هذه الذكرى الخالدة في تاريخه بالاحتفال في معظم مناطق مدن وقرى ، تعبيرا عن هذه المناسبة الوطنية التي حققها في تاريخه الوطني.
_ بأي حال عدت ياعيد الجلاء:
شكلت ذكرى الـ30 من نوفمبر نقطة مفصلية في تاريخ أبناء الجنوب، عقب طرد الاستعمار البريطاني، يبدأ أبناء الجنوب مرحلة جديدة من تاريخهم بعد مرور ما يقارب نحو 100 عام من الاستعمار البريطاني في الجنوب.
ومع مرور الزمن ومجريات الأحداث التي عاشها الجنوبيون في الجنوب، حتى دخل الجنوب في شراكة الوحدة الاندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية بالتوقيع على وثيقة العهد والاتفاق عام 1990م في العاصمة الأردنية عمان، وصولا إلى عام 1994م الذي أعلن فيه الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السيد علي سالم البيض، فك الارتباط بين الجنوب والشمال وإعلان أن الجنوب أصبح محتلا من قبل نظام صنعاء بعد الأحداث التي شهدتها تلك المرحلة والانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق من قبل النظام اليمني في الشمال، حينها أثبت الأحداث أن الجنوب بات محتلا من قبل قوات الاحتلال اليمني، ولم يكن أبناء الشمال صادقين ومخلصين للوحدة التي بناها أبناء الجنوب وهدم بنيانها النظام اليمني في صنعاء.
ومنذ عام 1994م، وبعد أن وصل شعب الجنوب إلى قناعة تامة أن نظام صنعاء أصبح مجرد نظام همجي وتعسفي قمعي فعلا أصبح محتلا للجنوب، أعلن الجنوبيون ثورة جنوبية يطالبون من خلالها بطرد الاحتلال اليمني من الجنوب.
_ الاستعمار والاحتلال مرحلتين في تاريخ الجنوب ما الفرق بينهما؟
انطلاقا من مسمى المصطلح(الاستعمار) في اللغة العربية الذي يأتي بمعناه اللغوي السيطرة والتعمير والبناء، وبالفعل هي مرحلة عاشها أبناء الجنوب في ظل تواجد بريطانيا في بلادهم.
وبالرغم من سيطرة بريطانيا على الجنوب واستعمارها وفرض سيطرتها إلا أن جانب البناء والتعمير كان حاضرا في كل مناطق الجنوب، ووضعت بريطانيا بصمات مشاريع تنموية من بناء الكثير من المدارس والمستشفيات والمرافق والتي مازالت موجودة إلى يومنا الحالي.
وفي المرحلة التي عاشها الجنوب ومازال يعيشها والتي تسمى بالاحتلال اليمني من قبل نظام صنعاء، باتت الفروقات واضحة بين المرحلتين بمسمياتهما وواقعهما المعايش في البلاد.
ويأتي معنى الاحتلال هو استيلاء دولةٍ ما على أراضي دولة أخرى أو جزءٍ منها قهرًا أو بالقوة، وهذا ما عاشه ويعيشه الجنوبيون في المرحلة التي احتلت قوات الاحتلال اليمني الجنوب والتي تجرع فيها أبناء الجنوب مختلف الأساليب القمعية بحق الإنسانية، ناهيك عن عمليات النهب والاستيلاء والسيطرة على الثروات والخيرات والايرادات وطمس الهوية وتغيير المناهج ومغالطة وقائع التاريخ كل ذلك كان كفيلا ودليلا قاطعا على ثبوت أن الجنوب بات محتلا من قبل نظام صنعاء.