المكلا(حضارم اليوم ) مقال لـ م. أروى باضاوي.
الأزمة الروسية الاوكرانية التي بدأت مطلع العام 2022 ألقت بضلالها على المشهد السياسي العالمي بشكل عام و آثارها المتتابعة بل أمست في تضخم واتساع، واليمن أحد أهم الدول التي تأثرت بطريقة مباشرة وغير مباشرة من تلك الحرب والازمات السياسية كونها في الأصل تعاني من حرب امتدت منذ العام 2014 إلى هذه اللحظة، فالحرب الروسية الاوكرانية بدأت تظهر آثارها المباشرة في أوربا من خلال أزمة الوقود التي تشهدها القارة العجوز، إضافة إلى الشلل الذي أصاب بعض بلدانها من خلال إنعدام الوقود والغاز الذي يتم استيراد كمية كبيرة منه من الغاز الروسي، ومن هذه النقطة نعود لمعطيات عودة شركة توتال الفرنسية بقوة إلى اليمن وبخاصة مناطق الامتياز كمحافظة حضرموت كونها مناطق محررة تحت سيطرة الشرعية، حيث أن البلد تحت البند السابع ويمس السيادة هنا تأتي معطيات أخرى غير مباشرة، فرنسا تحاول تأمين الوقود لنفسها عبر حلفائها أو عبر مصادرها السابقة وتجديد عقودها معها ولكن هذه المرة لن تكن اليمن على الواجهة ولكن ستكون بعضا من دول الجوار ، تزامناً مع الشح في الوقود العالمي و الصراع النفطي المتقد في منظمة الاوبك و انخفاض سعر برميل النفط الخام بصورة كبيرة وأعتراض دول التصدير لهذه الإجراءات، أهمها السعودية والتجاذبات الاقتصادية بينها وبين أميركا، والتي تحاول الأخيرة تأمين مصادر الوقود حسب مزاجيتها و بما يتناسب مع مصالحها هي فقط ضاربة بعرض الحائط جميع ماسيترتب على قرارها هذا و الضغط الذي تسببه على الدول الأعضاء.
ومعطياا مهمة تتمثل في تبادل الأسرى بين المملكة العربية السعودية والحوثي، ومحاولات تمديد الهدنة، التي يسعى مجلس الأمن في تحقيقها ، و المفاوضات بين أطراف النزاع باليمن والتي عادة ما تحدث بها تنازلات قد تكون كبيرة وستلعب الدول المشرفة عليها بورقة ضغط قوية، من الممكن أن تكون الثروات النفطية وغيرها.
شحة الوقود في بعض الدول الكبرى و محاولتها إيجاد نقاط تصدير تستمد منها ما يغطي الاحتياجات وما يؤمن المخزون الاحتياطي لها سيحرك حلفائها الظاهرين والمبطنين الذي يلوحون بشعارات منافية للأهداف الحقيقية التي يسعون لتحقيقها.
السعودية ب مواجهة أميركا – و أميركا وطهران مع صنعاء – ماكرون ضد الدب الروسي والأخير ضد حلفاء أوكرانيا جملة وتفصيلاً و حليفه التنين الصيني ، وغيرهم الجميع ينظر بعين الصقر إلى الإنتاج النفطي من مناطق الامتياز المذكورة سابقاً و هذا يضع احتمالية كبيرة بنشوب حرب أخرى قد تتعدد فيها المصالح و الأهداف.
هذا إن لم نقل أن شعلة الحرب العالمية الثالثة ستكون أول شرارة بها هي الشرارة اليمنية فروسيا لن تدع فرصة لغريمتها أميركا من أن تضمن مصادر طاقة بديلة،فروسيا تعتبر اليمن الجنوبي حليفاً شاء أم أبى.
نعود بالمشهد إلى الوضع الاقتصادي و الموقف الشعبي في المناطق المحررة وبخاصة حضرموت، مع استمرار المطالبة الحقيقة من أبناء حضرموت بحصة المحافظة من النفط لعدة أعوام ولا ننسى تأسيس لجنة التصعيد ب المطالبة بحق حضرموت التي دعت لها سلطة حضرموت السابقة ، وخرجت جماهير الشعب الحضرمي هاتفةً بشعارات التأييد للخطوات التي تم اتخاذها، وتم خذلانهم من جميع الجهات الحكومية والسلطة، وعاد المواطن يجر أذيال الخذلان، مع عودة هذه المطالبة على هيئة هبّات و وقفات و مجاميع و مؤتمرات، بنظري نكبت الواقع و بدأت تفكك نسيج حضرموت وتشتت قواها وتنبذ مضغة الولاء لها خارجاً.
ولتقريب العدسة أكثر على الواقع الحضرمي أننا كمواطنون عاديون على يقين بأننا في تصدُّع لن يلتئم إلا تحت قيادة واحدة وقلب مخلص لحضرموت و أهلها، خاصة مع الضربة الصاروخية التحذيرية التي استهدفت ميناء الضبة النفطي في لحظة شروع الباخرة بتحميل النفط الخام عبره، وما سبقتها من ضربات استهدفت مناطق الامتياز بشبوة، و التي تكشف بأن أبعادها أكبر من كونها محاولة حوثية الاستيلاء على جزء من الحصة التي ستنالها من خيرات حضرموت أو شبوة ولكن هناك أبعاد سياسية واقتصادية بحتة تقبع خلفها، وضوءً اأخضراً دولياً للحوثي و مساندة من شخصيات كبرى و أحزاب هي أذناب لجهات خارجية جعله يتقدم بثقة لتنفيذ وتبني هذه الضربة التي ستفضحها الأيام القادمة.