حضارم اليوم / متابعات
حشود من الشعب التونسي ملأت شوارع العاصمة، الأربعاء؛ احتجاجاً على الأداء السياسي والاجتماعي والاقتصادي الضعيف لحكومة يوسف الشاهد وحليفه حزب النهضة الإخواني.
ودفعت حادثة موت 12 عاملاً في القطاع الزراعة هذا التحرك الشعبي إلى ذروته، الذي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للعمال؛ حيث رفعت الجماهير شعار “العصيان العصيان.. لا الشاهد ولا الإخوان”.
وقال نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل “أكبر منظمة نقابية” في تصريحات لـ”العين الإخبارية” إن “هذه الحكومة هي حكومة الاستسلام للدوائر الدولية المالية وهي حكومة التواطؤ مع المافيات النافذة”.
وأوضح أن “التحالف الحاكم في تونس أصبح عاجزاً على التسيير الجيد للبلاد كما أنه لا بد من الشعب التونسي التحرك لاستعادة سيادته بنفسه”.
وأكد أن هذه الحكومة تعمل على تكميم الأفواه بغلق القنوات المعارضة لها، في إشارة إلى غلق قناة “نسمة” الخاصة منذ أسبوع، علاوة على محاكمة المدونين وبسط النفوذ على وسائل الإعلام.
وقد اعتقلت حكومة التحالف عدداً من المدونين خلال فترة حكمها أبرزهم الناشطة السياسية فضيلة بلحاج في 11 فبراير/شباط 2019، والناشط رمزي العطوي في مارس/آذار 2019.
وبيّن أن هذه الحكومة منذ توليها للحكم في شهر أغسطس/آب 2016، عرف استشرى الفساد معها في كل مؤسسات الدولة، مذكراً بحادثة وفاة الرضع في المستشفى العمومي في بداية مارس/آذار الماضي، بسبب الإهمال والخسائر المنجرة من الصفقات العمومية المشبوهة التي فاقت 2000 مليار دينار سنوياً، ما يعادل “800 مليار دولار”.
كما ذكّر بسياسة التجويع التي تنتهجها الحكومة الحالية، من خلال الغلاء في الأسعار وتعويم الدينار.
وأشار إلى أن هذه الحشود التي ملأت الساحات بتونس بمناسبة اليوم العالمي للعمال، رفعت كل الشعارات الداعية لإسقاط الحكومة.
وقد شاركت في هذه المسيرات عديد من التشكيلات السياسية البارزة في تونس مثل الجبهة الشعبية “يسار” وحركة الشعب” قومية” والحزب الاشتراكي “قومي” وجموع من حزب نداء تونس “حزب الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية”.
وفي الوقت الذي ينتفض فيه هؤلاء التونسيون، احتفل رئيس الحكومة يوسف الشاهد بتكوين حزبه الجديد “تحيا تونس”.
وانتقد الشاهد خلال كلمته في احتفالية تأسيس حزبه الجديد هذه التحركات ووصفها بالفوضوية التي تهدف فقط إلى جمع الأصوات في الانتخابات المقبلة فقط.
حزب جديد لمشاريع قديمة
يرى منتقدو الحزب الجديد ليوسف الشاهد “تحيا تونس” أن “هذا المشروع السياسي هو أداة لاستخدام أجهزة الدولة الرسمية للصالح الحزبي الضيق”.
وقال عمار عمروسية، القيادي بحزب العمال والنائب بالبرلمان التونسي، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن “هذا الحزب هو حزب في شكل عصابة يعمل على تمرير اتفاق التبادل الشامل مع الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بالأليكا، وهي اتفاقية تسمح للمستثمر الأوروبي بشراء الأراضي التونسية”.
وأضاف أن هذه الحكومة تسهم في إعادة الاستعمار لتونس لتجويع أهلها وضرب قدرتهم الاستهلاكية، واصفاً هذا التحالف الحكومي بـ”المتحايل الذي يقتل القتيل ثم يسير في جنازته”، حسب قوله.
وأكد أن هذا التحالف أسهم في خراب البلاد، داعياً إلى ضرورة سحب الثقة من هذه الحكومة قبل 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
واعتبر في هذا الاتجاه القيادي بالحزب الاشتراكي التونسي محمد علي السليماني، في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن يوسف الشاهد قد خالف القوانين المنظمة للأحزاب في تونس” قانون سنة 2011″ مؤكداً أنه لم يكشف عن مصادر تمويل حزبه الجديد.
وأبرز أن شعار “العصيان العصيان” الذي رفعه اليوم المحتجون في شارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة التونسية، هو وليد لشعور بالغبن تجاه الأزمات التونسية.