المكلا ( حضارم اليوم ) العرب
أطلقت الخطوط الجوية اليمنية الاثنين أولى رحلاتها التجارية منذ سنوات انطلاقا من العاصمة صنعاء، مما زاد الآمال في أن تكون الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة نقطة انطلاق نحو سلام دائم يمكن أن يحسن حياة اليمنيين اليائسين.
وخضع العشرات من اليمنيين، من بينهم مرضى انتظروا لسنوات لتلقي العلاج في الخارج، لفحوص أمنية في صالة المطار المهجورة منذ العام 2015، وقد بدا عليهم الحماس والفرح مع تمكنهم من السفر. وقال إسماعيل الوزان قبل أن يصعد على متن الرحلة برفقة والده على كرسي متحرك “منتظرينها ثلاث سنوات… لم نتمكن من السفر وحالة الوالد الصحية لا تسمح له بالسفر برا إلى عدن. الحمد لله جاء الفرج من الله“.
وأكد علي أحمد عبدالله وهو رجل أعمال يمني من صنعاء “أنه شعور طيب نحمد الله لقد كانت سنوات صعبة والآن إن شاء الله ستكون سنوات قادمة من الرخاء”. ومع هبوط أول رحلة طيران تابعة للخطوط اليمنية دون ركاب في صنعاء قادمة من عدن، حيث تعمل الشركة بشكل طبيعي نسبيا، رشت مدافع المياه على المدرج احتفالا بهذا الإنجاز. ولاحقا اتجهت الرحلة محملة بالركاب إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وأدى الصراع الدائر منذ نحو ثماني سنوات بين الحكومة المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران، إلى مقتل الآلاف، وإلى أسوأ أزمة إنسانية، كما عرّض أمن الشرق الأوسط للخطر. وتدخل التحالف، الذي يسيطر على أجواء ومياه اليمن، في الحرب الأهلية اليمنية عام 2015 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها دوليا في العام السابق.
ودخلت هدنة لمدة شهرين حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي وصمدت إلى حدّ كبير، لكن استئناف رحلات معينة متفق عليها بموجب الاتفاق لم يتم، إذ أصرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في البداية على أن يحمل كل الركاب من صنعاء جوازات سفر صادرة منها.
لكن بعد تحركات من المجتمع الدولي، وافقت الحكومة الأسبوع الماضي على السماح لحاملي جوازات السفر الصادرة من الحوثيين بالسفر إلى الخارج.
ويرى مراقبون أن الحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها استجابا حتى الآن لمعظم بنود الهدنة، الأمر الذي يفرض على الطرف المقابل إبداء حسن النية وتطبيق ما عليه من التزامات ومن بينها فتح طرق المدن المحاصرة.
وتسعى الأمم المتحدة إلى تمديد الهدنة على مستوى البلاد، وهي الأولى منذ العام 2016، لتمهيد الطريق لإجراء مفاوضات سياسية شاملة لإنهاء الحرب.
وشمل اتفاق الهدنة وقف العمليات العسكرية الهجومية والسماح بدخول واردات الوقود لموانئ خاضعة لسيطرة الحوثيين وانطلاق بعض الرحلات الجوية من صنعاء.
ورحبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة بإعادة فتح مطار صنعاء. وأعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن أمله في أن “توفر هذه الخطوة بعض الراحة لليمنيين الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي في الخارج، أو الذين يسعون إلى فرص التعليم والعمل، أو لم الشمل مع أحبائهم”.
اتفاق الهدنة يشمل وقف العمليات العسكرية الهجومية والسماح بدخول واردات الوقود لموانئ خاضعة لسيطرة الحوثيين وانطلاق بعض الرحلات الجوية من صنعاء
وأفاد غروندبرغ في بيان “هذا وقت التضافر وبذل المزيد من الجهد للبدء بإصلاح ما كسرته الحرب، وتنفيذ جميع التزامات الهدنة لبناء الثقة والتحرك نحو استئناف عملية سياسية لإنهاء النزاع بشكل مستدام”.
وأشار إلى “بذل جهود مكثفة لدعم الأطراف في الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدوا بها عند اتفاقهم على الهدنة”.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “اليمن اليوم يشهد أهدأ فترة منذ بدء الحرب، وهذه الرحلات الجوية تعد خطوة مهمة في زيادة تحسين حياة اليمنيين وفرصهم”. واعتبرت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في اليمن إيرين هاتشينسون في بيان “إقلاع أول طائرة تجارية من مطار صنعاء منذ نحو ست سنوات خطوة كبرى باتجاه تحقيق سلام دائم في اليمن“.
ومن المقرر أن تنطلق الرحلة التالية من صنعاء الأربعاء المقبل.
ومطار صنعاء مغلق أمام الرحلات المدنية من قبل التحالف العربي منذ 2016، بعد اتهام الحوثيين باستخدامه لأغراض عسكرية، الأمر الذي تنفيه الجماعة.