حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
شبوة ( حضارم اليوم ) مريم بارحمة
ما يجري في محافظة شبوة صار همّا جنوبيا وليس شبوانيا فشبوة قلب الجنوب النابض وخاصرته وما يجري فيها ستصل آثاره على الجنوب وبالذات مشروع استقلال الجنوب. فشبوة تعاني حرب متعددة الاذرع حرب نفط وحرب تمكين إخواني يمني وتخادم إخواني حوثي وتحفّز حوثي لاجتياحها وصولًا لاجتياح الجنوب.
كل هذا في ظل تجريف إخواني لأي قوة في شبوة لمواجهة الحوثي بل واصرار على أن حربهم ضد القوى الشبوانية هو الأهم من مواجهة مليشيات الحوثي.
ويؤكد مراقبون ومحللون سياسيون أن الهدف الرئيسي لمليشيات الحوثي من إعادة السيطرة على شبوة, استخدامها كقاعدة لوجستية في حربها على محافظات الجنوب.
ويرى المواطن الشبواني أن الإخوان يكررون نفس ما كرروه, حين وصل الحوثي عقبة القندع وظل اكثر من شهر يحشد وأسقِطت بيحان في بضع يوم وهم مشغولون بقمع قبيلة بلحارث في بيحان, وحاليًا يحشد في بيحان وهم مشغولون بدفع قواتهم إلى شقرة بمحافظة أبين, ويمنعون قوات العمالقة أن تتجه إلى شبوة لصد مليشيات الحوثي.
ولتسليط الأضواء على ما يدور فيها منذ إسقاط بيحان, التقينا بنخبة من شخصيات شبوة؛ لمعرفة ما هي الترتيبات الدفاعية عن شبوة أو الهجومية لطرد الحوثي من بيحان؟
وكيف يمكن للمراقب أن يفسر إجراءات سلطة شبوة بترك الجبهة مع الحوثي فارغة والاتجاه بمليشياتها باتجاه أبين ؟ وكيف ذابت الويتهم في اجتياح بيحان وعادت لها الحياة بالاتجاه إلى أبين ؟
وما أثر ما يحدث بشبوة من تخاذل الإخوان وتسليم الجبهات في الجنوب والمنطقة؟
وما الطريقة الأمثل والعوامل اللازمة لتحرير مديريات بيحان ودحر مليشيات الحوثي ؟
- عدو الإخوان الجنوب
البداية مع الكاتب والمحلل السياسي عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ صالح علي الدويل باراس يقول:” ليس مهما ما يجري في بيحان فبيحان اسقطها الحوثي بعملية عسكرية هي استلام وتسليم لم يعد بالإمكان حجب ما تم اذ يؤكده ما جرى بعد ذلك من اقتحام لمعسكر النخبة الشبوانية في “العلم” وهو أشبه بالحامية لحماية خط الانبوب ثم التجهيزات لغزو السوط- منطقة بشبوة على حدود حضرموت- والآن تجهيزات باتجاه أبين. كل ذلك يكشف أن عدو الإخوان ليس الحوثي بل الجنوب”.
ويضيف : من اتصالاتنا بإخواننا في بيحان يؤكدون أن الحوثي يحشد حشودا كبيرة باتجاه عتق في منطقة السليم في بيحان؛ لكن لا توجد أية حشود لصده بل أن حشود الإخوان تتجه إلى أبين أو يعدون عدتهم إلى منطقة السوط بينما لا يوجد في السوط أي تهديد لهم, فقط يصنعون أعداء لهم لكي يبرروا فشلهم في الدفاع عن شبوة.
مؤكدًا بأنه لا يوجد أي تفسير إلا أن هناك تخادم حوثي إخواني فلا يمكن لعاقل أن يقبل أن تترك جبهة العدو فارغة من أي دفاعات تصده وتتجه بقواتك إلى أبين أو السوط, إلا في حالة واحدة أن هناك اتفاق بين الإخوان والحوثي أن لا يهاجمهم أو أن هناك اتفاق بان يتركوا الجبهة فارغة له ويفرضون على التحالف والجنوب إما نحن في شبوة أو الحوثي يحتلها.
وحول كيف ذابت الويتهم في اجتياح بيحان وعادت لها الحياة بالاتجاه إلى أبين ؟ يقول الدويل: “أن هذا السؤال الذي يفضح الإخوان ولن يجدوا إجابة عليه إلا التبرير.
ويؤكد أنهم مثل الحوثي يهمهم اخضاع الجنوب لصنعاء.فتلك الألوية التي سلمت بيحان في بضع يوم تتحرك إلى أبين بشكل جماعات متفرقة على أساس أنها لا تنتمي لتلك الالوية, وهذا يؤكد انهم يريدون أن يتجهوا بثقلهم العسكري إلى أبين.
ويرى الدويل أنه من خلال إعادة تموضع قواتهم وتفريغ الجبهة مع الحوثي من أي دفاعات جدية فإن ذلك يؤكد أنهم يريدون تسليم شبوة وستكون قواتهم الممتدة إلى أبين هي قوة لكسر أي مقاومة تمهيدا, ثم ستذوب ألويتهم لدخول الحوثي إلى أبين ثم عدن.
- ماذا يحدث في شبوة؟
ويؤكد الناشط الحقوقي الأستاذ أبوبكر سالم بافقيرأن ما يجري في شبوة من أحداث وارهاصات خطير جدًا ليس منذ تسليم بيحان بل منذ سيطرة سلطات شبوة الحزبية على المحافظة في أغسطس 2019م.
تمثلت في استهداف النسيج الاجتماعي في شبوة من خلال الانتهاكات والقمع والاعتقالات والمداهمات والقتل خارج إطار القانون كل ذلك كان يستهدف إرادة المواطن في شبوة واذعانه على اتباع اجندات حزبية مسيطرة على سلطات شبوة.
ويضيف: ” لم نسمع عن أي ترتيبات دفاعية ولا هجومية لطرد الحوثي من بيحان, بل بالعكس في الوقت الذي تتمدد فيه قوات الحوثي في بيحان يتفاجأ المواطنون في شبوة بمحاصرة معسكر العلم, الذي تتواجد فيه قوات رمزية تابعه للنخبة الشبوانية مطالبين الجنود بتسليم السلاح وخروجهم من المعسكر .
اذا كانت سلطة شبوة تترك ظهرها مكشوف للحوثي وتتجه بقواتها وعتادها لمحاصرة معسكر يتواجد فيه ابناء شبوة ماذا يعني ذلك؟؟ هل يعني أن لديهم ترتيبات دفاعية؟؟ حتى الدعوات التي اطلقها قيادات جنوبية من أبناء المحافظة للوقوف صفا واحدا مع سلطات شبوة للدفاع عن شبوة لم تلق أي اجابة منهم, بل أن افعالهم ترفضها”.
ويردف: “ألويتهم ذابت في كثير من الجبهات ليس في بيحان فقط هؤلاء يتبادلون الادوار لتحقيق أهدافهم الاستراتيجة واجتياح الجنوب والسيطرة عليه. ونرى كيف يتم تسليم معسكرات ومناطق عسكرية بعتادها للحوثيين, ثم تتوجه قواتهم الأخرى للقتال واجتياح العاصمة عدن تخادم واضح وجلي فهم وجهان لعملة واحدة”.
وأشار إلى أن ما يحدث في شبوة له أثر كبير على الجنوب خاصة؛ لأن شبوة تعتبر خاصرة الجنوب؛ لما لها من موقع استراتيجي وتركيبة سكانية لها اثرها الكبير على مختلف المستويات, إضافة إلى أهمية الثروات النفطية والغازية والمعدنية الذي تتميز بها شبوة؛ لذلك نجد مدى تمسكهم بالسيطرة على شبوة أو تسليمها لقوة يتفقون معها في الأهداف والغايات .
ويضيف: “من المعلوم أن شبوة تطل على بحر العرب ولها حدود صحراوية مفتوحة من الجهة الشمالية مع المملكة العربية السعودية لذلك من يسيطر على شبوة سوف يؤثر على الأمن القومي في المنطقة بشكل عام؛ لذلك فإن تخاذل الإخوان وتسليمهم الجبهات سوف يكون له تاثير مباشر وقوي على الجنوب والمنطقة برمتها”.
مشيرًا إلى أن تحرير مديريات بيحان لن يكون إلا باصطفاف أبناء شبوة جميعًا, ودعم المقاومة الجنوبية والنخبة الشبوانية بكل الدعم المادي واللوجستي؛ فتخادم الإخوان والحوثي لن يكسر عزيمة أبطال شبوة الأحرار. ولابد ان تتوفر عوامل على الأرض تمكن المقاومة الجنوبية والنخبة الشبوانية وأبناء شبوة جميعًا من القيام بمهامهم والذود عن أرضهم.
-خراب ودمار واحتلال
ويؤكد الأستاذ عبدالله علي لحقد عضو هيئة رئاسة التحالف الموحد لأبناء شبوة
أن شبوة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.
فالانسحاب وتسليم مديريات بيحان للحوثي ترك جرح غائر في الجسد الشبواني, وزاده إيلاماً موقف سلطة الإصلاح في المحافظة التي تنصلت عن مسؤوليتها الوطنية, ولم تحرك ساكناً لتحرير مديريات بيحان. بل ذهبت إلى ما هو أفضع من ذلك وهو سحب القوات التي يفترض أن تتوجه لبيحان واتجهت بها صوب معسكر العلم التابع للنخبة الشبوانية ومستعينة بمجاميع من المليشيات الاصلاحية من مأرب والجوف وبمشاركة عناصر إرهابية, ثم تعيد انتشار تلك القوات لتتجه نحو شقرة وتعطي ظهرها للعدو الغاصب لبيحان.
ويضيف :” حرف مسار المعركة أوجد حالة من الاستياء بل والغضب لدى المواطن الشبواني إلى جانب ما يعانيه من تفاقم الازمات في المواد التموينية وهبوط سعر العملة المحلية وارتفاع الأسعار.
وكان أبلغ تعبير شعبي تلك الوقفات الشعبية السلمية في عدد كبير من مديريات شبوة والتي لا تزال مستمرة, ترفع مطالبها بوقفات مسؤولة وجادة تجاه ما يجري على أرض شبوة “.
وأشار إلى أن شبوة تنتظر الخيرين من ابنائها على مختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية ليقفوا يدا بيد وقفة رجل واحد وتغليب مصلحة المحافظة على كل المصالح الضيقة وخلق وحدة صلبة تبدأ برفض استمرارية التسلط الإصلاحي الذي اثبت فشله وسوء إدارته. والاتجاه مع كل القوى الوطنية ورجال المقاومة الصادقة والقوات الجنوبية والنخبة الشبوانية لتحرير مديريات بيحان.
- سلطة اخوان شبوة والحوثي في مسار واحد
ويقول مدير حقوق الانسان في انتقالي شبوة الأستاذ حسن ناصر بلقار:”صدمنا بسقوط بيحان المفاجئ والغير متوقع؛ كوننا قدمنا فاتورة باهضة في تحرير مديريات بيحان والصدمة الأكبر كانت في طريقة إسقاطها والغموض الذي لم يتم تفسيره إلى يومنا هذا؛ مما جعل المواطن في شبوة يقف خائف أمام مشهد مماثل لسقوط مديريات شبوة الأخرى, وفقد الثقة في سلطة شبوة والقوات التي تسمي نفسها الجيش الوطني !!”
ويضيف : ” ذاب محور كامل في ساعتين ونستغرب أن تعود الحياة في ألوية الشرعية باتجاه أبين , ورأينا في غزوة العلم أسلحة نوعية لم نراها في يوم اجتياح الحوثي لبيحان !! “.
مؤكدًا أن سلطة شبوة والحوثي في مسار واحد والدليل أن السلطة تدفع بقوات إلى شقرة وايضا تدفع لهم صرفيات من حصة المحافظة وضرائب عتق.
ويضيف: ” بيحان لن تتحرر إلا بدفع قوات المقاومة الجنوبية والنخبة الشبوانية, وباختصار شديد لن يحرر بيحان إلا أبناء شبوة أما جيش الشرعية الذي قيادتهم زيديه فأعتقد انها لن يكون لديهم الجدية في دحر الزيدي الآخر (الحوثي) عن شبوة”.
-سخط شعبي وحراك قبلي
واضاف الأستاذ عبدالله ناصر المركدة مدير الإدارة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة شبوة: “سخط شعبي متزايد يجتاح الشارع الشبواني بسبب أداء جماعة الإخوان المتخاذل في شبوة وهذا السخط يعبر عنه المواطنون من خلال اعتصامات سلمية وحراك قبلي واسع, رفضا لما حدث جراء سياسة التخاذل والتخادم وحتى داخل بنية ما يسمى جيش الشرعية كثير منهم أعربوا عن رفضهم لتسليم بيحان, فاليوم الدعوات ومختلف الجهود تؤكد على ضرورة تحرير بيحان وتطهيرها من مليشيات الحوثي”.
ويردف :”ينبغي الاعتراف أنه حتى اللحظة جماعة الإخوان هي المسيطرة على القرار العسكري في المحافظة, ورغم ذلك فهناك مقاومة جنوبية وجدت على الأرض وقوات بكامل جاهزيتها بناء على توجيهات خطاب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي دعا فيه للتعبئة العامة وبانتظار إعطاؤها الضوء الأخضر, وهي قادرة على تحرير وتطهير بيحان بدعم واسناد إخواننا في التحالف العربي.
ويرى المركدة أن تخاذل الإخوان وتسليم الجبهات للحوثي له تداعيات خطيرة فهو ينذر بسقوط شبوة ومن بعدها صحراء ووادي حضرموت؛ ما يعني سيطرة الحوثي على منابع النفط والغاز وساحل يمتد مئات الكيلومترات فذلك سيمكن الآلة الحربية الحوثية التزود بموارد جديدة تسمح لها بحرب طويلة الأمد تهدد الجنوب والإقليم والأمن القومي العربي وهو ما يخدم إيران وأطماعها بكل تأكيد.
موضحًا ان اتفاق الرياض جاء لتوحيد الجهود ضد الخطر الحوثي من خلال وضع حد للصراعات الجانبية ونقل القوات إلى الجبهات وينبغي على رعاة الاتفاق ممارسة الضغط باتجاه تنفيذه على وجه السرعة, وبالذات ما يخص محافظة شبوة.
- تقسيم شبوة وأبين
ويرى الشيخ لحمر بن لسود العولقي وهو شيخ قبلي وسياسي جنوبي “أن الاحتلال الحوثي الإخواني بات يخدم بعضه البعض بمحاولة تقسيم شبوة، وحان الوقت أن يرحل مهزوما من كل شبر في أرض الجنوب وليس شبوة وحدها، وما يحدث في شبوة يحدث في كل الجنوب، انها انتفاضة أهل الأرض في مواجهة المحتلين..موضحًا أن الجنوب كله يستعد لمواجهة الاحتلال الحوثي الإخواني ودحره من كل شبر من أرض الجنوب الحر. وهناك تخادم بين قوى الاحتلال الحوثية والإخوانية من خلال محاولة تقسيم محافظتي شبوة وأبين، على اعتبار أن المحافظتين المتجاورتين من أهم المحافظات في الترابط القبلي, فالاحتلال يريد عزل قبائل شبوة عن بعضها البعض، وما يحصل في أبين هو ذات المخطط، بعد أن نجحت القبائل في شل حركة الاحتلال الإخواني بعمليات نوعية منذ أغسطس2019م. مؤكدًا أن شبوة محتله وتعرضت لاحتلال عسكري.
وتساءل منذ متى قاتل الإخوان جماعة الحوثي؟ فالتخادم بين هذه الأطراف موجود منذ حروب صعدة الستة، وهل ترون أن قبائل شبوة اليوم تنتظر من الإخوان أن يذهبوا لقتال حلفائهم؟ مؤكدًا أن معركة تحرير شبوة هي الطريقة المثلى لدحر مليشيات الحوثي في كل الأحوال.
