المكلا ( حضارم اليوم ) بقلم: نصر هرهره
يمر الجنوب العربي اليوم في مرحلة مفصلية هامة هي مرحلة إستعادة سيادته على أرضه وممارسة قراره السيادي وإستعادة هويته الوطنية التي جرت محاولة طمسها وإستعادة دولته التي جرى تدميرها وإستعادة مكانته الدولية على طريق بناء دولة النظام والقانون الفيدرالية كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 90 م وبشكل عام يمكن ان توصف هذه المرحلة بمرحلة استكمال التحرر الوطني
وشعب الجنوب العربي يخوض النضال التحرري في ظروف صعبة جدا شلت الحياة الاقتصادية والخدمية والامنية والسياسية وغيرها التي تؤثر على حياته المعيشية الراهنة وعلى تطلعاته المستقبلية ويواجه تحديات كثيرة اهمها محاولة مقايضته في حريته واستقلاله بمعيشته وخدماته في حرب غدرة عسكرية وامنية واقتصادية وخدمية بقية وضعه امام خيارين هي البقاء على قيد الحياة او المضي لتحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال لكن شعب الجنوب لم ولن يقبل هذه المقايضة الظالمة ويتمسك بخيار واحد هو تحقيق حريته واستقلاه وتوفير متطلبات حياة كريمة وهذا حق إنساني تكفله له الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الوضعية ولن يقبل بتلك المقايضة الغذرة
لقد كان الانجاز الأكبر الذي تحقق من وسط هذه المعاناة المؤلمة هو إعادة تشكل الوعي الوطني الجنوبي في هويته الوطنية المستقلة التي جرت محاولات طمسها باعتباره شعب مستقل لم يكن يوما جزء من شعب اخر وادراكه وتمسكه بقضيتة الوطنية وحلها حل عادل بما يرتضيه
وكان الانجاز الأكبر هو تمسكه ودفاعه على النصر الجنوبي الذي تحقق بفعل التضحيات الجسام التي قدمها في الدفاع عن ارضه وعرضه وطرد الغزاة المحتلين هذا النصر التي جرت ولازالت تجري محاولات اختطافه وقد كان لقيام المجلس الإنتقالي الجنوبي الدور الابرز في الإمساك بالنصر الجنوبي وتعظيمه وتطويره وفي حمل قضية شعب الجنوب داخلياً وخارجياً وايجاد قيادة سياسية جنوبية تعمل على تحقيق تطلعات شعب الجنوب السياسية والعمل على إدارة الجنوب لتوفير حياة معيشية وخدمية كريمة
ان قيام المجلس الإنتقالي الجنوبي يعتبر إنتصار مهم في إيجاد قيادة سياسية للجنوب رغم كل ما رافق ذلك من سلبيات يتم تصحيحها باستمرار وقد دعاء الى الحوار جنوبي مع كل أبناء الجنوب ومكوناتهم السياسية والإجتماعية وسيتم تطوير تلك القيادة السياسية لما يعزز اللحمة الجنوبية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات الشعب وقد تمكنت تلك القيادة السياسية من حمل قضية شعب الجنوب في الداخل والى المجتمع الإقليمي والدولي وتوفير عوامل القوة لتحقيق تطلعات الشعب ، اما على صعيد إدارة الجنوب فقد جرت عدة محاولات أكان من خلال الإدارة الذاتية او من خلال حكومة المناصفه وقبل ذلك من خلال العمل في إطار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لهذا لابد من البحث عن اليات أخرى لا تقودنا الى صدام مع الاطراف الفاعلة أو ينظر للجنوبيين كمتمردين اليات يتم من خلالها حشد كل الموارد وتوجيه استخدامها توجيه سليم يمكن ان تتحقق من خلالها تلك الإدارة للجنوب لما يضمن تحسبن المستوى المعيشي والخدمي لشعب لأن المعاناة في الخدمات والحياة المعيشية في حالة تصاعد مستمر والعبث يجري في الأراضي والمتنفسات والفساد قد وصل الى كل مفاصل الهياكل المؤسسية القائمة والتعليم والصحة تتدهور والموارد لا يتم تحصيلها ولا استخدامها بشكل فعال ولخدمة الناس لهذا فإن على الإنتقالي تقع مسؤلية كبيرة إتجاه إدارة الجنوب والدفاع عنه بمشاركة كل القوى والشخصيات الجنوبية الحية والفاعلة ولا يجوز الصمت إتجاه هذه الأوضاع تحت أي مبرر كان صحيح الظروف صعبة فالبلاد تحت البند السابع وهناك قرارات دولية ورابعية تهتم باليمن وتخالف عربي ومبادرة خليجية ومخرجات مؤتمر حوار صنعاء وحرب مشتعله وووو لكن الإبداع يتجلى في العمل في مثل هذه الظروف وتحويلها من نقاط ضعف وتهديدات الى نقاط قوة وفرص
وأخيراً فإن في الجنوب كوادر إقتصادية مؤهله تأهيل عالي ولديها خبرات في التخطيط والمالية والإدارة ينبغي التنقيب عليها والإستفادة من قدراتها فالافضل هم من لم يستفاد منهم حتى اليوم بسبب مزاحة الغوغاء لهم والمحسوبية وعدم حصر وتصنيف الكوادر .