المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات
تعمد الشرعية اليمنية المختطفة، من قبل حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى مسار التصعيد، ضد الجنوب، وتأزيم الوضع سياسياً وأمنياً واقتصادياً في المناطق المحررة، بينما تعمل بأكثر من طريقة على تمكين مليشيا الحوثي في الشمال.
ويرى حلف الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي والإخوان، أن استقرار الجنوب سيوقف عبث هذا التحالف ونهبه للموارد والثروات، بما فيها عائدات النفط، وبالتالي يلجأ إلى دعم الفوضى والإرهاب، في المحافظات الجنوبية، بالتوازي مع تسخير موارد الدولة لمعارك عبثية لا نهاية لها ضد خصوم الحوثيين.
وكان يؤمَّل أن يفضي اتفاق الرياض إلى إصلاح منظومة الشرعية، وتصويب الجهد العسكري والسياسي باتجاه مليشيا الحوثي، في شمال اليمن، إلا أن هادي والإخوان عملوا بكل مكر وخبث لإفشال تطبيقه على الأرض.
وفي غضون نجاحها في تقويض مهمة التحالف العربي في اليمن، ومضمون اتفاق الرياض، اتجهت قيادات الإخوان من هرم الشرعية، لإذكاء صراع جنوبي جنوبي، وتفريخ كيانات كرتونية تابعة، لمهمة إحياء صراعات قديمة في الجنوب انتهت إفرازاتها بالتصالح والتسامح قبل عدة سنوات.
ويراهن الإخوان على هذه المكونات لإفشال الحوار الجنوبي الجنوبي، الذي دعا له رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، بهدف تعزيز وحدة البيت الجنوبي، لمواجهة المرحلة القادمة، وهو ما أكده الناطق الرسمي للمجلس علي الكثيري الذي قال إن الحوار الجنوبي ينطلق على قاعدة الجنوب لكل أبنائه إيماناً من المجلس بشراكة كل أبنائه في صياغة مستقبل وطنهم وتحديد معالم دولتهم المنشودة.
وأضاف الكثيري، على حسابه في تويتر: تلك هي الحقيقة التي يؤمن بها المجلس وتستوجب من الجميع التفاعل الايجابي معها استعداداً للاستحقاقات القادمة.
وسارع هادي والإخوان إلى الإيعاز لشخصيات جنوبية برفض الحوار، من بينها محمد علي أحمد، الذي لعب دورا كبيرا في إشعال صراع يناير الدامي 1986، وتبعه وزير الداخلية المقال أحمد الميسري، الذي تسبب بالمواجهات المسلحة في عدن في أغسطس 2019م.
وكان القيادي بالمجلس الانتقالي منصور صالح قد كشف عن أموال طائلة تدفعها الشرعية في القاهرة والرياض لإفشال الحدث الجنوبي، وأكد أن الأموال كفيلة بمعالجة انهيار العملة والقضاء على مشروع الحوثي.
كما كشف المتحدث باسم القوات الجنوبية محمد النقيب، عن تحركات لقوى الإخوان تزامنا مع انطلاق الحوار الجنوبي.
وقال النقيب على حسابه في “تويتر”، إن قوى الإرهاب تحرك ادواتها لتلغيم المشهد وتفخيخه امنيا وسياسيا، بالتزامن مع انطلاق المرحلة الاولى من الحوار الوطني الجنوبي، مضيفا انها “محاولة بائسة لن تزيد لحمة شعب الجنوب الا صلابة”.
وفي ذات السياق انتقد مدير دائرة التوجيه المعنوي في الجيش العميد الركن علي منصور الوليدي، رفض القيادات للحوار الجنوبي مع الانتقالي.
وقال العميد الوليدي على “فيسبوك”، إن المجلس الانتقالي مد اياديه لمحاورتهم من ساحات المعاناة، ومدوا ارجلهم في فنادقهم يتشرطون!
وأكد الأكاديمي الجنوبي محمد العولقي، أن المجلس الانتقالي تحمل تعنت وتهرب ومماطلة وتسويف شرعية الإخونج في حوار الرياض واتفاق الرياض حوالي سنتين، وما يزال يتحمل وسيتحمل تعنت وممانعة بعض الأطراف الجنوبية من الدعوة للحوار الجنوبي مثلما تحمل شرعية الاخونج وأكثر.