سيئون (حضارم اليوم )خاص
أصدرت قوى التحرير والاستقلال ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والتربويين والمكونات الشبابية والنسوية في حضرموت بيانا بشأن أحداث الوادي .
وجاء فيه :
بمنتهى الواقعية السياسية نواكب الأحداث ونتعام معها وفق معطيات المرحلة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة عامة، وتداعيات المسألة اليمنية، وتأثيراتها على قضيتنا الوطنية التحررية الجنوبية. وفي هذا السياق فإن موقفنا من محاولات عقد جلسات مجلس النواب اليمني في أي مدينة جنوبية موقف ثابت ينطلق من مسوغات قانونية ووطنية ونضالية لا تحتمل التزييف أو التذاكي السياسي أو البراغماتية.
إن مجلس النواب اليمني لم تعد له أي شرعية من أي نوع، فقد انتهت شرعيته وفق الدستور اليمني منذ أكثر من عشر سنوات، وليس للجنوب عامة وحضرموت خاصة في هذا المجلس من تمثيل حقيقي منذ تأسيسه غير منح الشرعية لمن لا شرعية له لتسويغ الاحتلال والنهب واستلاب القرار. والآن بعد كل ما حدث وبعد انقسام هذا المجلس المنتهي الشرعية على نفسه، ففريق يتبع الحوثي الانقلابي، وفريق يتبع هادي الشرعي، فإن الإصرار على انعقاده بهذه الكيفية إنما هو شكل من أشكال إعادة إنتاج شرعية من لا شرعية له، وإعادة هيئة شريكة في الخراب لإنتاج قرارات ليست لمواجهة الوضع الانقلابي في صنعاء، وإنما لتمرير أجندة (الشرعية اليمنية) التي تستهدف القضية الوطنية الجنوبية والإرادة الشعبية. وهنا لا مجال لأنصاف المواقف، ولا قبول بأنصاف الحلول. وعليه فإننا نؤكد أن مشاركة أي برلماني جنوبي منتهي الشرعية في انعقاد هذا المجلس في مدينة سيئون كما يخططون، أو أي مدينة جنوبية أخرى، إنما هو طعن للقضية الوطنية الجنوبية، لا يقبل المهادنة، ويضع أي مشارك في خانة أعداء استعادة الحرية الجنوبية، ونربأ بهم عن أن يكونوامجدداً أدوات لتمرير الأجندة المعادية.
لقد كشفت الأحداث أن تحرير صنعاء من الانقلابيين ليس هدفاً لبرلمانيي اليمن وسياسييهم وعسكرييهم، فذلك ليس هو القضية التي تشغلهم، لأن صنعاء في أيادٍ حوثية أمينة، ومن السهولة بمكان عقد صفقة بينهم في أي لحظة، ناهيك عما هو بينهم الآن تحت الطاولة، بما فيه استنزاف قوات التحالف الداعمة للشرعية نفسها! كما كشفت الأحداث أيضاً أن إعادة احتلال الجنوب هي القضية الجامعة لانقلابيي اليمن وبرلمانييه وسياسييه وعسكرييه جميعاً، وعليه فإن من الحماقة السياسية أن يمضي أي جنوبي مغمض العينين، وكأنه لا يرى الحقائق أمامه، فيشرعن لصنعاء من أي مدينة جنوبية ما تستقوي به على الجنوب، وهي في أحضان جماعة طائفية ذات حاضنة شعبية يمنية هناك.
إننا لن نتفرج على محاولات العبث بقضيتنا الوطنية وإرادتنا الشعبية، فنضالنا ليس من أجل استعادة شرعية يمنية هشة فرت مذعورة من جماعة طائفية وسلمت عاصمتها بلا مقاومة، وإنما هو من أجل استعادة وطننا الجنوبي السليب الذي استباحه شركاء الحرب عام 1994، ويحاولون اليوم استبقاءه سليباً، ليعود بمحاولات الشرعنة الجديدة مرة أخرى إلى باب اليمن، وهو ما بات مستحيلاً.
إن إرادتنا الشعبية تعبر عن نفسها في كل لحظة وهي واثقة من أن متغيرات الحرب الأخيرة على بقايا النظام السابق والحوثيين وقوى الإرهاب ليست لعبة في الهواء الطلق، ولكن كان دونها تضحيات وشهداء وعقدين من الزمان ساد خلالها النضال السلمي في مواجهة آلة القمع والاستبداد، فشعبنا لا مجال لديه للتنازل عن قضيته الوطنية وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني الجنوبي، وهي قضية غير قابلة للالتفاف عليها، بأي حال من الأحوال، من أي جهة كانت داخلية أو خارجية، على أننا مع أن تستعيد الشرعية شرعيتها حيث ينبغي له أن تكون هناك في صنعاء، وليس التسلل في جنح الظلام مخفورةً بحماية استثنائية إلى سيئون أو سواها، لإضفاء شرعية مزيفة على ما لا شرعية له، وليعلم القاصي والداني أننا لن نقبل أن تحول قضيتنا الوطنية التحررية الجنوبية إلى أزمة سياسية كما تم تحويل ثورة 2011 في صنعاء إلى أزمة سياسية بين فرقاء الأحزاب والقبائل هناك.
هذا هو موقفنا الذي لا محيد عنه، وننصح الشرعية اليمنية وأدواتها الجنوبية أن لا تمعن في استفزاز الجنوب، فمعركتهم الحقيقية في صنعاء إن كانت لهم شرعية. أما اتخاذ الجنوب وطناً بديلاً للشرعية فهو ما سيواجهه شعبنا بالرفض بشتى الوسائل المتاحة. كما ندعو كافة منظمات المجتمع المدني وقوى التحرير والاستقلال في عموم محافظات الجنوب للتفاعل والتعبير عن رفضهم لانعقاد البرلمان اليمني في سيئون.
المجد لشهداء الحرية والاستقلال والخزي والعار لمن يسهم في تزييف الإرادة الوطنية الجنوبية الحرة.
صادر عن قوى التحرير والاستقلال ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والتربويين والمكونات الشبابية والنسوية في حضرموت .