سقطرى (حضارم اليوم) العين الإخبارية
شرح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة سقطرى أوضاع الأرخبيل، ودور الإمارات في تنميته.
وعرّج رئيس المجلس في المحافظة، رأفت الثقلي، في حواره المستفيض، لـ”العين الإخبارية” على مشاركة الإمارات الفاعلة ضمن التحالف العربي في مكافحة تهريب السلاح لمليشيات الحوثي، منذ 2015.
وأوضح الثقلي أن جهود الإمارات في الأرخبيل اتخذت أبعادًا أكثر توثيقًا، من خلال تواجدها ضمن التحالف العربي، ودورها خلال السنوات الماضية في منع تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية، انطلاقًا من جزيرة سقطرى.
وتعد سقطرى الواقعة على بعد (240 ميلًا) جنوب شبه جزيرة العرب، على المحيط الهندي مركزا محوريا في مكافحة تهريب السلاح لمليشيات الحوثي والجماعات المتطرفة بحكم موقعها الجغرافي، قبالة سواحل القرن الأفريقي، بالقرب من خليج عدن على بحر العرب.
جديد داخل المقالة
دور إنساني بحت
وأشار رئيس المجلس في محافظة أرخبيل سقطرى، إلى أن الدور الإماراتي مؤخرا اقتصر على العمل الإنساني والتنموي، رغم مزاعم بعض المكونات التي سعت بعض الجهات إلى إنشائها لمجابهة التحالف العربي، وإثارة الفوضى.
وحول تلك المكونات “المشبوهة” قال الثقلي إنها تحاول الانتقال إلى سقطرى؛ لكننا كأبناء المحافظة، لن نسمح بهذه التكتلات والمكونات، لأنها تبحث عن الفوضى، وتناهض التحالف وتحاول إسقاط المشروع القومي العربي.
ومطمئنا أبناء اليمن، أكد الثقلي أن سقطرى مستقرة حاليًا، وستبقى آمنة ومسالمة ومطمئنة، بفضل الإخوة في التحالف، والإمارات وتواجدها الإنساني.
وبشأن أدوار الإمارات الإنسانية في المحافظة، قال عضو الجمعية العمومية في المجلس الانتقالي الجنوبي “إن دعم دولة الإمارات للجزيرة كان سخيًا ومنقطع النظير”.
وأضاف أن الدور الإماراتي في جزيرة سقطرى كان مشرفًا ولصالح أبناء الجزيرة، إنسانيًا وتنمويًا؛ وهو الجانب الذي ركزت عليه بشكل كبير.
علاقة ضاربة في القدم
وتعود التدخلات الإنسانية والتنموية الإماراتية إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إثر علاقة أبناء الجزيرة بالإمارات القوية والمتينة، والتي ليست وليدة اليوم، وفق القيادي اليمني.
وكشف القيادي بالمجلس الانتقالي في سقطرى عن جملة من أهم المشاريع الاقتصادية والدعم الإنساني والإغاثي التي قدمتها الإمارات لسقطرى في مختلف القطاعات الصحية والخدمية والتعليمية والتنموية.
كما شملت تلك المشاريع الكهرباء والمياه، والقطاع السمكي والصيد، والتربية والتعليم، وتحديث مطار وميناء سقطرى، وفق الثقلي.
ويضيف الثقلي قائلا: “تثبت تلك الأعمال والمشاريع الاقتصادية والتنموية حرص الإمارات على انتشال جزيرة سقطرى وأبنائها من وضعهم المتردي، وتطوير وتحسين مستوى العيش في الأرخبيل”.
نقلة صحية وتعليمية
الثقلي يشير إلى أن أبرز المشاريع الخدمية في المجال الصحي كان إنشاء مستشفى خليفة في العاصمة حديبو، الذي تكفل بكل ما يحتاجه السقطريون من خدمات التطبيبب، بدعم من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية.
وفي مستسشفى خليفة استُحدث الكثير من الأقسام التخصصية، كان آخرها قسم الأشعة المقطعية، وهو قسم كان يحلم به أبناء سقطرى، وغيابه كان يكلفهم عناء السفر إلى عدن أو حضرموت.
ويؤكد الثقلي أن المستشفى يعمل بكامل طاقته، ويتوفر على كل الاحتياجات المطلوبة، وإذا كان هناك حالة طارئة ومرض غير مشخص، فإن الإخوة الإماراتيين وفروا طيرانًا خاصًا لنقل المرضى، برعاية مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية.
ويتم نقل المرضى من ذوي الحالات الصعبة إلى الإمارات، للعلاج في أرقى المستشفيات بدولة الامارات “وعاد المئات منهم بصحة وعافية والحمدلله”، يقول رئيس الانتقالي في سقطرى.
ولفت عضو الجمعية العمومية في المجلس الانتقالي، إلى أن الإمارات، أحدثت نقلة نوعية في الجانب التعليمي بالجزيرة، حيث تكفلت الإمارات بتوفير أكثر من 400 معلم ومعلمة على مستوى المحافظة من أبناء جزيرة سقطرى، كما تعاقدت مع معلمين من خارج سقطرى في تخصصات علمية مختلفة.
وأنشأت الإمارات -يقول الثقلي- مدرسة متخصصة للطلاب المتفوقين على مستوى المحافظة، منذ ثلاث سنوات، وهناك إقبال كبير على هذه المدرسة.
مشروع طموح وابتعاث دائم
وكشف الثقلي، عن مشروع طموح لإنشاء جامعة متطورة باسم “جامعة سقطرى للعلوم والتكنولوجيا” بدعم إماراتي، ستعمل على تدريس تخصصات تحتاجها المحافظة حالياً، مشيرًا إلى أن هذا الدعم السخي في التعليم توج بابتعاث عدد من أبناء الجزيرة للدراسة في مصر والإمارت ودول أخرى، بلغ عددهم قرابة أكثر من 80 طالب وطالبة، يتلقون منحا دراسية بدعم الإمارات ومؤسسة خليفة.
ونوه المسؤول المحلي إلى أن من أهم المشاريع التي أقامتها الإمارات في سقطرى وحققت تغيرًا جذريًا في المحافظة، مشاريع الصروح الكهربائية، قائلا: “فلأول مرة يتم إنشاء تمديدات أرضية للكهرباء في سقطرى بعد أن كانت التمديدات هوائية، تنهار كل عام في فصل الخريف؛ نتيجة العواصف والرياح”.
وتابع يقول “ولكن الآن وبدعم من مؤسسة خليفة تم تطوير سعة المولدات الكهربائية التي وصلت إلى 15 ميجا وات، والعمل جار ومستمر في تطويرها”.
ينضاف هذا الإنجاز إلى إنشاء محطة كهربائية في الساحل الغربي للجزيرة، والذي كان حلماً لأبناء سقطرى، وتم دعم هذه المناطق بامتداد لأكثر من 12 كيلومترًا بطاقة توليدية بلغت 5 ميجا وات.
وضمن جهود دعم الإمارات للكهرباء يكشف الثقلي أن منطقة موري، وهي منطقة المطار الرئيسي والقرى المجاورة تلقت دعماً إماراتياً بخمسة ميجاوات، والكهرباء تعمل إلى الآن بأعلى طاقتها وقدراتها العليا.
مطار دولي وعمليات الإنقاذ
الثقلي يؤكد أن الإمارات قامت بتطوير المطار الذي كان محليًا، وأصبح اليوم دوليًا، وما يزال التطوير والعمل جار فيه، بفضل رحلات طيران العربية.
وفي المجال البحري نجحت الإمارات في تحديث ميناء سقطرى الذي كان مجرد ميناء عادي، ورصيف من الأحجار، ولم تكن هناك حركة تجارية منتظمة.
وشارحا الصعوبات في السابق، يقول عضو المجلس الانتقالي: “كانت السفن تنتظر شهرًا أو شهرا ونصف الشهر، قبل رسوها، لكن الآن وبفعل التحديث الإماراتي للميناء يمكن أن ترسو أكثر من أربع سفن في مكان واحد، ويتم إنزال حمولتها بطريقة سلسلة وسريعة، بفضل دعم مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بشكل سخي عبر توفير رافعات خاصة لميناء سقطرى”.
وفي القطاع السمكي الهام، عملت الإمارات على إنشاء ودعم القطاع السمكي في المحافظة، حيث انشأت مصنعًا للأسماك، ومركز إنزال لتسويق الإنتاج السمكي، ودعم الصيادين التقليديين بالقوارب والمعدات والمحركات.
ويضيف رأفت الثقلي أن الإمارات عملت كذلك على إنشاء وتوفير مروحية خاصة للبحث عن المفقودين من أبناء سقطرى في البحر، وإنقاذ السفن أو الصيادين، وبالفعل تم إنقاذ العديد من الحالات، مؤكدًا أن هذه المرحيات يتم استخدامها خلال فترات العواصف والأمطار الشديدة، أو إذا كان هناك حالات مرضية، يتم نقلها عبر المروحية إلى مستشفى خليفة.
وأشار الثقلي إلى أن هناك لفتة كريمة من الإمارات في جزيرتي عبدالكوري وسمحة، تمثلت في نقل حالات مرضية من الجزيريتن إلى مستشفى خليفة في حديبو، ثم نقلها إلى دولة الإمارات على نفقة مؤسسة خليفة.
المسؤول المحلي في سقطرى اختتم حواره مع “العين الإخبارية” بالإشارة إلى قيام الإمارات ممثلة بمؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بحفر آبار مياه في مناطق تنعدم فيها نهائياً، لافتًا إلى أن مشاريع المياه هذه تركزت في المناطق الغربية، وتم توفير المياه عبر مضخات تعمل بالطاقة الشمسية.
كما أكد أن هذه المشاريع مثلت نقلة نوعية وعملا ناجحا؛ حيث كانت مناطق محرومة وتعتمد على مياه الأمطار فقط، كما لا توجد أية وديان في منطقة غرب الجزيرة، لهذا كانت الحاجة إليها مُلحّة.