المكلا ( حضارم اليوم ) أديس ابابا :
عاد اليوم مائة وستون مهاجراً إثيوبياً إلى ديارهم بأمان من اليمن بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة.
ويأتي هذا بعد يوم واحد فقط من رحلة محفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن أودت بحياة العشرات من الأشخاص، بما في ذلك ما لا يقل عن 16 طفلاً.
لا يزال أكثر من 32,000 مهاجر، معظمهم من إثيوبيا، عالقين في مختلف أنحاء اليمن في ظروف قاسية، ومميتة في كثير من الأحيان.
وقال جيفري لابوفيتز، مدير العمليات وحالات الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة: “أصبحت ظروف المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن مأساوية لدرجة أن الكثيرين يشعرون أنه ليس لديهم خيار سوى الاعتماد على المهربين للعودة إلى ديارهم.”
ويُعتقد أن 42 شخصاً على الأقل ممن كانوا عائدين من اليمن لقوا حتفهم يوم الاثنين عندما غرقت سفينتهم قبالة سواحل جيبوتي.
وفي الشهر الماضي، غرق 20 شخصاً على الأقل في نفس الطريق بحسب ما أفاد الناجون. وتعتقد المنظمة الدولية للهجرة أنه منذ مايو 2020، قام أكثر من 11,000 مهاجر بالعودة إلى القرن الأفريقي عبر رحلات قوارب خطرة، بمساعدة مهربين عديمي الضمير.
وأضاف لابوفيتز: “يوفر برنامج العودة الإنسانية الطوعية شريان حياة لأولئك الذين تقطعت بهم السبل في بلد يشهد الآن عامه السابع من الصراع والأزمات. نحن ندعو جميع الحكومات على طول طريق الهجرة للعمل معاً ودعم جهودنا للسماح للمهاجرين بفرص آمنة وكريمة للعودة إلى ديارهم”..
وكان لـجائحة فيروس كورونا المستجد تأثيراً كبير على الهجرة العالمية. فقد تأثر الطريق من القرن الأفريقي إلى دول الخليج بشكل خاص، حيث أن عشرات الآلاف من المهاجرين، الذين يأملون في الحصول على عمل في المملكة العربية السعودية، يجدون أنفسهم الآن غير قادرين على إكمال رحلاتهم، فلقد تقطعت بهم السبل في جيبوتي والصومال واليمن.
في حين تسببت الجائحة أيضاً في انخفاض عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن من 138,000 شخصاً في عام 2019 إلى ما يزيد قليلاً عن 37,500 في عام 2020، غير أن المخاطر التي يواجهونها تستمر في الارتفاع. وكثير من هؤلاء المهاجرين قد تقطعت بهم السبل في أوضاع محفوفة بالمخاطر، وينامون في ظروف قاسية دون مأوى أو خدمات. وآخرون كثيرون معتقلون أومحتجزون من قبل المهربين.
قال جمال، مهاجر عائد عبر الرحلة الطوعية، يبلغ من العمر 22 عاماً: “لا يمكننا العثور على وظائف أوطعام هنا. اليمن مشكلة بالنسبة لنا. كنت أنام في الشارع على ألواحٍ كرتونية. ولم أكن قادراً على الحصول على الطعام إلا عبر الأعمال الخيرية التي كان الناس يقدمونها لي، وأحياناً كنا نحصل على بقايا طعام من المطاعم. لم أكن أجد الكثير لأتناوله.”
منذ أكتوبر 2020، وفي عدن فقط، سجلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 6,000 مهاجر يحتاجون إلى الدعم للعودة بأمان إلى ديارهم. وكانت رحلة اليوم إلى أديس أبابا هي الثانية من بين عدد من الرَحلاتِ القادمة التي ستقوم بنقل المجموعة الأولى من المهاجرين والتي تشمل 1,100 إثيوبي تمت الموافقة عليهم من أجل العودة الإنسانية الطوعية إلى إثيوبيا. ويبقى الآلاف من المهاجرين غير المسجلين ينتظرون التحقق من جنسيتهم وتقديم وثائق السفر.
وقبل المغادرة في رحلة العودة الإنسانية الطوعية، أجرت المنظمة الدولية للهجرة فحوصات طبية ووقائية للتأكد من أن العائدين قادرين على السفر وأنهم يوافقون طواعية على العودة. كما يتم تحديد ذوي الاحتياجات الخاصة ويتلقون المشورة ودعم المتخصصين.
وفي إثيوبيا، تدعم المنظمة الدولية للهجرة مرافق الحجر الصحي لجائحة فيروس كورونا التي تديرها الحكومة لاستيعاب العائدين عند وصولهم وتوفر لهم المساعدة النقدية والمواد الأساسية والنقل إلى منازلهم. كما تدعم المنظمة البحث عن أسر الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم.
وعبر القرن الأفريقي واليمن، تقدم المنظمة الدولية للهجرة الدعم المنقذ للحياة للمهاجرين من خلال الرعاية الصحية والغذاء والمياه وغيرها من المساعدات الضرورية.
رحلة اليوم ممولة من مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية أما مساعدة بعد الوصول إلى أديس أبابا مدعومة من الاتحاد الأوروبي للمساعدة الإنسانية وكذلك مكتب السكان واللاجئين والهجرة.