المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :
روى رئيس الوزراء المصري الأسبق كمال الجنزوري في مذكراته التي صدرت تحت عنوان “طريقي”، كواليس إقالته.
وقال: “في آخر 1999 كان يوم الأربعاء أذكره جيدًا فكانت زيارة إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل، وفي ذات اليوم، كانت زيارة السيد سليمان ديميريل رئيس جمهورية تركيا، وكان الرئيس عائدًا من الجزائر صباح ذات اليوم، وأخبرنا أنه لم ينم في الليلة السابقة، وقال لي الدكتور زكريا: “سيكون عليك استقبال باراك حال وصوله لقصر التين، وسيلتقي به الرئيس ثم تنضم للاجتماع بعد 40 دقيقة”، فعلقت على مرافقة باراك من المطار إلى القصر، هل هذا مطلب الرئيس أم يرجع إلى رأيي، فإذا كان لي رأي، فلا أحب هذا ويكفي أحد الوزراء للمرافقة”.
وأضاف: هنا أخبر زكريا عزمي، الرئيس، أن الدكتور كمال، رفض، حتى يزيد من غضبه، وعند الوصول إلى القصر ذهب باراك إلى الحمام، وهنا طلبني الرئيس، وبمجرد دخولي ثار علي، وقال: “كيف هذا، لقد جاء بيجين رئيس وزراء إسرائيل إلى الإسماعيلية لمقابلة السادات، وكنت نائبًا للرئيس ولم أحضر الاجتماع”، فقلت: لم أعترض على هذا، ولكنه لم يعطني فرصة لذكر حقيقة الأمر، وانتهى اللقاء، وغضبه شديد، حتى أيقنت أن إقالتي ستتم اليوم أو غدا، لكن العجيب قابلني في الأيام التالية ودودًا أكثر من أي فترة مضت”.
وأشار الجنزوري في مذكراته إلى أنه في صباح الثلاثاء 5 أكتوبر 1999، حدث لي ما لم يكن متوقعا، وكنا في صالون مجلس الشعب، قبل الدخول إلى قاعة المجلس لإلقاء الرئيس خطابه في الاجتماع المشترك لأعضاء مجلسي الشعب والشورى، إذ طلب السيد أشرف بكير كبير الأمناء أن ندخل جميعا إلى القاعة قبل الرئيس؟
وقلت للرئيس: “بعد الجلسة سيعقد مجلس الوزراء جلسة لتقديم الاستقالة، فهل ترى أن أحضر لمقر الرئاسة لتقديمها، أم ماذا أفعل؟!”، فقال: “لا سيأتي إلى مجلس الوزراء من سيأخذها لأنني سأغير الوزارة، وسأراك الأسبوع المقبل”، فقلت: “شكرا، بصوت به كل الهدوء، ورضا لم يتوقعه”.
وتابع: “بعد أن انتهى خطاب الرئيس، ذهبت إلى مجلس الوزراء لعقد جلسة لتقديم الاستقالة، فوجدت اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة، منتظرًا بالصالون الملحق بالمكتب، وسألته: ماذا حدث؟! فقال لي: “لقد أقنعه الذين حوله أنك أصبحت ندّا له”.. بحسب مذكرات الجنزوري.