المكلا ( حضارم اليوم ) أرم نيوز :
سيطرت حالة من الارتباك على ردات فعل صحفيي الإخوان في تركيا، بشأن ما كُشف عنه من طلب رسمي تركي وُجه لقنوات المعارضة المصرية في إسطنبول، بالكف عن تناول الشأن السياسي المصري.
وتوجد في تركيا عدة منصات ووسائل إعلام مصرية معارضة تتصدرها قنوات ”الشرق“، و“مكملين“ و“وطن“، التي ركزت في برامجها على مدار السنوات الثماني الماضية، على عرض برامج سياسية مناهضة للنظام المصري.
وقال مصدر صحفي لقناة ”الحرة“ طلب عدم ذكر اسمه: إن ”مسؤولا في أنقرة اجتمع عصر الخميس، مع إدارات القنوات الثلاث، وأبلغهم بقرار الإغلاق الفوري للقنوات، لكن تم تخفيف القرار في نهاية الاجتماع، ليقتصر على إيقاف البرامج السياسية في الوقت الحالي“.
من جانبهم، أكّد صحفيون مصريون معارضون، البلاغ التركي الذي تلقته وسائل الإعلام المصرية المعارضة.
وكتب الصحفي المصري في صحيفة ”العربي الجديد“ اللندنية الممولة قطريا، عبدالرحمن فارس، على حسابه في فيسبوك: ”رسميا، الحكومة التركية تطلب من قنوات الشرق ومكملين ووطن، إما إغلاق قنواتهم، أو تحويلها لقنوات منوعات، وإيقاف كافة برامجها السياسية، ووقف أي حديث متعلق بالسيسي“.
ارتباك
وفي خطوة تعكس حالة الارتباك التي تسيطر على إعلام الإخوان بعد القرار التركي، سارع إعلاميون وصحفيون محسوبون على الإخوان في تركيا، إلى عقد اجتماع عبر تطبيق ”Clubhouse“ تحت عنوان ”غلق قنوات المعارضة.. البدائل والحلول“.
وأقر أيمن نور السياسي المصري الموالي للإخوان، ورئيس قناة ”الشرق“ المعارضة خلال الاجتماع، بأن ”هناك مطالب فعلا بتعديل الخطاب أو آلية التعبير عن الرأي“، مضيفا: ”بالطبع حصل عندنا ارتباك اليوم، ولا أخفي عليكم هذا“.
وأضاف: ”في مثل هذه الحالات يحصل ارتباك.. أخوض اجتماعات مستمرة مع إدارة القناة والتحرير؛ لمناقشة وجهات النظر، والتقيت ببعض القنوات الأخرى لتبادل وجهات النظر.. نحن في حوار داخلي وفي حوار مع الأتراك.
وقال نور أيضا في مداخلة هاتفية على قناة ”مكملين“ التي تبث من تركيا: ”كلنا يعلم أن هناك متغيرات دولية على أصعدة مختلفة، من بينها التقارب المصري التركي، والذي بالقطع قد يكون له بعض الانعكاسات، لكن لا أظن ولا أتوقع أن تلك الانعكاسات تشمل إغلاق قنوات أو ما شابه“.
وأضاف: ”أستبعد أن يتم تسليم معارضين مصريين في تركيا للقاهرة“.
وكتب أيمن نور عبر حسابه في ”تويتر“: ”تضيق ثم تضيق ثم تضيق ثم تفرج وبشر الصابرين“.
انقلاب على إعلام الإخوان
أول تعليق رسمي تركي جاء على لسان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي أكد أن ”هناك مطالب لقنوات المعارضة المصرية في تركيا، بتخفيف انتقاداتهم للقيادات المصرية، لكن لن يتم إغلاق القنوات“.
وقال أقطاي في تصريحات لقناة ”الجزيرة مباشر“: ”أحيانا يكون هناك بعض الهجمات التي تتجاوز حدود النقد“.
وأعرب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سخريتهم من القرار التركي وتصريحات أقطاي، قائلين: إنه ”من المستغرب أن تركيا بقيت صامتة طوال 8 أعوام على تجاوزات الإعلام المصري المعارض لديها، وفجأة اعتبرت أن هناك هجمات تجاوزت حدود النقد مع سعيها لإعادة العلاقات مع مصر“.
ويتخوف الإخوان عموما في تركيا من ترحيلهم إلى مصر، إذا ما تحسنت العلاقات بين أنقرة والقاهرة بعد سنوات من التوتر.
وقال أحد عناصر الإخوان عبر اجتماع ”كلوب هاوس“ وهو يتحدث لأيمن نور: ”لدي أصدقاء وأقارب في تركيا، وهم يعتزمون الخروج من تركيا الآن بأي طريقة وأي ثمن“.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الفترة الماضية، رسائل توددية إلى مصر، حيث قال الأربعاء، إن ”الشعب المصري لا يختلف معنا“.
فيما قال الأسبوع الماضي، إن ”تعاون تركيا مع مصر في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية والاستخبارات مستمر، ولا توجد أي مشكلة في ذلك“.