المكلا ( حضارم اليوم ) موقع 24 الإماراتي :
حذّر الباحث في “مركز القدس للشؤون العامة والدولة” العبري يوني بن مناحيم من مخاطر اندلاع حرب بحرية مفتوحة بين اسرائيل وايران على خلفية استهداف سفينة شحن إسرائيلية في خليج عمان ليل الخميس-الجمعة.
إسرائيل دخلت مرحلة خطيرة من ناحية المسارات البحرية الدولية في منطقة الخليج والبحر الأحمر، وأصبحت إيران خطراً بحرياً حقيقياً لا يجب تقليل شأنهوكتب بن مناحم، في مقال للمركز العبري، أن الرد الاسرائيلي على الاستهداف الايراني اقتصر على مهاجمة أهداف تابعة لـ “الحرس الثوري” قرب دمشق في 28 فبراير(شباط ) الماضي.
رد في سوريا
شكلت الغارة الإسرائيلية رسالة سريعة لطهران بأن تل أبيب لن تتسامح مع أي هجوم على أهداف مدنية أو عسكرية، وأن كل عملية إيرانية ستقابلها عملية أخرى إسرائيلية.
ورغم امتلاكها للقدرات العسكرية، امتنعت إسرائيل عن مهاجمة السفن الإيرانية في محاولة لتجنّب معركة بحرية مفتوحة بين البلدين. وبدلاً من ذلك، فضّلت نقل المعركة إلى البر، واستهدفت مواقع داخل سوريا، إذ لا تمتلك تل أبيب مصلحة في تحوّل البحر إلى ساحة معركة، حيث تصلها 90% من البضائع من الخارج عبر البحر.
وهدفت الغارة الإسرائيلية على المجمع الإيراني إلى “ردع” الحرس الثوري ومنعه من تكرار استهداف مماثل للسفن في خليج عمان، كما أرادت منع التصعيد الشامل مع إيران، والإضرار بمحاولات الإدارة الأمريكية لفتح حوار مع إيران، وفقاً لمصادر سياسية.
نفي ايراني
ونفت إيران أي مسؤولية عن استهداف السفينة الإسرائيلية في خليج عُمان، لكن صحيفة “كيهان” الإيرانية المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، في إصدارها بتاريخ 28 فبراير (شباط) الماضي، ألمحت إلى أن ايران هي من استهدفت السفينة، مبرّرة الأمر بأن “الأعمال العدوانية والجرائم التي ينفذها النظام الصهيوني في المنطقة وبشكل علني حولت هذا النظام إلى هدف شرعي”.
وذكرت الصحيفة أن “السفينة الإسرائيلية استُهدفت بشكل محترف في خليج عُمان، وهناك احتمال أن تكون السفينة عسكرية”. وأشار بن مناحم إلى أن ما نشرته الصحيفة زعم أن الحديث يجري عن سفينة تقوم بعمليات تجسّس.
وأرسلت إسرائيل محققين لفحص السفينة ومحاولة معرفة ملابسات مهاجمتها. وأظهرت التقديرات الأولية أنها أصيبت بلغم بحري مثبّت إلى جانبها من قبل قوة خاصة تابعة للوحدة البحرية في الحرس الثوري.
نقطة ضعف
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الهجوم على سفينة الشحن الإسرائيلية هو رد على اغتيال الجنرال قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زاده، وأنها جاءت بعد أن فشلت إيران في تنفيذ رد انتقامي في الهند وإثيوبيا والسودان. وفي ايران، هناك اعتقاد بأنهم اكتشفوا نقطة ضعف إسرائيلية تتعلق بالبحر وبأسطول النقل الذي يبحر في البحر الأحمر والخليج.
مؤشر للمستقبل
كما تعتبر التقديرات أن العملية الإيرانية ضد السفينة في خليج عُمان هي مؤشر أولي للمستقبل، وأن الفترة المقبلة ستشهد مهاجمة قطع بحرية إسرائيلية أخرى.
وتفاجأت إسرائيل من الهجوم الإيراني على السفينة، حيث جمعت طهران معلومات استخباراتية حول السفينة ومسارها البحري من الدمام بالسعودية حتى سنغافورة، واختارت نقطة استهدافها.
وتتمتّع إيران بقدرات عسكرية بحرية كبيرة، ما يُعزّز فرضية الدخول في حرب بحرية مفتوحة مع إسرائيل. إذ تتواجد القوات الايرانية في مياه الخليج ومنطقة مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، والذي يعد محوراً بحرياً مهماً للغاية بالنسبة لإسرائيل.
استهداف حوثي
وحذر بن مناحم من إمكانية قيام جماعة الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن، باستهداف قطع بحرية إسرائيلية تبحر في البحر الأحمر، سواء بالصواريخ أو عبر الألغام البحرية أو الطائرات المسيرة أو حتى الزوارق المفخخة.
وختم قائلاً: “إسرائيل دخلت مرحلة خطيرة من ناحية المسارات البحرية الدولية في منطقة الخليج والبحر الأحمر، وأصبحت إيران خطراً بحرياً حقيقياً لا يجب تقليل شأنه”.