حكومة المناصفة بين الجنوب و الشمال (بين الجنوب العربي واليمن ) هي حكومة الانتقال من الحرب الى السلم وتحسين مستوى معيشة الشعب ووضع حلول لمشاكل المنطقة وصياغة ملامح المستقبل.
ان حكومة المناصفة بن الجنوب والشمال تحمل تعقيدات كثيره في تركيبتها ففي الوقت الذي هي مناصفة بين الجنوب والشمال فهي لا تسيطر الا على الجنوب بينما الشمال تديرةحكومة اخرى اصبح العالم ينظر لها كحكومة امر واقع هناك وهي كذلك اي حكومة المناصفة فهي تريد ان تكون حكومة للجنوب والشمال لكنها لاتستطع الا الاستفادة من موارد الجنوب و ستنفق على الجنوب والشمال.
ان التحديات التي امام الحكومة ليس ابرزها واقع الحال في وضع الجنوب والشمال فقط وليس كونها حكومة مناصفة ولكن هناك تعقيدات اخرى داخل الجنوب وداخل الشمال وداخل النصف الجنوبي وداخل النصف الشمالي
فداخل كل نصف قوى متناقضة بل وببنها خصومة شديدة ولها اجندات مختلفة و في نفس الوقت هناك قوى في النصف الاول تتفق مع قوى في النصف الاخر وتتفق معها في الاجندة وهذا يتناقض مع جوهر الحكومة كحكومة مناصفة وهو عمل معاكس لاهدافها كحكومة مناصفة؟ ولكننا لا نستعجل في هذا التحديد حتى نرى كيف ستتصرف كحكومة مناصفة في اعداد برنامج الحكومة وخطة وموازنة 2021 م فهل سيتقدم النصف الجنوب بمقترحات تخدم الجنوب يتظمنها برنامج الحكومة وخطتها وموازنتها ويتقدم النصف الشمالي بمقترحات تخدم الشمال؟ وهل اذا ما ذهب اي احد من النصفين بعيدا عن حقوق الجنوب الذي يمثله او الشمال الذي يمثله يعتبر سقوط صفته كممثل للجنوب او الشمال؟ وحينها ما العمل؟
ولنترك الايام لتجيب على هذه الاسئلة ونحاول ان نتصور ملامح برنامج هذه الحكومة والذي لا نتملك من معلومات حوله غير اتفاق الرياض الذي نعتقد انه سيتم البناء عليه في وضع ذلك البرنامج ، وهل هناك ضرورة لكي ينال برنامج حكومة المناصفة ثقة البرلمان اليمني الذي هو ليس مناصفة بين الجنوب والشمال بل اغلبيه شمالية وفترته منتهية وقد لا يتوفر النصاب في لانعقاده ، كما ان المجلس الانتقالي الجنوبي الموقع كطرف رئيسي على اتفاق الرياض الذي سيبنى عليه برنامج الحكومة لدية جمعية وطنية بمثابة برلمان للجنوب فهل سيطلب ايضا ثقة الجمعية الوطنية لهذه الحكومة اما ان منح الثقة هذه ليس مطلوبة لهذه الحكومة لا من البرلمان اليمن ولا من الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي كونها حكومة مناصفة جاءت وفق اتفاق الرياض بين الطرفين لتنفيذ مهام حددها الاتفاق وليست حكومة منبثقه عن انتخابات برلمانية تبنى برنامجها على اساس البرامج الانتخابية التي نال البرلمانيين عليها الثقه من قبل الشعب ، وعودة الى برنامج الحكومة فاننا نتصور ان يتظمن ثلاثه اهداف رئيسية
1 – حشد الجهود والطاقات العسكرية والامنية وتوحيدها واخراج القوات العسكرية من المدن الجنوبية باتجاه جبهات القتال مع الحوثي لجلبه الى طاولة المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة والتعامل معها بايجابية وهذا يعني اخراج القوات الشمالية من وادي حضرموت وشبوة وابين والمهرة باتجاة جبهات القتال في مارب والبيضاء واخراج القوات الجنوبية من وعدن باتجاه الساحل الغربي وجبهات الضالع ولحج ويافع وابين وبسط سيطرة اجهزة الامن والاحزمة والنخب على محافظات الجنوب كما نص اتفاق الرياض
2- اعادة بناء موسسات الدولة في الجنوبي واستعادة الخدمات وتحسين مستوى معيشة الشعب في المناطق المحررة (الجنوب وبعض مديريات شمالية ) وانجاز خطة تعافي اقتصادي تكون اساس لتحقيق تنمية مستدامة
3- وقف الحرب وتحقيق السلام وخلق بيئة مواتية للعملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة وتوفير الشروط والضروف اللازمة لها والتي من المتوقع انها تضع حلول لمشاكل المنطقة (الازمة اليمنية والقضية الجنوبية والعلاقة مع الجيران )
وهذا يتطلب الاسراع في تسكيل وفد المفاوضات وان تكون هذه المفاوضات متعددة المسارات تبعا لتعدد ااقضايا التي ينتظر ان تبحثها تلك المفاوظات
شاهد أيضاً
قرار المحافظ لملس بزيادة رواتب المعلمين .. خطوة نحو دعم الاستقرار التعليمي وتعزيز دور المعلم في العاصمة عدن
كتب / محمد بن نعمان في خطوة تحمل معاني الدعم والوفاء لشريحة التعليم، أثبت محافظ …