المكلا ( حضارم اليوم ) العين
تنفق قطر ملايين الدولارات لإنتاج أفلام الإفك، بهدف خلق ضجيج وهمي يخفي تدخلاتها العبثية، ولتمرير المشاريع المشبوهة في اليمن.
وتستخدم قطر، حرب الأفلام، لإشعال مزيد من الحرائق الدموية في البلد الفقير ولجذب الأنظار بعيدا عن التحركات العسكرية لمليشيا الحشد الشعبي المدعومة من تنظيم الحمدين جنوب وغرب محافظة تعز.
وبدأت التدخلات القطرية في اليمن فصلا جديدا من الحرب المعلنة، إذ كشف فيلم “الطريق الى الساحل” ، أمس الأحد، ضمن برنامج “المتحري” الذي يعده ويقدمه البوق الإخواني، جمال المليكي، عن خارطة التوجهات القطرية لشرعنة جرائم مليشياته الإجراميه.
ويصور فيلم “الطريق الى الساحل” المقاومة الوطنية بقيادة، العميد ركن طارق صالح، أنها خطر تستهدف السيطرة على بلدة “الحجرية” الاستراتيجية التابعة لتعز، والتي سيطرت عليها مؤخرا مليشيات الإخوان والحشد الشعبي المدعومين من تركيا وقطر.
وتزامنت بث المشاهد الدعائية للفيلم المزعوم الذي اعتمد على المشاهد الأرشيفية وتقارير مزورة مع بذل المليشيات المدعومة من تنظيم الحمدين مساعي حثيثة لتوسيع خارطة النفوذ باتجاه مضيق باب المندب عقب سيطرتها على كل المناطق المحررة من تعز.
وعلمت “العين الإخبارية”، من مصادر عسكرية بالجيش اليمني أن مليشيا الحشد الشعبي بقيادة الإخواني، حمود المخلافي، رفعت منذ اجتياح الحجرية منتصف العام الجاري من استحداث المعسكرات التدريبية واستقطاب المقاتلين تمهيدا لتفجير معارك جديدة.
وقالت المصادر إن مليشيا الحشد الشعبي أنشأت 3 معسكرات جديدة بتمويل قطري غير مسبوق عبر القيادي الإخواني المخلافي وذلك في مناطق “الصنة” و”الأيفوع” والأخمور” بمديريتي المعافر والمواسط، بالإضافة إلى معسكري “يفرس” و”التربة” وهي بلدات مهمة في مرتفعات الحجرية المطلة على الساحل الغربي وباب المندب.
الطريق إلى التضليل
درجت قطر بث سموم الفتنة في اليمن عبر قناة الجزيرة والتي تتعمد إنتاج أفلام حربية تحت دلالة “الاستقصاء” تخلو من المعلومة الموثقة ولا تعد أكثر من اتهامات تحريض خصوصا ضد العاملين في المجال الإنساني.
وتعتمد البوق القطري بدرجة أساسية على مقابلات الشخصيات الحوثية والإخوانية، حيث تنفق القناة ملايين الدولارات لهم لخلق ضجيج في المشهد اليمني المضطرب أصلا، حيث يعد فليم الطريق إلى الساحل الذي بث مؤخرا نموذجا للتضليل الممنهج.
وعلى الرغم من أن الفيلم المزعوم طرح افتراضية، يوميات الحرب وشخوصها إضافة إلى نمط التحركات ودلالتها في الساحل الغربي لليمن، كإطار يغوص في خفاياه، فإن الـ50 دقيقة وهي مدة الفليم انتهت بمضمون سطحي ومعلومات مظللة.
وبعد تتبع “العين الإخبارية” للشخصيات التي اختارها المليكي لإثبات إفكه اعتمد على 4 شخصيات أجنبية ليس لها علاقة بالمشهد اليمني وابتكر 4 هويات مجهولة، كشخصيات للتشويق والإثارة بالإضافة إلى 4 شخصيات حوثية و8 شخصيات إخوانية اجريت اللقاءات معها بين العاصمة صنعاء وتعز.
كما عرض الفليم لقاء مع سكرتير القيادي الحوثي البارز، محمد علي الحوثي، المدعو عادل السياغي، ولفق له صفة وهمية يأنه كان يشغل “ركن التوجيه المعنوي لقوات المقاومة الوطنية.
وكانت المقاومة الوطنية، قد وجهّت للقناة القطرية ضربة موجعة عقب القبض على خلية تجسس مزدوجة تعمل عسكريا لصالح الحوثيين وقطر في مناطق الساحل الغربي، بينهم نجل القيادي السياغي.
وقوبلت المشاهد الدعائية لفليم الطريق الى الساحل بموجة انتقادات واسعة في الشارع اليمني.
ووصف العميد في الجيش اليمني، فيصل الشعوري، قناة الجزيرة أنها “بوق القوى الإستعمارية والدول الطامعة التي تعمل على تقسيم اليمن وتمزيق نسيجها الاجتماعي”.
وكتب في حسابه فيسبوك” لم تاتي الجزيرة بجديد ولا المليكي هدهد اليمن فالجزيرة كعادتها بوق القوى الاستعمارية والدول الطامعة التي تعمل على تقسيم اليمن وتمزيق نسيجها الاجتماعي وضربها ببعضها حتى(..) في الحقارة السبب ودنو المطلب وانتكاسة المذهب”.
استهداف العمل الإنساني
وفي نموذج للتحريض المنهج ضد العمل الإنساني، أظهر الفيلم تقريرا مزورا زعم أنه يضم أعمال الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن بين 2016 و2018، ويروج اتهامات لأنشطة عسكرية.
فيما كان ظهور شعار “عام التسامح” لسنة 2019 دليلا كافيا لمدى التزوير القطري الخبيث لتبرير الهجمات الإرهابية والتي تطال المنظمات الدولية الإغاثية.
كما يكشف التنسيق القطري الإخواني الكبير لاستهداف طواقم الهلال الأحمر الإماراتي، حيث تعرضت فرقه الإنسانية لهجومين مسلحين مروعين هزت الرأي العام الدولي والعربي منذ مطلع العام الجاري وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية.
وندد مصدر مسؤول في مكتب الهلال الأحمر الإماراتي بالساحل الغربي بشدة التحريض وتزوير تقارير ملفقة بإسم الهيئة الإنسانية، محملا قطر وقناة الجزيرة المسؤولية الكاملة عن تداعيات وأخطار التحريض ضد طواقمه الإنسانية.
وقال في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن الهيئة الإنسانية لم تنشئ أي مقرات في جزيرتي “زقر” و”ميون” الخاضعتين لسيطرة قوات خفر السواحل اليمنية وأن ما ورد في الفليم المظلل محض افتراء ويشرعن الهجمات المسلحة ضد العاملين في المجال الإنساني والذي ينتهك ويخالف القوانين والأعراف الدولية.