تقرير (حضارم اليوم ) محمد عقابي
شنت مليشيات الحوثي حملات مداهمة جديدة طالت المساجد ودور العبادة وعدد من المدارس ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في العاصمة اليمنية صنعاء وريفها التي يديرها مشايخ ليسوا تابعين للجماعة.
وأفادت مصادر محلية على منصات التواصل الإجتماعي بإن عناصر المليشيات المدعومة من إيران داهموا تلك المراكز والمدارس في صنعاء وقاموا بإغلاقها ومصادرة محتوياتها ومنعها من استئناف أنشطتها الدينية والتوعوية والتنويرية، لأفتة الى ان جماعة الحوثي نفذت مؤخراً حملة واسعة أغلقت خلالها العشرات من مراكز ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بمناطق وأحياء متفرقة من العاصمة اليمنية وريفها بداعي عملها البعيد عن إشراف وتوجهات قادة المليشيا وبحجة عدم اعتمادها رسمياً من قبلهم، حيث وأسفرت تلك الحملة عن إغلاق 5 مدارس ومركزين لتحفيظ القرآن والحديث النبوي في صنعاء بعضها تتبع الجماعة السلفية، في حين أغلقت المليشيات وبشكل تعسفي جائر نحو 8 مراكز و 12 مدرسة تحفيظ أخرى تقع في نطاق ضواخي وأرياف عاصمة اليمن.
وأشارت المصادر الى إن مشرفين حوثيين من صعدة، أبلغوا قبل أيام معلمين ومعلمات بعض المراكز والمدارس المستهدفة في ريف صنعاء بوجود توجيهات من زعيم الجماعة تقضي بمنع التدريس وإيقاف كل المراكز والمدارس التي وصفوها بالمخالفة عن مزاولة عملها، وكشف معلمون بمركز تحفيظ طاله أخيراً الإستهداف الحوثي بريف العاصمة اليمنية أن مشرفي الجماعة اشترطوا على إدارة ومعلمي المركز السماح لهم بالإستمرار في التدريس مقابل إدراج “ملازم” مؤسس الجماعة او ما يسمى بعرف وتقليد المليشيا بالسيد حسين الحوثي، علاوة على برامج ومقررات تعليمية أخرى ضمن الحصص اليومية، إلى جانب تلقين الطلاب والطالبات كل ما يطلب منهم عبر القيادات والهيئات الحوثية المعنية.
وزارة الأوقاف التابعة لما يسمى الشرعية اليمنية، كشفت في وفت سابق بان مليشيا الحوثي استهدفت قرابة “750” مسجداً في اليمن، توزعت بين التفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل والنهب لكافة محتوياتها وكذلك تحويلها إلى مخازن للأسلحة وثكنات عسكرية، ومنها 79 مسجداً ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم تم تفجيرها منذ أواخر 2014م وحتى 2019م.
من جهة أخرى، تصاعدت خلال الأسابيع الماضية ظاهرة اختطاف الأطفال والفتيات في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية، حيث شهدت محافطة إب الواقعة وسط اليمن خلال الأشهر الأخيرة حملة حوثية لملاحقة الأطفال بدافع التجنيد والإبتزاز والاستغلال وسط اتهامات محلية لقيادات مليشيا الحوثي بالوقوف وراء تلك العصابات.
وأكدت مصادر محلية في روايات تناقلتها مواقع التواصل ووسائل الإعلام “إن الظاهرة تصاعدت على نحو مخيف سواء في مركز المحافظة او غيره في ظل فوضى أمنية غير مسبوقة تشهدها إب في ظل حكم المليشيات الحوثية التي يهيمن عناصرها على كافة مفاصل الأجهزة الأمنية والإستخبارية”، مؤكدة ضلوع عصابات منظمة تتبع قادة في الجماعة وراء تفشي جرائم الإختطاف بحق الفتيات وصغار السن في المحافظة، حيث تحول الأمر إلى واحدة من الظواهر التي باتت تؤرق السكان وتقض مضاجعهم، وذكرت المصادر ذاتها بان تلك الجرائم لا تزال تسجل يوماً بعد آخر أرقاماً قياسية تصاعدية مقلقة، فيما تواصل سلطات المليشيا في المحافظة غض الطرف عنها وتجاهلها المتعمد لحجم البلاغات والدعاوي المقدمة لها عن وجود حالات إختطاف وإبتزاز كبير ومتكرر بهدف تمييع وتسويف هذا الملف الإنساني المرتبط بحياة وكرامة المواطنين.
ونوهت المصادر الى ان من بين جرائم الإختطاف التي شهدتها إب، تعرض فتاة تدعى “نسرين” تبلغ من العمر 16 عاماً لجريمة اختطاف من قبل عصابة مجهولة وسط عاصمة المحافظة وقت الظهيرة أثناء عودتها من مدرستها إلى منزلها، حيث قامت العصابة باختطافها واقتادتها بالقوة على متن سيارة إلى جهة مجهولة، موضحه في سياق سرد تفاصيل هذه القصة المأساوية المؤلمة لوسائل إعلام أجنبية، بان الخاطفين سرعان ما أعادوا تلك الفتاة بعد ساعات قليلة من اختطافها إلى المكان الذي اختطفت منه ثم لاذوا بالفرار دون ذكر أي تفاصيل أخرى لملابسات هذه القضية الفاضحة، ملمحين الى ان جريمة اختطاف الطفلة نسرين ما هي إلا واحدة من عشرات الحالات التي تسجل تباعاً مستوى متصاعد الوتيرة في المحافظة ويتم التكتم عليها من قبل الكثير من العائلات خشية الفضائح والخزي والعار.
وقالت المصادر : نظراً لحساسية الأمر ولعادات المجتمع المحافظ وأعرافه وتحرج الكثير من الأسر عن الحديث عن مثل هذه القضايا عقب حدوثها، جرى التستر عن كثير من الجرائم ولم يتم الإعلان عن عشرات الحوادث المشابهه والتي تتعرض خلالها فتيات وأطفال للإختطاف على يد عصابات يرجح وقوف قيادات في الجماعة خلفها، لأفتين الى انه قد سبق جريمة اختطاف الطفلة نسرين بأيام تعرض الطفلة “براءة” 15 عاماً لعملية اختطاف مماثلة من قبل ذئاب بشرية ظلت تترصدها لساعات في منطقة السبل غربي مدينة إب قرب منزلها حيث اقتيدت على متن حافلة إلى منطقة غير معلومة، وفي الوقت الذي تحولت فيه محافظة إب خلال الأسابيع والأشهر الماضية إلى مسرح كبير لظاهرة اختفاء واختطاف الأطفال والفتيات، يؤكد ناشطون حقوقيون أن العشرات من الفتيات كثيراً ما يقعن ضحية لعصابات منظمة تمارس أعمال العنف وخطف في مدينة اشتهرت بجمال نسائها الفائق وسميت منذ القدم بـ “نابولي” اليمن مستغلة حالة الإرباك والفوضى والإنفلات الأمني الذي تشهدها المحافظة وتتسبب فيها المليشيا الكهنوتية.