الرئيسية / تقارير واخبار / محطات من التضحية والفداء المشترك في مسيرة الشهيد “يسري العمري ورفيق دربه علي القريضي”.

محطات من التضحية والفداء المشترك في مسيرة الشهيد “يسري العمري ورفيق دربه علي القريضي”.

محطات من التضحية والفداء المشترك في مسيرة الشهيد “يسري العمري ورفيق دربه علي القريضي”.

تقرير ( حضارم اليوم ) محمد عقابي

في العام 2015م شهدت الساحة الجنوبية ظهور مدرسة جديدة في تحمل المسؤولية الوطنية “النضالية والثورية” وملازمتها للتضحية والفداء، حيث شهد هذا العام بزوغ نجم الشهيد البطل يسري العمري ورفيق دربه علي القريضي كقائدان ميدانيان تقاسما المعاناة وطقوس وظروف مختلف الجبهات، شعارهم “لبيك يا جنوب، لبيك يا موطن الأحرار، لبيك يا وطن نعيش على ترابه اعزاء او ندفن تحت ترابه كرماء.

الشهيد “يسري عبيد حازم وزميله علي القريضي” كانا من أوائل من خرج إلى ساحات النضال السلمي الجنوبي ضد نظام صالح، وفي عام 2015م أعلنت مليشيات الحوثي وقوات عفاش الحرب على الجنوب مرة ثانية، واجتياح العاصمة عدن، ونتيجة لما كان مغروساً في نفس الشهيد “يسري العمري” ورفيقه “علي القريضي” من حب لوطنهم الجنوب وللعاصمة عدن ولمفاهيم الوفاء والإخلاص المترسخة في نفوسهم تجاه هذه الأرض، قررا بمعية عدد من أبناء الحواشب التوجه إلى ساحة المعركة وتلبية نداء الواجب الجهادي المقدس الذي وجهه قائد المقاومة الجنوبية “محمد علي الحوشبي” يحفظه ربي ويرعاه، تلك الدعوة المباركة التي شكلت النواة الأولى للمقاومة الجنوبية على مستوى الوطن لخوض معركة التحرر والحرب والتصدي للمليشيات الغازية لأرض الجنوب فانبرى الجميع بكل عزيمة واستبسال للمشاركة في التجارة الرابحة مع الله والمشاركة بفاعلية في هذا المضمار المقدس.

يروي عدد من المقاومين الحواشب بأن الشهيد “يسري وزميله علي القريضي” صالا وجالا معاً في العديد من جبهات القتال وأهمها جبهة المسيمير الحواشب وكرش وحبيل حنش والشيخ سالم وقرن الكلاسي وهناك نال قائد اللواء العاشر صاعقة العميد “يسري” الشهادة بتاريخ 2020/7/4م عندما كان يقاتل الى جانب زملائه الأبطال الحواشب ومنهم المقاوم الجسور “علي القريضي”.

وبالعودة الى مشوار البطولة في مختلف الجبهات قبل الإستشهاد، واصل رفيقا الدرب “يسري وعلي” تحمل المسؤولية الوطنية وهم التضحية والنضال وهي قيم مثلى غرست فيهما منذ الصغر، فقد جرح كل منهما مرات عدة في الكثير من المواجهات ضد جحافل مليشيا الحوثي الكهنوتية، وكانا سرعان ما يبادرا للعودة الى جبهات القتال ومواقع الشرف والبطولة قبل التعافي تماماً من الإصابات التي كانت تلحق بهما، تلك الهمة العالية تمتع بها هذان البطلان دون سواهما، وفي جبهة الشيخ سالم وفي معركة قرن الكلاسي التي دارت رحاها في منتصف شهر يونيو 2020م، نفذ الشهيد “يسري الحوشبي” بمعية رفيق دربه القيادي البطل “علي القريضي” هجمة على مواقع العدو واستطاعوا تحرير مساحات شاسعة كانت ترزح تحت سيطرته، وبعد معركة طاحنة وعنيفة وشرسة سقط فيها ضحايا كثر من طرف جحافل الغزاة، أصيب قائد اللواء العاشر صاعقة العميد “يسري الحوشبي” بعيار ناري في الرأس، وتمكن حينها زملائه المتواجدين ومنهم البطل “علي القريضي” من انتشاله وحمله مسافة طويلة رغم حالة الإنهاك والأرهاق والأعياء والتعب حتى اوصلوه الى السيارة ومن ثم إسعافه، لم يتخلى قط المقاوم البطل علي القريضي عن رفيق دربه النضالي والكفاحي القائد يسري العمري الى آخر لحظة فارق فيها الحياة.

وبعد إعلان استشهاد العميد “يسري العمري” قائد اللواء العاشر صاعقة، عاد القيادي “علي القريضي” إلى مواصلة مشواره النضالي مرابطاً في جبهات محور أبين القتالي ملتزماً بعهد الولاء والوفاء للشهيد يسري ولكافة الشهداء الذي سقطوا في موقف الحق مدافعين عن العزة والكرامة والحرية، وعند التفتيش في دفتر نضالاته هذا الثائر الجنوبي المغوار نجد بانه تعرض في جبهة حبيل حنش لإصابة بلغية اثر أستهداف طقمه العسكرية بصاروخ موجه اطلقته مليشيا الحوثي المتمركزة في احدى مناطق ماوية اليمنية القريبة من مركز حبيل حنش، واستشهد حينها احد أفراد قوات الطوارئ الجنوبية التابعة للواء العاشر صاعقة والتي يقودها البطل “علي القريضي” ودمرت مركبته العسكرية جراء هذا الإستهداف الغاشم والغادر، ونقل حينها الى احد مشافي العاصمة عدن برفقة الكثير من زملائه المصابين وهم في حالة خطرة، وقبل ان يتماثل للشفاء بشكل كامل عاد الى الجبهة مسرعاً ليلتحق بصفوف أبطال قواتنا المسلحة الذين يذودون عن حياض الأرض والعرض والدين، إذ مايزال حتى هذه اللحظة القائد “علي القريضي” يسير على نفس الخط الذي سار عليه سلفه ورفيق دربه الشهيد العميد “يسري الحوشبي” دفاعاً عن الوطن من تلك المليشيات الإرهابية والإجرامية التي تريد غزو الجنوب.

وشارك القائدان الشهيد “يسري الحوشبي” ورفيق دربه “علي القريضي” منذ الإنطلاقة الأولى للحراك السلمي عام 2007م في المسيرات والفعاليات المطالبة بالإستقلال واستعادة دولة الجنوب التي سلبت منذ الإجتياح الغاشم الأول صيف 94م، وكانا يمثلان الرعيل الأول لمن عشقوا الحرية وهبوا للإنتفاض في وجه الظلم والطغيان والإستبداد، فقد جمعتهم الكثير من الذكريات والمواقف الجميلة والمحطات التي لا يمكن نسيانها او طمسها من تأريخ نضال شعب الجنوب، حيث ظلا معاً طيلة مشوارهما النضالي والثوري يؤمنان بعدالة قضية الجنوب وملتحمان كالجسد الواحد يجمعهما الموقف والقضية والسلاح، وتعاهدا ان يعيشا متمسكان بهذه المبادئ المثلى وان يمضيا سوياً في دروب الفداء والتضحية حتى آخر لحظة من الحياة، كما اقسما اليمين الغليظة وبتشابك الأيدي الوفيه والمخلصه بان يعيشا حياة العزة والكرامة والتشبث بثبات بالقيم الوطنية والدينية والثورية وان لا يحيدا او يساوموا بقضية الوطن وتضحيات المناضلين والثوار مهما كانت المغريات واساليب الترهيب والترغيب، وان لا يخون احدهما الآخر او يطعن في الثوابت والأهداف السامية التي ضحى لأجلها شعب الجنوب بخيرة رجاله، وتعاهدا على ان لا يحيدا عن هذا المنهج والسلوك القويم والدستور الوثيق وان يتمسكا بهذه الشيم والمواقف الصلبة والراسخة وان يموتا عليها.

يقول القائد “علي القريضي” ان الشهيد العميد “يسري الحوشبي” عرف طوال حياته بحماس ثوري متوهج، وروح وطنية وثابة للحرية والإنعتاق، وبرز ذلك من خلال الأدوار التي لعبها كقائد فذ ومحارب مغوار ومناضل جسور في مختلف ميادين وساحات الكفاح المقدس ضد العدو المتغطرس، كما ان الشهيد القائد “يسري” عرف منذ العام 2007م في دعواته المتواصلة للجماهير للمشاركة في أي فعالية يعلن عنها الحراك الجنوبي، مشيراً الى انه ظل ملازماً للشهيد أغلب فترات حياته الثورية في جبهات القتال حتى اللحظة الأخيرة التي سقط فيها مصاباً ومن ثم شهيداً في جبهة قرن الكلاسي بمحور أبين، مؤكداً بان الشهيد العميد “يسري الحوشبي” عرف بإبتسامته وطيب أخلاقه وتواضعه الجم، وكان دوماً يرسم في قلبه علم دولة الجنوب، رافعا شعار “الحياة بعزة وكرامة أو الموت من أجل الوطن بإنفة وكبرياء وشموخ”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الخارجية البريطانية: فرض عقوبات على مجموعات استيطانية ومستوطنين متطرفين بالضفة الغربية

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أن فرض عقوبات على مجموعات استيطانية ومستوطنين …