خلال النصف الأول من ليلة الخميس (3 ديسمبر/ كانون أول 2020م)، ومع نهاية ذات اليلة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على أطراف مُعادية للقضية الجنوبية، بخبر يتحدث عن انقلاب في العاصمة الجنوبية عدن، وإن هناك قيادات جنوبية قامت بخيانة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وانقلبت عليه، في أحداث دراماتيكية فظيعة من المخرج والمؤلف، ومِن مَن ساعد على نشر تفاصيل ذلك الفيلم الذي لا تراه إلا في الـ(هوليوود)!
نعم.. لقد بدأ الحديث عن انقلاب عسكري، ومن ثم تحول بخيانة بعض القيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي لمبدأ القضية الجنوبية، وإن انفلات أمنية كبير في العاصمة الجنوبية عدن حدث، فيما الواقع يؤكد أن لا شيء من ذلك.. ليس الواقع فحسب، بل أنا شخصيًا اندهشت..كيف يحدث كل هذا وانا اعيش وسط العاصمة عدن ولم ارِ أو اسمع عن أي شيء من هذا كله؟!
ليس هذا فحسب، بل إنني في مغرب الخميس، وتحديدًا عند الساعة الخامسة والعشرون دقيقة، رأيت قوات أمنية جنوبية قامت بحملة ضد الدراجات النارية، وقبضت على حوالي عشرون دراجة نارية، ورأيت بأم عيني ذلك الأمر، وتحديدًا عند جولة عبد القوي الكائنة في مديرية الشيخ عثمان بعاصمتنا الحبيبة عدن…فشعرت بارتياح كبير إزاء الجهود التي تقوم بها قوات الجنوب الأمنية في تقويض أي تحركات مشبوهة، ليأتي المساء ويتحدث البعض عن “انقلاب”.. نعم انقلاب بكله، ولم يقولوا اشتباكات، التي أصبحنا معتادين عليها، أو مناوشات بأسلحة ثقيلة حتى؟!
الغرابة الأكثر فظاعة، هي عندما تحدث بعض المرموقين عن وجود خيانات من بعض القيادات (الجنوبية) للمجلس الانتقالي الجنوبي.. ركزوا هنا (بعض القيادات الجنوبية)، وضد من؟
ضد من يحمل قضية الجنوب.. لم يستطع هؤلئك المرموقين حبك فيلم الـ(هوليوود)، وأعتقد أن ذلك يعود إلى ضيق الوقت، فميلشيا الإخوان التابعة لما تسمى بـ(الشرعية اليمنية) شنت هجومًا كبيرًا في جبهة الطرية بأبين في ذات اليوم، وكان أمر (انقلاب عدن) الكاذب تزامنًا مع ذلك الهجوم.
لا أتهم أحد بالخيانة، أو التواطؤ، ولا ادعي الوطنية، ولا اقول أنني حريص على الوطن.. لا شيء من كل ذلك، لكننا في مرحلة تتطلب الحرص على قول أي كلمة، والتفكير فيها مليون مرة، وكيف ستؤثر، وهل هي لصالح القضية، أما ستكون نتائجها عكسية.. لنبتعد عن العواطف، ولنعمل بجدية متناهية من أجل بناء دولتنا الجنوبية التي ضحّى من أجلها آلاف الشهداء، وجُرح الآلاف أيضًا.
القوات المسلحة الجنوبية تخوض معارك شرسة في جبهات القتال بـ(أبين، والضالع، والصبيحة، وطور الباحة، وكرش، والساحل الغربي)، ويحتاجون لمساندتنا معنويًا كثيرًا، فالحرب معنوية إعلامية أكثر ما هي عسكرية، وهذا أمر معروف منذُ القدم، وليس الان فقط.
كما أن القيادة السياسية الجنوبية تخوض معركة لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية، وإشاعات عن انقلاب أو ما شابه يؤثر سلبًا عن سير قضيتنا.
اليوم الجنوب وصل إلى مرحلة متقدمة (سياسيًا، وعسكريًا، وأمنيًا، وثقافيًا، واجتماعيًا، ورياضيًا) لا يمكن لأي قوة أن تعيق تقدمها، أو تحاول هدم كل ما بُني، فكل ما بُني جاء بفضل تضحيات أبناء الجنوب.
شاهد أيضاً
اليافعي: الجنوب لن يقبل بحلول تهمش تضحياته وتمنح الحوثي
المكلا (حضارم اليوم) خاص حذر السياسي الجنوبي الدكتور ياسر اليافعي من خطورة أي حلول سياسية …