أبين ( حضارم اليوم ) متابعات
تأبى المليشيات الإخوانية الإرهابية إلا أن تكشف مزيدًا من الأدلة على استقدامها للنفوذ التركي بغية النيل من أمن الجنوب واحتلال أراضيه.
ففي الوقت الذي تشن فيه مليشيا الإخوان حربًا مسعورة ضد الجنوب، تفاقمت كثيرًا في الفترة الماضية، فقد حمل هذا العدوان برهانًا على دعمٍ خبيث تقدّمه أنقرة للمليشيات التابعة لحكومة الشرعية.
وأظهرت الاعتداءات الإخوانية المسعورة ضد الجنوب في جبهات محافظة أبين استخدام مليشيا الشرعية طائرات من دون طيار “مسيرة” تابعة لتركيا، ما يفضح حجم الدعم الخبيث الذي تقدّمه أنقرة لهذا الفصيل الإرهابي.
هذه المعلومة المهمة علّق عليها المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، بشن هجومًا حادًا على مليشيا الشرعية الإخوانية، بسبب استخدامها لطائرات مسيرّة تابعة لتركية في جبهات أبين.
الزعتر قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “استخدام مليشيات الإخوان لطائرات مسيرة تابعة لتركيا هو تطور يعكس إصرار هذه الميليشيات على مواجهة القوات الجنوبية”.
إقدام المليشيات الإخوانية على التصعيد العسكري ضد الجنوب أمرٌ لم يعد مستغربًا بأي حالٍ من الأحوال، وتبين للقاصي والداني أنّ الهدف من هذه المؤامرة الخبيثة هو إفشال اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في نوفمبر من العام الماضي، الذي يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
ما يثير القلق أكثر هو أنّ الشرعية لم تكتفِ بهذا الوضع العبثي، لكنّها انخرطت في تنسيق صريح ومباشر مع تركيا، التي قدّمت لها دعمًا خبيثًا، على الصعيدين المالي والتسليحي من أجل التمادي في إرهابها الغاشم.
ارتماء الشرعية في أحضان النظام التركي أمر متوقع بالنظر إلى أنّ هذه الحكومة خاضعة بشكل كامل لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، وأنقرة إلى جانب الدوحة، هما الأكثر دعمًا لتنظيم الإخوان الإرهابي، وينفّذ هذا المحور الشرير مؤامرة خبيثة تعادي التحالف العربي بشكل كامل.
ومن أجل تحقيق مصالحها المشبوهة، عملت الشرعية على إفساح المجال أمام تمدّد النفوذ التركي ضد الجنوب، وتجلّى ذلك واضحًا في رصد عناصر استخبارات تركية في محافظة شبوة تحت غطاء منظمة الإغاثة الإنسانية التركية، التي تنشط في المحافظة منذ سقوطها تحت سيطرة تنظيم الإخوان في أغسطس من العام الماضي.
اللافت أنّه مع تزايد النفوذ الإخواني في شبوة، تصاعد العداء ضد التحالف العربي في منطقة العلم، التي مثّلت هدفًا لهجمات متكررة بقذائف الهاون، ويعتقد أن الهجمات تهدف إلى قطع الغذاء والإمدادات الطبية، مما اضطر قوات التحالف المتمركزة هناك في النهاية إلى المغادرة، وفق تقارير عسكرية غربية.
وتسعى المليشيات الإخوانية للسيطرة ميناء بلحاف الاستراتيجي، والاستفادة من صادرات الغاز الهامة عبر الساحل المطل على بحر العرب، وهذه المنطقة قد تكون بوابة رئيسية لأي تدخل تركي محتمل وشحن الإمدادات الأساسية من القواعد العسكرية التركية في الصومال المجاورة.