الرئيسية / أخبار عربية ودولية / محمد بن زايد بين في مذكرات أوباما.. وملامح سياسة بايدن

محمد بن زايد بين في مذكرات أوباما.. وملامح سياسة بايدن

المكلا ( حضارم اليوم ) وكالات:

جاء توقيت نشر مذكرات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بعد أيام قليلة من نتائج الانتخابات الرئاسية التي أظهرت فوز مَنْ كان نائبه في البيت الأبيض، جو بايدن، ليُسعف هذا التوقيت مُستطلعي السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع المقبلة، بكمّ ٍمن المفاتيح التأشيرية الوثيقة.

فقد عمل بايدن نائبًا للرئيس أوباما طوال الفترة من العام 2009 إلى 2017، وكان مؤهلًا بخبرة سياسية طويلة، لأن يكون قريبًا إلى حدود الشراكة برسم وتنفيذ سياسات أمريكية عاصفة وخلافية في الشرق الأوسط، تتفاوت التقديرات الآن بشأن احتمالات استعادتها .

وكتاب أوباما الذي صدر الجزء الأول منه بعنوان“أرض الميعاد“، محققًا مبيعات هي الأعلى في الكتب الأمريكية منذ 2017، ستصدر منه 24 طبعة بلغات مختلفة بينها العربية.

وفي الكتاب عن الشرق الأوسط وقياداته التي التقاها أوباما من تفاصيل القضايا المزمنة، بدءًا من خفايا مرحلة الربيع العربي، والحرب في سوريا، والعلاقة مع تركيا، مرورًا بالاتفاق النووي مع إيران وانتهاء بالمرابطة العسكرية الأمريكية في المنطقة، وما يسميه“ الحروب التي لا تنتهي“، ما يغري بالمقاربة والتكهن بشأن الذي سيواصله أو يتجاوزه نائبه بايدن خلال السنوات الأربع المقبلة.

التغيير وليس الاستعادة

يوصف بايدن بالتعميم، أنه نقيض دونالد ترامب في نواح ٍ كثيرة، بينها ملف الشرق الأوسط، لكنه في المقابل، وبالتأكيد، ليس أوباما وإن كان استلهم منه الكثير.

ولذلك فإن نهج بايدن المرجح في الشرق الأوسط، بحسب تقديرات مركز بروكنغز أديوكيشن للدراسات، هو “ التغيير وليس الاستعادة“: إنهاء السياسات الجامحة التي تدار بتغريدات تويتر، كما ابتدعها ترامب، وتجنّب استعادة النهج الانقلابي الذي كان اعتمده أوباما في المنطقة وأحدث ثغرات عميقة في ثقة قيادات الشرق الأوسط بواشنطن.

وما بين الردّة الانقلابية على إرث ترامب، والنأي المستحق عن موروث أوباما،تتبقى لبايدن في الشرق الأوسط مساحة غير مُسيّجة استجدت عليها خلال السنوات القليلة الماضية حقائق على الأرض يصعب تجاوزها.

ففي خطاب له في شهر تموز الماضي أيّد بايدن قراءات الذين يتوقعون له أن“ يُغيّر ولا يستعيد“، عندما قال إن الكثير الكثير تغير خلال السنوات الماضية، وإن المشهد أضحى ”أشد ازدحامًا وتنافسًا وتعقيدًا“.

وكان بايدن في هذا التشخيص يبرر الأولويات الجديدة التي سيعتمدها ببناء تحالفات يكون عنوانها“ إعادة تعريف وتشغيل الديمقراطية“، مأخوذة بالاعتبار قضايا حقوق الإنسان، و البيئة، والطاقة النظيفة، واستنطاق الثورة التكنولوجية، وهي قضايا كان ناقش بعضها خلال زيارته لدولة الإمارات في مارس 2016 وعاينها في“مدينة مصدر ”في أبوظبي التي تعمل مع نظراء أمريكيين للدفع بالمساعي العالمية نحو نشر واعتماد الطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة، وتحفيز الابتكار والبحوث.

كيف تكون أمريكا في الشرق الأوسط“قوية وذكية“؟

في مذكراته التي حظيت حتى الان بقراءات عريضة ، يستهدف بعضها البحث عن تلاوين صورة بايدن عندما كان نائبا للرئيس ، يعرض باراك اوباما نظريته في الكيفية التي تستطيع فيها الولايات المتحدة ان تكون في الشرق الأوسط “ قوية وذكية بنفس الوقت“. وبقصد بذلك ان تقلص وجودها العسكري في المنطقة الى بضع مئات من القوات الخاصة والتجهيزات الاستخبارية التي يكون هدفها دعم شركاء واشنطن في المنطقة بمواجهة الارهاب,
لقد وصل الانطباع السائد في البيت الابيض بنهايات عهد اوباما ،أن ”الشرق الأوسط لا يزال مهمًا للولايات المتحدة ، إلا أنه أقل أهمية بشكل ملحوظ مما كان عليه في السابق“ كما كتبت المسؤولتان في ادارته تمارا ويتس ومارا كارلين.

وما يزال تيار الوسط في الحزب الديمقراطي من حول جوبايدن يتساءل علانية عما إذا كانت المنطقة تستحق المستويات العالية من المشاركة العسكرية التي حافظت عليها الولايات المتحدة لعقود.

ما حصل مع اوباما هو انه اختار في الشرق الاوسط حلفاء جدد بدلا من الذين تعاونت معهم واشنطن طوال القرن الماضي . اختار ”الاسلام السياسي “ شريكا جديدا لواشنطن ، وتمثل ذلك برعاية الاخوان المسلمين وتسليمهم مصر ، من جهة ، وبالاتفاق مع ملالي ايران تحت مظلة ”النووي “ من جهة أخرى .

اوباما يستذكر تفاصيل لقائه محمد بن زايد

يروي اوباما في مذكراته تفاصيل من الغضب الخليجي والعربي الذي تراكم بسبب ما احدثته رعاية ادارته لفوضى الربيع العربي وتسليم مصر للاخوان المسلمين . يقول انه كان يعي بان ”رعايتهم للاخوان في مصر كانت نقلة اطلقت صراعا من اجل روح العالم العربي ظلت نتائجه حتى الان بعيدة عن اليقين“
ويستذكر في السياق، محادثة اجراها مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد ان طلب ( اوباما) من الرئيس المصري محمد حسني مبارك التنحي عن السلطة,
يصف اوباما الشيخ محمد بن زايد بأنه “ شاب حصيف قريب من السعوديين، وربما أذكى زعيم في الخليج. لم يكن ينمّق كلماته وهو يصف كيف تلقّت المنطقة تلك الاخبار“
يقول أوباما: ”أبلغني محمد بن زايد أن التصريحات الأمريكية عن مصر والبحرين تخضع في الخليج لمراقبة عن كثب . ورددتُ عليه أنني أتمنى العمل معه ومع آخرين لتجنب الاضطرار إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين والاشتباكات العنيفة المحتملة بين الحكومات وشعوبها“. ونسب أوباما إلى محمد بن زايد قوله إن ”الرسالة العلنية لا تؤثر على مبارك، لكنها تؤثر على المنطقة“.
يضيف اوباما أن محمد بن زايد حذر من ان سقوط مصر وتولى الإخوان زمام الأمور، سيُخلّ باستقرار ثماني دول عربية اخرى ”ولهذا انتقد بياني، قائلا : يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكا يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل. كان صوته(بن زايد) هادئا وأدركت أنه لم يكن طلبا للمساعدة بقدر ما كان تحذيرا من انه مهما حدث لمبارك، فإن النظام العربي لن يتنازل وسيقاتل
ويعترف اوباما في مذكراته انه ”لم يكن لديه طريقة أنيقة لشرح التناقض الظاهر في حديثه ، سوى الاعتراف بأن العالم كان فوضويا، وبأنه في إدارة السياسة الخارجية، يجب عليه الموازنة باستمرار بين المصالح المتنافسة،:المصالح التي تشكلها اختيارات الإدارات السابقة والاخرى التي توجبها الطوارئ المستجدة، ”.

اللقاء الذي تحول الى قصة

لم يكن ذاك اللقاء بين الرجلين ، بتاريخ 31 ابريل 2015 ، الوحيد الذي حصل بينهما. لكنه أضحى حدثا استثنائيا في التوثيق الصحفي لقوى التأثير على البيت الابيض .
بن رودس نائب مستشار الامن القومي في ادارة اوباما ،وهو يستذكر تلك المقابلة ، يصف شخصية الشيخ محمد بن زايد بأنه“ يمتلك طريقة استثنائية في تبليغ الامريكان بما يريده.. يجعل الامر يمر من خلال نصائح تتعلق بالمنطقة.
ويضيف بن رودس انه ”عندما يكون الحديث عن الذين لهم نفوذ في واشنطن فإن محمد بن زايد يُعتبر فصلا خاصا بمفرده“.
ايضا دنيس روس الذي عمل في مجلس الامن القومي بادارة اوباما، احتفظ في ذاكرته بذاك اللقاء بين ولي عهد ابوطبي وباراك اوباما . يستذكره بالقول ان “ محمد بن زايد لم يتردد خلال حوارهما. عندما تطرق الحديث لموضوع تنحية الرئيس المصري محمد حسني مبارك ، في 2011، أظهر بن زايد عدم رضاه وبتعابير تجهر في كل مسؤول امريكي بمن فيهم الرئيس, فقد طرح سؤالا وجاهيا يقول“ هل هذه هي الطريقة التي تُعامل فيها الولايات المتحدة صديقا قديما؟“
صحيفة نيويورك تايمز استذكرت العام الماضي قصة ذلك اللقاء، وجعلته جزءا من ”بروفايل“ للشيخ محمد بن زايد، مستحضرة سويّة العلاقات الوثيقة التي اقامها ولي عهد ابوظبي مع الرؤساء الامريكان جورج بوش وباراك اوباما ودونالد ترامب. واعتبر ذلك كاريزما قيادية موسومة بالتواضع الذي اثراه راعيه بدراسة عسكرية في ساندهيرست البريطانية.

اوباما وبايدن تجاه أردوغان
مستطلعو سياسات بايدن المحتملة في الشرق الاوسط لم تقدم لهم مذكرات اوباما الشيئ الكثير غير المعروف عن الاستهانة والتقريع الذي طالما تحدث به الرجلان عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. فكلاهما ، اوباما وبايدن ، يتفقان في وصف اردوعان بانه ديكتاتور فاشل . وقد احتاج اردوغان عندما كان رئيسا للوزراء ،الى اللجوء للوبيات في واشنطن ليتوسط له من اجل ان يعود اوباما ويقبل لقاءه.
في مذكراته يستبدل اوباما اوصاف التقريع التقليدية التي كان يطلقها على اردوغان بالسخرية من مشيته وخنوعه واستجابته لما تطلبه منه الولايات المتخدة.
يقول اوباما: في كل مرة كنت أستمع فيها إلى اردوغان وهو يتحدث، كانت قامته الطويلة تنحني قليلا إلى الأمام. صوته يخرج متقطع النبرة، وترتفع نغمته في ردة الفعل على الشكاوى المختلفة أو الإساءة المتصورة. ”.
ووصف أوباما علاقته بأردوغان بانها كانت مبنية على المصالح الشخصية، وليس على الاعتقاد بأنهم شركاء في أي التزام يتعلق بالديمقراطية .“لقد تكوّن لدي انطباع قوي بأن التزامه بالديمقراطية وسيادة القانون قد يستمر بشرط أن يحافظا على سلطته.“
واضاف ان بعض المراقبين اشاروا إلى أن أردوغان قد يقدم نموذجا للإسلام السياسي المعتدل الحديث والتعدّدي، لكنني وخلال محادثاتي مع أردوغان، كانت لدي شكوك بذلك“.

أدانت تركيا يوم السبت تصريحات وصفتها “بالتدخل” أدلى بها المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن في ديسمبر كانون الأول عندما دعا لتبني نهج أمريكي جديد ضد الرئيس “المستبد” رجب طيب أردوغان ودعم أحزاب المعارضة.

موقف بايدن من اردوغان تجاوز الاوصاف التي اطلقها عليه اوباما ، حيث تعهد بايدن ان يعمل لاسقاطه بدعم معارضيه في الانتخابات

و في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز ، قال بايدن “عليه أن يدفع ثمنا” إن “ما أعتقد أنه يجب علينا فعله هو اتباع منهجية مختلفة جدا معه الآن، بأن نجعل الأمر واضحا أننا ندعم قيادة المعارضة ليكونوا قادرين على التغلب عليه وهزيمته. ليس من خلال انقلاب بل من خلال العملية الانتخابية”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

بيان دولي مشترك لإنهاء حرب اليمن (تعرف عليه)

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أعلنت السعودية وإيران والصين، يوم أمس الثلاثاء، عن تأكيد التزامها بدعم …