الرئيسية / أخبار عربية ودولية / جدل في تونس بسبب مركز كويتي لتدريب الأئمة

جدل في تونس بسبب مركز كويتي لتدريب الأئمة

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

تونس – أثار اعتزام الكويت بناء مركز تكوين إسلامي في تونس تساؤلات واسعة في البلاد عن الهدف من هذه الخطوة، والجهة المستفيدة منها، في الوقت الذي تعمل فيه تونس على توفير الدعم العربي والدولي للخروج من أزمتها الاقتصادية الحادة.

وأكد وزير الشؤون الدينية التونسي أحمد عظوم أن دولة الكويت أعلنت عن رغبتها في مساعدة تونس، من خلال التكفل ببناء مركز للتكوين الإسلامي، بقيمة مالية تناهز 14 مليون دينار تونسي (حوالي 4 ملايين دولار).

وقال أحمد عظوم، في جلسة أمام لجنة برلمانية، الجمعة، إنه من المنتظر أن تدوم أشغال بناء المركز سنة ونصف السنة، وأنه سيشكل نقلة نوعية لتكوين الأئمة في تونس.

واعتبر ناشطون تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الخطوة الكويتية غير مدروسة إطلاقًا، ويمكن أن تحقق نتائج عكسية تعود سلبا على صورة الكويت وعلاقتها بتونس، متسائلين عن الهدف من وراء بناء مراكز أو مدارس جديدة لدعم مشاريع التشدد في الوقت الذي تحتاج فيه تونس إلى دعم مالي واستثماري من أشقائها الخليجيين والعرب للخروج من أزمتها الاقتصادية.

أحمد عظوم: المركز الإسلامي المدعوم من الكويت سيشكل نقلة نوعية لتكوين الأئمة في تونس

ولفت هؤلاء المراقبون إلى أن الكويت، التي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا بسبب مخلفات وباء كورونا وتدني أسعار النفط، لم تكن لتخصص حوالي أربعة ملايين دولار لمثل هذا المشروع لو لم تكن الجهة التي تعهدت بالمشروع على صلة بإخوان الكويت، الذين يريدون تقديم الدعم لإسلاميي تونس، ورد الاعتبار لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي تم إلغاء زيارته للكويت تحت ضغوط شعبية كويتية.

وكان عدد كبير من الكويتيين، من بينهم كتاب وأكاديميون ووزراء سابقون، قد أعلنوا رفضهم لزيارة الغنوشي، مؤكدين أن الشعب لن ينسى للغنوشي تأييده غزْوَ العراق لبلادهم عام 1990، وعدم اعتذاره عن ذلك حتى اليوم.

وتأتي المبادرة الكويتية في سياق جدل داخل تونس حول التعليم الذي يشرف عليه فرع للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وحول الجهة التي سمحت له بالاستمرار في أداء دوره بالرغم من تعالي الأصوات التي تتهمه بتقديم مواد تعليمية تغذي التشدد ولا تتلاءم مع التعليم التونسي والهوية الوطنية.

وتنفذ عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، اعتصاما منذ أيام أمام مقر الاتحاد في تونس مطالبة بغلقه ومحاسبة من سهّلوا نشاطه في تونس.

ويقول مراقبون إن مبادرة الكويت ببناء مركز لتكوين الأئمة، بالإضافة إلى نشاط الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واختراق الإسلاميين لتعليم جامع الزيتونة، كلها عناصر تكشف عن وجود إستراتيجية لإغراق تونس بالفكر المتشدد، من بوابة التبرعات والأنشطة الخيرية، كما تُبيّن هذه العناصر أن الهدف من وراء ذلك هو خلق المناخ المناسب الذي يسمح لحركة النهضة الإسلامية بالسيطرة على البلاد سياسيا ودينيا على المدى الطويل من خلال خلق أجيال جديدة حاملة لأفكار متشددة ومعارضة لأي انفتاح واعتدال.

ويطرح ناشطون في المجال الديني تساؤلات بشأن المواد التعليمية التي سيوفرها المركز الكويتي لتكوين الأئمة في تونس؛ ولعل أبرز هذه التساؤلات: هل سيكون المركز راجعا إلى جامعة الزيتونة ويدرّس برامجها؟ أم سيتم استيراد البرامج والمدرسين من الخارج، وتدريس مناهج قادمة من الشرق يسيطر عليها فكر الإخوان المسلمين الذي بات مثار شبهات في دول الخليج وأوروبا؟المبادرة الكويتية تتزامن مع اعتصام مفتوح ضد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وتخلصت السعودية والإمارات ومصر من ميراث الإخوان المسلمين في تعليمها بأن أوقفت اعتماد كتبهم واعتبرتها حاضنة للتشدد. والأمر نفسه في فرنسا والنمسا وسط توقعات بأن يتم تعميم هذا التقييم ليشمل كافة أوروبا.

ويهدد وجود مركز يروج لفكر متشدد متناقض مع المدرسة المالكية جهود تونس في مكافحة المجموعات المتشددة التي توسع تأثيرها بعد ثورة 2011 وكانت وراء التحاق مئات التونسيين بجماعات إرهابية خارج البلاد، فضلا عن الجماعات التي نشطت في البلاد ونجح الجيش والشرطة في القضاء عليها بصعوبة.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

مجلس الأمن يُجدد إدانته لهجمات الحوثيين للملاحة الدولية

المكلا (حضارم اليوم) متابعات صوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بالإجماع على قرار يدين بأشد …