لخلق الاحباط في الجنوب بسبب واقع الحرب وتداعياتها جعل المرجفون يجزمون بفشل الجنوبيين في ادارة انفسهم في تقييم خبيث يخلط الحرب وتداعياتها بتجربة حزبية عقائدية فشلت في ادارة الجنوب ويعدونه فشلا وطنيا يستنتجون منه عدم قدرة الجنوبيون على حكم نفسهم بعد الاستقلال عن بريطانيا بينما الذي فشل في الجنوب هو الحكم بالايديولوجيا *وهي من اعطت بعد الاستقلال وستعطي مستقبلا من ليس جنوبيا حقا بحكم الجنوب وسيفشل الجنوبيون مرة اخرى الا اذا كان النجاح ان تحكمهم اليمنتة انقلب الحوثي والجنوب عكس الشمال ، بلا دولة ولا مؤسسات ولا عسكر ولا احزاب الا ماكان تابع لصنعاء ومؤسساتها واحزابها وياتمر بامرهم ، فاستولى الحوثي على مؤسسات الدولة فصار الدولة ساعده ان جذر الوعي السياسي طائفيا في صنعاء ومجال حكمها التاريخي فاذعن اما لقبول طائفي او لرضى باستبعاد تاريخي يعطي الزيدية الحكم ولم يفتقد الشماليون دولة مواطنة فيقاوموا الانقلاب دفاعا عنها فلا يختلف عسكري او قبيلي السيد عن حكم السيد. كان في الجنوب ثورة سلمية جماهيرية ضد احتلال يمني سواء طائفي او عصبوي متحزب ثم انطلقت ضد الاجتياح الحوثي مقاومة وطنية جنوبية تميزت عن الشعبية الشمالية في مسماها ونتائجها فلم تكن منقسمة بين امير الذهب وامير المذهب مثل الشمالية انهارت الدولة في الجنوب لانه لاتوجد فيه مؤسسات دولة بل ادوات قمع سلطة لكن ظلت فيه اليمننة باحزابها وامنها العميق وادواتها وارهابها وتمكينها ومؤسساتها وجمعياتها واغاثتها ونزوحها واعلامها وتجارها ..الخ مبثوثة اما في مؤسسات الشرعية او في مفاصل المجتمع فمنعت الدولة- الا دولتها – وجعلتها عقابا لا قانونا في الجنوب وخلقت اجندتها حالة اصطراع في الشارع الجنوبي لاعادته لليمننة يمكن استقراءها في *مستويين ، واطار عام
دستوى عقائدي مهما كانت عقائديته ونموذجه هذه تغريدة* (…. قاتلوا على أرضهم ومحافظتهم ولم يعتدوا على الضالع وردفان، كما يفعل ع ب ي د الإمارات.
رحمكم الله يامن تكسرون مشروع بن زايد الصهيوني) ودعوات النفير القبلي المتخادم واجندة اليمننة والتغريدة -وان اختلفت الايديولوجيا- هي استلهام مناطقي اخواني لشعار مناطقي قومجي قديم في التأليب بقبليات ومناطقيات كانت متعايشة تاريخيا تنجد بعضها حين تغزوها طائفية اليمن او غيرها ولم تنتقل فيها فكرة صراع الاضداد الا من الحركيات الايديولوجية الثورتية وصراع الاضداد في ايديولوجيا التمكين الاخواني يعطي نفس الدماء والقمع والالغاء والاستبعاد وان لا يحكم الجنوبيون انفسهم الذي في الايديولوجيات الاخرى الفارق انه يؤسلمها وانه لم يصل الى مرحلة تمكين يستطيع تنفيذها فقبل عقود نمّطت الايديولوجيا الرابطة وجبهة التحرير وكل الشخصيات والاحزاب والتعبيرات الوطنية الجنوبية التي قاومت بريطانيا عشية الاستقلال بانها صنيعة الاستعمار والرجعية السعودية ونمّطوا محافظات او مناطق كبيرة منها بانها “الرابطي بن الرابطي والرجعي ..الخ ، وحشدت الايديولوجيا مناطقيا ضدها ووفرت الغطاء العقائدي لترويجها نفس المعنى الذي يقوم به بعضهم بالنفير القبلي العام مناطقيا اليوم والخطاب الايديولوجي الاخواني الذي جعل بن زايد ودولته عملاء للصهيونية هو صنو ذاك الخطاب الذي جعل فيصل بن عبدالعزيز رجعي ودولته عميلة للامبريالية والصهيونية !!! هذا تاريخ لن ينكره احد ومن صنفوا الرابطة وجبهة التحرير عميلة نالوا ذات التصنيف فالتحقوا بها مطرودين بعد بضع اعوام *لكن بقيت الايديولوجيا المنتجة سمة لا تخلو من نَفَس مناطقي تغطيها وهماً ثورتية قائدة.. لماذا؟.. لكي لايحكم الجنوبي نفسه الا بيمني فاوصلته الايديولوجيا الى باب اليمن فضاع الجنوب والجنوبي !! وتتكرر الايديولوجيا الان اسلامويا لبقائه فيه بدوى مواطنة متساوية !!!
مستوى اخر هو انعكاس خجول لا يصرّح عن ذاتيته للانقسامية ويتجلى في “الصراع على الواجهة” ومنها دعاوى النفير العام ‘ بين مكونات وشخصيات ووجاهات تحمل نفس الهدف ونفس الشعارات واستغلت اليمننة الصراع من اجل الواجهة لزرع طرفيتها للتتحدث باسم الحق الجنوبي الذي سيضيع بين الحنوبيين ولن تكفله لهم الا مواطنة متساوية في صنعاء التي في ايام عصبويتها ما اعطت ذمار مواطنة متساوية وفي ايام طائفيتها قسّمت المجتمع الى قناديل هاشمية وزنابيل يمنية
كيف ظل هذان المستويان يعملان !!؟ عدا ان الحرب تخرج اسوا ما في المجتمعات لكن ساعدها في بقاء المستويين ان الاطار التاريخي لوعينا السياسي اطار انقسامي مناطقي قبلي ظل يحكم ويدير الجنوب طيلة الالف عام الماضية ومن هذا الوعي يخترقون الجنوب فالدولة الوطنية التي ورثت تلك الانقسامية احتوتها الايديولوجيا ولم يكن في الجنوب منطقة مركزية تلتف الانقساميات حولها او تخضعها لتاسيس دولة وطنية كما حصل في بعض بلدان العالم وبعض البلدان المجاورة التي امتزجت فيها الايديولوجيا بالوطن ثم قدّمت قياداتها الوطن وجعلت الايديوجيا تالية له ، ولم يكن له جيشا يقود ويحافظ على وطن كالحالة المصرية وغيرها ، وحال فقر وانانيات الانقساميات وعدم سعة وعيها لمفهوم الوطن دون تماسكها بشكل دولة كما حصل في تجربة بعض الجوار ايضا فاستولت على الدولة الحالة العقائدية العروبية التي اتصفت بالحماس كان الوطن فيها تاليا على العقائدية !! فكانت نظرتها فوقية طردت رؤوس الانقساميات ولم تمتلك مشروع متوازن يجفف وعيها في المجتمع ويضمن موازنة مصالحها الا بشعارات لم تحتوي فورانها ، مع ان عقلاء ادركوا خطرها لكن بعد فوات الاوان فلم يستطيعوا التخلص منها *فاختلفت ثم تقاتلت فكانت العقائدية جاهزة رمت بالجنوب للمجهول اليمني وفي ذلك تاكيد للمخدوعين من الجنوبيين بان الحلول العقائدية مثلما فشلت قوميا ستفشل اسلامويا وتنتج ازمات اكثر تعقيدا ولن يكون حل التمكين الحركي العقائدي الاسلاموي افضل من حل الوحدة الحركي الاشتراكي القومي فكلها عقائديات تهتم باجندتها اولا واخيرا
المجلس الانتقالي لا يمثّل الكمال السياسي والوطني للجنوب العربي ، لكنه اوسع كيان منذ انطلاق الحراك والمقاومة ، جاء ضرورة ليمثل القضية والهوية الوطنية بكل ماتحمل من تميّز وتاريخ فيستوعبه ويؤطره في مرحلة تحرير لا تقوم على التنافس والاستقطاب بل على التكامل والسعة فاستوعب كل المحافظات في رئاسته وامانته العامة وجمعيته الوطنية وقياداته الميدانية وهو ليس الكامل لكنه جاء في مرحلة مقاومة ضد انقلاب طائفي وضد احتلال وضد ارهاب وضد تمكين اسلاموي يمني في ظل تدخلات دولية واقليمية ، قد لايرضى عنه الكل لكن سعته وعدم تحزّبه وعدم ادلجته قابلة ان يتمثّل فيه الكل ويستوعبهم الا الحركيات التي لاترضى الا بالتمكين او ونخب اين موقعي؟ فهؤلاء لن يرضوا بوطن ان لم يكونوا قادته والمتمكنين فيه ورغم ذلك فالساحة المحلية والاقليمية والدولية واسعة لاي نشاط من اي مكون يخدم مشروع استقلال الجنوب العربي واول هجائيات خدمة الجنوب ان يعرف من هم اعداؤه اما جعل الانتقالي خصما فيثير علامات تعجب واستفهام …لمصحة من الخصومة مع الانتقالي!!؟ 17 فبراير 2020م