عدن ( حضارم اليوم ) إرم نيوز
كشف نائب مدير أمن العاصمة اليمنية المؤقتة عدن العميد أبوبكر أحمد حسين جبر تفاصيل جديدة حول شحنة المخدرات التي تم ضبطها أواخر الشهر الماضي، في ميناء عدن، مؤكداً أنها كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء، لافتاً إلى وجود شبكة دولية خلف محاولة التهريب تلك.
وأفاد جبر، في حوار مع ”إرم نيوز“، تعيد ” 4 مايو” نشره، بأنه تم القبض على مالك شحنة المخدرات، ويقبع حاليا في السجن، وهو تاجر يمني من أبناء مدينة تهامة بمحافظة الحديدة، وله شريك لبناني يتواجد حالياً في العاصمة المصرية القاهرة.
وتطرق العميد جبر، في سياق الحوار، لتفاصيل عمل إدارة أمن عدن، وعن موعد مجيء مدير أمن عدن الجديد اللواء محمد أحمد الحامدي لاستلام وإدارة مهامه، على رأس هرم إدارة أمن العاصمة المؤقتة للبلاد.
*أطلعنا في بادئ الأمر على تفاصيل شحنة المخدرات التي تم ضبطها مؤخراً في ميناء عدن؟
-في الحقيقة الموضوع كان له صدى كبير على مستوى عدن وعلى مستوى المنطقة، والجهود كانت بصراحة كبيرة من قبل إدارة الأمن بالذات، والقائمين أيضاً على هذه العملية، بمشاركة قسم الطوارئ التابع لإدارة الأمن، وأيضاً أمن وإدارة الميناء الذين كان لهم دور كبير في هذا الجانب، وهذه المعلومة قد حصلنا عليها قبل شهر من وصول هذه المخدرات، من خلال معلومات استخباراتية وعمل استخباراتي، بأن كمية من المخدرات ستصل عبر شحنة السكر، وهي قادمة من دولة البرازيل.
وعند وصولها تم تفتيش السفينة لمدة 3 أيام، وكنا نملك أرقام 15 حاوية من المحتمل أن تتواجد داخلها، كون الحاويات المتواجدة على متن الباخرة 900 حاوية، وفي حالة عدم امتلاكنا لأرقام الحاويات التي من المحتمل تواجد المخدرات فيها كان سيصعب هذا الأمر من مهمتنا، وفي الأخير وجدنا كافة المواد المخدرة داخل حاوية واحدة فقط.
*برأيك.. من يقف خلفها؟
-من يقف خلفها شبكة نعتبرها شبكة عالمية، ولها ارتباطات وأجندة خارجية، يحاولون استغلال الفترة التي تمر بها البلاد، كون الوضع الذي تعيشه عدن وأيضاً البلد بكاملها وضع حرب، ونعيش في ظروف استثنائية.
*ما الغرض من إيصالها إلى عدن؟
-الغرض من وصولها إلى عدن، في المقام الأول هو إيصالها إلى الحوثيين في صنعاء، حيث يتعاملون فيها بالبيع والشراء، وبالتالي تستفيد منها الأطراف الأخرى المتعلقة بالحوثيين، وترويجها من خلالهم على مستوى المنطقة بأكملها، فضلاً عن أنه توجد بعض الأجندة التي تريد تشويه صورة عدن، وإرباك الأمن فيها بشكل أكبر.
*هل تم القبض على المتهم الرئيس؟
-تم القبض على المتهم الرئيسي الذي هو كان مالك شحنة السكر، وقد كان يتواجد أساساً على متن الباخرة نفسها، وكانت لدينا معلومات سابقة بهويته، وهو المسؤول الأول عن المادة هذه، وعن السفينة وعن شحنة السكر، وهو تاجر يمني من أبناء مدينة تهامة، وبنفس الوقت هناك شريك له وهو شخص لبناني، وهو موجود حالياً في العاصمة المصرية القاهرة.
*وماذا عن الشريك اللبناني؟
-نحن تابعنا هذا الموضوع، ليس مقبوضا عليه، إنما هو موجود في القاهرة، وهو ضلع أساسي في إدخال هذه المادة إلى عدن، وهم شركاء، لكن نحن حمّلنا المسؤولية أولاً وأخيراً إلى اليمني، وهو من أبناء تهامة، وهو أيضاً المسؤول عن الشحنة المتعلقة بالسكر.
*هل نستطيع القول بأن هنالك علاقة لحزب الله بالموضوع؟
-أنا لا أريد أن أقفز على الواقع، لكن أقول إن هذه الشحنة لها علاقة بالحوثيين، والحوثي طبعاً له علاقة بحزب الله وبإيران، ولا يُستبعد أن يكون هناك أيضاً تنسيق مع هذه القوى ومع هذه الأحزاب.
الغرض منها هو أن يستفيد منها الحوثيون بدرجة أولى، وبنفس الوقت إدخال عدن في فوضى، والاستفادة من هذه المادة بطريقة غير أخلاقية وغير شرعية.
*كم بلغت كمية المادة المضبوطة.. ومن أي نوع من أنواع المخدرات؟
-هي من نوع الكوكايين الخام، ويعد هذا النوع من النوع الخطير والغالي الذي لا يملك قيمته إلا الناس الكبار، وبلغت الكمية 250 كيلو، وفي نفس الوقت كانت عبارة عن مواد خام، وكما يقال يمكن من خلال هذا الخام إضافة مواد أخرى عليه، وحينها يمكن أن تتضاعف الكمية حتى تصل إلى قرابة 3 أطنان.
*أطلعنا على عمل إدارة الأمن في عدن بشكل عام؟
-في الحقيقة نحن في إدارة أمن عدن نبذل قصارى جهودنا لتحقيق شيء لعدن في الجانب الأمني، لكن فيما يتعلق بالظروف التي نعيشها للأسف وبكل صراحة نعيش في ظروف صعبة ومحدودة، أولاً لأن اتفاقية الرياض لم تنفذ، وتأخير إعلان تشكيل الحكومة شكّل علينا عبئا كبيرا؛ لأنه من ضمنها كان تغيير مدير الأمن.
ومدير الأمن السابق شلال علي شايع بذل جهودا كثيرة وضحى، وكان له دور كبير في تثبيت الأمن والاستقرار في عدن، ولكن جاء القرار بتغييره.
ونحن لم نرفض هذا القرار أو حتى الأخ شلال، على الاطلاق، لكن هذا القرار أثر علينا في الجانب الآخر، في موضوع الغذاء ومخصصات إدارة الأمن، وتوفير المحروقات، إذ تم قطع التغذية على الجنود منذ سنة، ومنذ 5 أشهر لم يستلم الجنود مرتباتهم، ومنذ 4 أشهر تم إيقاف مخصصات إدارة الأمن، في البنك المركزي، ومنذ 4 أشهر أيضاً لا تتوفر لدينا المحروقات والمشتقات النفطية، كل ذلك بسبب عدم وجود الوزارة، وهذا شكّل علينا عبئا كبيرا، ونحن دائماً نطرح هذا الموضوع على الأخ المحافظ وعلى المسؤولين، إننا بحاجة إلى إعادة ما كنا نستلمه فقط، وخلال طيلة الفترة السابقة وحتى اليوم نقوم بتغطية هذا الجانب بجهود ذاتية.
*لماذا لم يصل مدير أمن عدن الجديد اللواء محمد الحامدي حتى اليوم لاستلام وممارسة مهامه؟
-هذا الموضوع مُتعلق بالقيادة العُليا، وليس موضوعنا، الموضوع متعلق بالقيادة، كما أخبرتك بأن الأمور كافة متعلقة بتنفيذ اتفاق الرياض، ويتعلق أيضاً بوصول المدير السلف والمدير الخلف، لإتمام وإجراء عملية الاستلام والتسليم فيما بينهما، ولا يوجد أي مشكلة في هذا الجانب.
وأتوقع وصولهما عقب إعلان الحكومة، ومجيئها إلى عدن، والذي سيتزامن معها مجيئهما، وهذا إن شاء الله قريباً.
*يكاد يكون دور أقسام الشرطة في كافة المديريات خاملاً.. لماذا؟
-نحن لا نلوم أي قائد شرطة ولا نلوم الجنود؛ بسبب أن الأوضاع الصعبة التي نعيشها أثرت على العمل الأمني، وأثرت على جهودنا، طبعاً إذا لا يوجد لديك أي إمكانية لتتحرك فيها ستواجه صعوبة جداً في تأدية واجبك، فمن غير المعقول أن يقدم الجندي مهام أو يعمل بدون أن يستلم مرتبه أو بدون توفير غذاء له، أو توفير المحروقات لتحريك الأطقم والسيارات التابعة للشرطة في أداء المهمات، ومع ذلك نقوم جميعنا ببذل الجهود وفق الإمكانيات وبحسب المستطاع.
*كيف يتم التنسيق بينكم وبين قوات الحزام الأمني.. وهل تختلط المهام فيما بينكم؟
-الأمور فيما بيننا طيبة، إذ توجد فيما بيننا علاقة تواصل ونقوم بعمليات تنسيق في تنفيذ المهام، ولا يوجد أي اختلاط في أداء المهمات.