الرئيسية / أخبار عربية ودولية / مخاوف مصرية صامتة من هيمنة إسلاميي ليبيا على منتدى تونس

مخاوف مصرية صامتة من هيمنة إسلاميي ليبيا على منتدى تونس

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

تثير تحركات إخوان ليبيا في علاقة بالمحادثات التي ستُجرى في تونس في التاسع من الشهر الجاري، مخاوف مصر من أن يتم الالتفاف على مضمون هذه المحادثات بغية عدم فتح ملف المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق، علاوة على الإبقاء على المشهد الحالي داخل البلاد، ما يراعي مصلحة إسلاميي ليبيا ويطيل أمد الأزمة هناك.

القاهرة – تتخوف مصر من أن تؤدي نتيجة منتدى الحل السياسي للأزمة الليبية الذي سيُعقد في تونس في التاسع من نوفمبر الجاري، إلى تكريس نفوذ القوى الإسلامية في السلطة بليبيا، والالتفاف على ما حققته اللجنة العسكرية بجنيف من تقدم بشأن وقف إطلاق النار وتثبيته وتقنين أطره عبر اجتماع اللجنة الأول بغدامس من 2 إلى 4 نوفمبر.

ورصدت اللجنة المعنية بملف ليبيا في القاهرة تطورات مزعجة للأمن القومي المصري، تنبع خطورتها من انعكاسها على جهود وضع الحل السياسي على الطريق الصحيح، وإفشال التحركات الرامية لتوحيد المؤسسة الأمنية، وضبط عملها بشكل نظامي للتخلص من الميليشيات والمرتزقة الذين يعملون لصالح جهات خارجية.

وأجرى المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (طبرق) والوفد المرافق له لقاءات مع مسؤولين عن الملف الليبي بمصر، الأحد، استعدادا لمفاجآت ليبية تتعلق بالتوجس من أن يصبح منتدى تونس، الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، مطية وثوبا جديدا لتركيا وقطر وجماعة الإخوان للاستيلاء على السلطة مرة أخرى.

ويقول مراقبون إن زيارة عقيلة صالح للقاهرة في الوقت الراهن، تأتي في سياق إطلاعها على نتائج اللقاءات التي عقدها في مالطا، والاجتماع مع سفراء أوروبيين في فاليتا، وانصبت جميعها على مناقشة مستجدات الأزمة ودور مجلس النواب.

القاهرة تتحرك مع بعض القوى الإقليمية والدولية لتجنب شرود مخرجات ملتقى تونس عما جرى التوصل إليه في الاجتماعات التي عقدت في أماكن مختلفة مؤخرا، والعودة إلى المربع الأول، وإطالة عمر الأزمة

وكشفت مصادر سياسية لـ”العرب”، أن الزيارة جاءت “رداً على تحركات متزايدة من قبل أطراف سياسية في الغرب الليبي باتجاه كل من تركيا وقطر، وعقدت اجتماعات غير معلنة في عاصمتي البلدين” بهدف تقويض دور مصر وإجهاض محاولات تصدير ملف المرتزقة والمتطرفين للواجهة كعقدة مركزية أمام التسوية.

وتستخدم الجهات المستفيدة من هذا الملف، أو تخشى، ردود فعل الميليشيات في استمرار وجودها في قلب السلطة بطرابلس، وتعمل جاهدة على تعويمه، وحض بعض القوى الدولية على تصدير مشهد مرتزقة “فاغنر” بدلا من مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم تكن تركيا مرتاحة لسلسلة اللقاءات التي عقدت في مصر والمغرب وسويسرا في الفترة الماضية، وحاولت تجيير حلفائها السياسيين والعسكريين في طرابلس لتخريب الطريق الذي من المرجح أن يقود إلى تغيير طبقة الحكم الراهنة في طرابلس، وتدوير المتعاونين من خلال التركيز على ملتقى تونس كمنبر يرتب العدة للفترة المقبلة.

ورمت أنقرة والدوحة بأحجار ثقيلة تمنع تغيير المعادلة التي منحتهما نفوذا طاغيا في طرابلس، وتعطيل ما من شأنه تحويل سرت إلى مركز للسلطة الجديدة، وزيادة وتيرة المناكفات السياسية والأمنية.

ويمثل عدول رئيس حكومة الوفاق فايز السراج عن استقالته أخيرا، بادرة تحافظ لتركيا على لياقتها السياسية والعسكرية والاقتصادية في ليبيا.

وقام رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري بزيارة للدوحة، والتقى كلا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير دفاعه خالد بن محمد العطية، الأحد، بما يعني أن الدوحة مصممة على عدم التخلي عن دورها في رعاية إخوان ليبيا.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عن اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف، وقعت قطر في 26 أكتوبر الماضي، أي بعد ثلاثة أيام من إعلان وقف النار، مع وزارة الداخلية بحكومة الوفاق مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجال الأمني.

وتركز قطر وتركيا على هذا النوع من الاتفاقيات لحماية نفوذهما مستقبلا، وعدم التفريط في ورقة الميليشيات كرأس حربة لهما على الساحة الليبية.أحمد عليبة: الإخوان سيوجهون منتدى تونس لخدمة مصالحهم

وتحرص مصر ورئيس برلمان طبرق على التنسيق في كثير من الخطوات السياسية لتناغم التحركات ومنع تعارضها، كي لا يستفيد من ذلك خصوم الجيش الوطني الليبي، وقائده المشير خليفة حفتر.

وتتحرك القاهرة مع بعض القوى الإقليمية والدولية لتجنب شرود مخرجات ملتقى تونس عما جرى التوصل إليه في الاجتماعات التي عقدت في أماكن مختلفة مؤخرا، والعودة إلى المربع الأول، وإطالة عمر الأزمة.

وأبدت مصادر مصرية قلقها من الانحراف بالملتقى عن عنوانه الخاص بالحل السياسي على أساس وطني وليس عقائدي، بعد أن رصدت وجود عدد من الأسماء المنتمية لجماعة الإخوان صراحة أو قريبة منها بما يخدم أجندتها.

ومع وجود نسبة كبيرة من الشخصيات التي تنتمي إلى التيار الإسلامي ضمن من دعتهم بعثة الأمم المتحدة بشكل مثير للجدل، وعددهم الجملي 75 شخصية ليبية، يمكن حرف المؤتمر عن أهدافه الرئيسية، وأهمها أن يكون نقطة انطلاق نحو تشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديدين، وضبط الوظائف السيادية، والتجهيز للانتخابات.

وأكد الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أحمد عليبة، أن تنظيم الإخوان لن يجد صعوبة في توجيه المنتدى نحو اتجاهات تخدم مصالحه، ويتحول إلى صخيرات آخر، في غياب تمثيل واسع للمكونات السياسية على الأرض.

وأشار عليبة في تصريح لـ”العرب” إلى أن هذا الحضور يثير شكوك القاهرة حول ما سيتمخض عنه المنتدى، لكنها تحافظ على صمتها، وتتحرك في اتجاهات مختلفة بالتوازي، باعتبار أن الحوار يُعقد برعاية البعثة الأممية.

وتعمل الأجواء التي يعقد فيها المؤتمر لصالح الإخوان، حيث يريد ممثلو جماعة الإخوان اختطافه، وإعادة إنتاج المشهد بالطريقة التي تضمن مواصلة هيمنة تيار الإسلام السياسي، وإخفاء قضية المرتزقة التي باتت محل رفض جانب كبير من الليبيين.

وقال المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي، إن الخطر يكمن في تحول المحاصصة المناطقية، وهي مرفوضة ولا تصلح مع الوضع الراهن، إلى محاصصة أيديولوجية، واختيار شخصيات تمثل مناطق معينة، غير أن ولاءاتها السياسية طاغية وداعمة للإخوان، وبالتالي الحفاظ على الوضع القائم.

وشدد الزبيدي في تصريح لـ”العرب”، على خطورة تكرار الصيغة الحالية للحكم خلال المرحلة المقبلة، فعدد كبير من ممثلي الأقاليم في حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة، جرى اختيارهم ليمثلوا الأقاليم التي ينحدرون منها، لكنهم يخدمون أجندات أخرى.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الجيش الأردني يعلن سقوط صاروخ أطلق من لبنان بالموقر

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أعلن الجيش الأردني، سقوط صاروخ من نوع “غراد” أطلق من لبنان، …