أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار عربية ودولية / جدل الرسوم المسيئة يكرس انقسام التونسيين حول المقدسات وحرية التعبير

جدل الرسوم المسيئة يكرس انقسام التونسيين حول المقدسات وحرية التعبير

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

تونس – أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد جدلا في تونس، بين نائب في البرلمان برّر عملية قتل الفرنسي سامويل باتي ومثقفين يدافعون عن حرية التعبير.

وأثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي خلال تكريم وطني للمدرّس الذي قُطع رأسه في هجوم شنّه إسلامي في 16 أكتوبر بسبب عرضه رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد على تلاميذه في الصفّ، غضب الكثير من الدول الإسلامية.

ووعد ماكرون خصوصاً بأن تواصل فرنسا الدفاع عن نشر هذه الرسوم باسم حرية التعبير. وأكد أن القتيل “كان يجسّد الجمهورية” وأنّ بلاده لن تتخلى “عن الرسوم الكاريكاتيرية” هذه.

وانتهى وعد ماكرون إلى سيل من الانتقادات في دول إسلامية من المغرب وصولا إلى باكستان.يوسف الصديق: الرئيس الفرنسي ارتكب فعلا غريبا الهدف منه انتخابي

وظهرت انتقادات متضاربة في تونس البلد الشديد الارتباط بفرنسا، ووصفت أستاذة الآداب والحضارة العربية وعلم النفس في الجامعة التونسية رجاء بن سلامة انتشار الجدل “العاطفي” الكبير “بالطاعون”.

في المقابل اعتبر يوسف الصديق الفيلسوف وعالم الأنثروبولوجيا التونسي الذي يدافع عن قراءة حديثة للقرآن “لا شك أن الرئيس الفرنسي ارتكب فعلا غريبا” الهدف منه “انتخابي” أمام هجوم “أقصى اليمين”.

وأوضح الصديق “رمى من خلال تصريحاته بالإسلام على كل من يكره الآخر، من أقصى اليمين، في التجمع الوطني (الحزب الفرنسي)، إلى العنصريين”.

ورأى أنه كان على ماكرون “أن يُضمّن خطابه 99 في المئة من المسلمين الذين لن يكونوا أبدا إرهابيين، عوض أن يتهم بعباراته دينا يمثله ناس طيبون وعاديون وبسطاء”.

واستدرك قائلا “يجب ألا نخلط بين علاقاتنا مع فرنسا وشغف البعض بالإسلام الذي يدفعهم لردود فعل غير معقولة أحيانا”.

وفي الجنوب التونسي، تظاهر السبت العشرات من الأشخاص ضد تصريحات ماكرون وحرقوا في حركة احتجاجية العلم الفرنسي.

بموازاة ذلك، انتقدت الحكومة المغربية بشدة الرسوم الكاريكاتيرية، كما استنكر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر وهو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية، الاثنين، “الحملة المسعورة” على النبي محمد والإسلام، بينما لم تعبر السلطات التونسية عن موقفها.

ودافعت بن سلامه عن تصريحات ماكرون الذي “لم ينتقد النبي محمد بل تحدث بصفته رئيسا لبلد ديمقراطي لديه تقليد فصل الدين عن الدولة وحق التجديف”.

ووقعت بن سلامة مع نحو أربعين مثقفا تونسيا عريضة يطالبون فيها بمحاكمة نائب إسلامي برّر قتل الأستاذ الفرنسي.

وكتب راشد الخياري على صفحته الرسمية عبر شبكة فيسبوك السبت “الإساءة لرسول الله.. هي أعظم الجرائم وعلى من يقدم عليها تحمل تبعاتها ونتائجها، دولة كانت أو جماعة أو فرداً”.

كذلك، نددت الأستاذة الجامعية “بالخطابات التي تدعو لكره الإسلام وغير المحتملة” في برامج تلفزيونية فرنسية عدة، وقالت “يجب على الفرنسيين احترام خصوصيات الآخرين والتوقف عن انتقاد النساء المحجبات على سبيل المثال”.

ورأت بن سلامه أيضا أن ردود الفعل الحاصلة مبالغ بها “تعبر عن شحن جماهيري يستند على العاطفة”.

وعمل الرئيس الأول لتونس الحبيب بورقيبة (1957-1987) على تحديث البلاد ثم شدد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي (1987-2011) من بعده المراقبة على دور العبادة وقمع الإسلاميين وصولا إلى ثورة 2011 التي شهدت تونس إثرها توجه الآلاف من الشباب إلى التشدد الديني والذين انتقلوا إلى الجهاد في سوريا والعراق وليبيا.رجاء بن سلامة: ردود الفعل تعبر عن شحن جماهيري يستند على العاطفة

وأقرت تونس دستورا جديدا في العام 2014 إثر جدل واسع بين مواقف شديدة الاختلاف حول مكانة الدين.

ونص على حرية المعتقد والتعبير وأن الدولة ضامنة لذلك.

واُنتقدت تصريحات ماكرون في مواقع التواصل الاجتماعي كما في الشارع مع رفض واسع لها.

ودعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى احترام النبي محمد مع بث مكثف للأغاني الدينية التي تمدح النبي ونشروا دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

وقال الستيني عزوز صمودي في تصريحات صحافية “الحديث عن الرسول وعن الإسلام بهذه الطريقة إهانة”.

واعتبر مراد النمري “نحن ضد التطرف الديني والإرهاب ولكن ما يحصل الآن وقلة الاحترام للمسلمين ولمعتقداتهم الدينية غير مقبول”.

ولخص النائب في البرلمان المستقل ياسين العياري ردود الفعل التي انتشرت على شبكة فيسبوك قائلا إن “تحقير ثقافتنا ليس حرية تعبير”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أدت الحكومة المصرية الجديدة اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، أمام الرئيس المصري …