المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :
بكين– تسابق الصين الزمن بشكل لافت لتطوير لقاحات ضد فايروس كورونا بعد أن تباهت بشكل واسع بالنجاحات التي حققتها في احتواء الجائحة على أراضيها.
وكانت الصين واجهت عاصفة انتقادات دولية على خلفية طريقة تعاطيها مع تفشي فايروس كورونا ما جعلها تعمل جاهدة على تلميع صورتها حيال دورها في احتواء الفايروس الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان وسط البلاد.
ووقّعت الصين اتفاقا مع منظمة الصحة العالمية يضمن توزيع أي لقاحات ضد كوفيد-19 تصدر مستقبلا، في الدول النامية لتكون بذلك أكبر قوة اقتصادية تنضم لمساعي المنظمة الدولية لاحتواء الوباء الأمر الذي يحقق لها على المدى البعيد مكاسب دبلوماسية وسياسية.
وتهدف مبادرة “كوفاكس” إلى إيصال اللقاحات إلى الدول الأكثر فقرا فور تطويرها لمواجهة المخاوف من احتمال حد الدول الأغنى توزيع العقارات التي تصنعها شركات الأدوية لديها.
ويمنح الاتفاق الصين، دورا أساسيا في الجهود الدولية لمشاركة اللقاحات مع الدول النامية وهو ما يمكنها من تحقيق اختراقات على صعيد العلاقات الدولية وفتح آفاق جديدة لتعزيز تموقعها على الصعيد العالمي، في الوقت الذي تقوقعت فيه الدول الكبرى المنافسة على نفسها وبات هاجسها الوحيد إنقاذ مواطنيها من خطر كورونا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ الجمعة لدى تحدثها عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الثامن من أكتوبر إن الصين انضمت إلى مبادرة “كوفاكس” “للوفاء بالتزامها بتحويل لقاحات كوفيد-19 لتكون للمصلحة العالمية العامة”.
ولم تقدم تفاصيل بشأن المبالغ التي ستساهم بها الصين بموجب الاتفاق الرامي إلى جمع ملياري دولار ويهدف إلى توفير أي لقاحات مستقبلية لـ92 بلدا منخفض أو متوسط الدخل.
وأفادت هوا أن اللقاحات الصينية “ستقدم للدول النامية كأولوية”، مضيفة أن بكين تأمل بأن “تدعم وتنضم دول أقدر (على المشاركة في المبادرة) إلى كوفاكس”.
ولم توقع القوة المنافسة الولايات المتحدة على الاتفاق في وقت تواجه فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخبطا غير مسبوق في مواجهة الارتفاع المهول في عدد الإصابات بالفايروس، الذي عاد ليضرب بقوة في أنحاء عدة.
وتم تلقيح مئات آلاف الصينيين من جنود وموظفي طوارئ وعاملين خارج البلاد بينما لا يزال على اللقاحات التي اعتبرت واعدة أكثر من غيرها استكمال مرحلة التجارب السريرية.
وعاد عشرات الملايين إلى العمل الجمعة بعد عطلة طويلة اعتبرت اختبارا لمدى ثقة المستهلكين، في تعارض كبير مع الوضع في العديد من الدول الغربية التي عادت لتفرض تدابير إغلاق وقيودا على السفر.
وتزامنا مع انخراطها في جهود منظمة الصحة العالمية سعت الصين منذ البداية لتقديم المساعدات للدول المتضررة من الوباء في دعاية تخدم أهدافها على المدى البعيد لتتمكن من تثبيت دورها كقوة مؤثرة على الصعيد العالمي واستثمرت أزمة الوباء لتحولها إلى صالحها.
ونجحت بكين بشكل كبير في استثمار قوّتها الناعمة في القارة السمراء وقدمت مساعدات كبيرة للدول اللإفريقية التي تعاني من ضعف في انظمتها الصحية، وامتدت المساعدات لتشمل دولا أوروبية وآسيوية، الأمر الذي أثار غضب بعض القوى الغربية التي اعتبرت أن الصين تستغل الجائحة التي كانت المتسبب الرئيسي فيها بعدم تحذيرها مسبقا من خطر الفايروس، واستثمارها دبلوماسيا.
وتتخوف أوساط غربية من تمدد الصين تحت غطاء الأنشطة “الإنسانية”، في الوقت الذي تعجز فيه معظم الدول عن السيطرة على فايروس كورونا وعلى رأسها الولايات المتحدة.