الرئيسية / أخبار عربية ودولية / ترتيب البيت الداخلي أبرز تحديات الشيخ نواف

ترتيب البيت الداخلي أبرز تحديات الشيخ نواف

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

تواجه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح سلسلة من التحديات الداخلية سواء على مستوى اختيار ولي عهد جديد أو إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية عميقة في البلد الذي شهد مجموعة من الأزمات طوال الفترة الماضية.

الكويت – شكلت عملية ترتيب البيت الداخلي في الكويت أبرز التحديات التي تواجه أمير البلاد الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بعد تقلده للإمارة خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي ترك بصمات واضحة على الوضع الداخلي وملف الدبلوماسية الكويتية طوال السنوات الماضية.

وبدأ الشيخ نواف الأحمد مرحلة حكمه بالتنبيه إلى “تحديات خطيرة لا سبيل إلى تجاوزها إلا بوحدة الصف”، في بلد اتسم بخلافات سياسية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأزمتين صحية وسياسية تسببتا في تعقيدات في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد.

وينصب اهتمام المتابعين للشؤون السياسية في الكويت على الشخصية التي سيتم اختيارها لتولي منصب ولاية العهد. وبحسب الدستور الصادر عام 1962 فإن الأمير يملك عاما كاملا لتسمية ولي العهد، ويجب أن يصادق مجلس الأمة (البرلمان) على خياره.

وتدور النقاشات منذ مدة حول أسماء عدة لتولي منصب ولاية العهد في ظل التجاذبات بين عدة أجنحة داخل أسرة آل الصباح الحاكمة، والتي قد تدفع في اتجاه خيار حسم مجلس الأمة مسألة من سيكون ولي العهد الجديد.

وتبرز ثلاثة أسماء تتنافس في ما بينها على موقع ولاية العهد، وهي أسماء الشيخ مشعل الأحمد الجابر (81 عاما)، أحد إخوة الأمير الذي يشغل موقع نائب رئيس الحرس الوطني، والشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء السابق، والشيخ ناصر الصباح، ابن الأمير الراحل، والتي تبقى احتمالات اختياره ضعيفة.

ولا يعرف ما هي اختيارات أمير الكويت من الأسماء المطروحة لتولي منصب ولي العهد في بلد تعيش فيه الأسرة الحاكمة انقسامات ونفوذا متصاعدا لجماعة الإخوان المسلمين وإيران ويعاني من أزمات سياسية متتالية واتهامات بالفساد.

وقال محمد الفيلي، الخبير الدستوري وأستاذ القانون العام في جامعة الكويت، إن “الشيخ نواف الأحمد يتمتع بقبول شعبي في الكويت، وإن الصورة النمطية عنه هي أنه إنسان هادئ ودمث الخلق، لكنه يستطيع في اللحظة المناسبة أن يتخذ قرارات حازمة”.

ونجح الأمير الجديد في إبرام تهدئة غير معلنة بين البرلمان والحكومة تمكن من خلالها رئيس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح من الإفلات من تصويت برلماني على “عدم التعاون”.كريستين ديوان: الشيخ نواف سيركز على الداخل والحصول على إجماع لولاية العهد

وتنتظر الكويت، التي تتمتع بحياة سياسية نشطة عمليا، في نوفمبر المقبل تنظيم انتخابات برلمانية جديدة في البلاد، وسط دعوات إلى إجراء عملية إصلاحية في النظام الانتخابي والحياة السياسية.

ورأت كريستين ديوان، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن المشهد السياسي بعد تولي الشيخ نواف الأحمد منصبه “سيركز على الجبهة الداخلية والحصول على إجماع لولاية العهد”.

واستغلت جهات معارضة وأخرى محسوبة على جماعة الإخوان، الوضع الذي سبق الإعلان عن وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لعرض وثيقة سياسية تتضمن مقترحات لإجراء تغييرات في مختلف المناحي السياسية في البلد الخليجي الثري.

ولاقت تلك الوثيقة، التي أطلق عليها “وثيقة الكويت”، رفضا واسعا وأثارت جدلا سياسيا في البلد من حيث توقيت نشرها وعرضها على الشيخ نواف الأحمد، الذي كان حينها وليا للعهد.

وتتضمن الوثيقة مقترحات لتحقيق المصالحة الوطنية والعفو الشامل وبداية عهد سياسي جديد ووضع حلول اقتصادية وسياسية.

وقال محمد الدلال، النائب الحالي عن الحركة الدستورية الإسلامية الواجهة السياسية لإخوان الكويت، في تعقيبه على لقاء الشيخ نواف الأحمد مع شخصيات محسوبة على المعارضة قبيل توليه لمنصبه الجديد إن “فتح المجال للنقاش والبحث في حد ذاته هو بداية إيجابية في نظر الكثير من المتابعين والمراقبين”.

ويقول برلمانيون وسياسيون كويتيون إن الهدف من عرض الوثيقة هو تحقيق غايات إخوانية للتغلغل أكثر في مؤسسات السلطة والعفو عن خلايا مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

ويتوقع خبراء وسياسيون أن ينصب اهتمام أمير البلاد الجديد على إجراء إصلاحات اقتصادية وبدء حملة لمكافحة الفساد وإحداث تغييرات على مستوى الإدارات العامة التي تقدم خدمات للمواطنين.

ولا يتوقع تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الكويتية في عهد الشيخ نواف الأحمد، إضافة إلى الإبقاء على الموقف الحالي من مسألة التطبيع مع إسرائيل.

وترى تشينزيا بيانكو، الباحثة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن “التنافس الذي يجري وراء الكواليس قد يؤثر على موقف الكويت في ما يتعلق بالعلاقات مع إيران والعراق، بالإضافة إلى قدرتها على التوسط في الأزمة مع قطر”.

وقال الخبير الكويتي محمد الفيلي في ما يتعلق بسياسة التوازن الكويتية بين السعودية وإيران إنها مبنية “على حقائق جغرافية، من غير المنطقي أن ندخل في صراع لمجرد أن هناك تغيرا في توجهات الحكم”.

كما يتوقع أنه سيتم التركيز داخليا على النقاش السياسي، الذي تتخلله في العادة خلافات بين الحكومة والبرلمان، على مواجهة تداعيات انتشار فايروس كورونا، إضافة إلى إيجاد حلول لأزمة العجز في الميزانية في بلد ينتج يوميا نحو 2.2 مليون برميل من النفط.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الخارجية السعودية: ندعو أطراف الصراع إلى تجنيب المنطقة مخاطر الحروب

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أعربت وزارة الخارجية عن بالغ قلق المملكة جرّاء تطورات التصعيد العسكري …